صار حديث الغرب نظرا لتداعياته على حياة شباب العصر، لقد خطفهم من عالم الواقع الى عالم الخيال و لكن لا عجب ان انتقلت عدوى التكنولوجيا بسيئاتها الى شباب لبنان حيث اثبتت الدراسات العلمية حسب ما افادنا بها خبراء في علم النفس بان شريحة مهمة من شباب لبنان مدمنة عليه الى درجة قد تؤدي بنا الى مجتمع منهار اخلاقياً، لقد جذبهم بذكائه و احترافه باحدث التقنيات التكنولوجية المتطورة، انه الهاتف الذكي بالانكليزية phone smart حتى غدا التلفون يسيّر الانسان فما هي ابرز مضاره الاجتماعية ؟
عالم من الانفراد و التوحد والانعزال
في هذا الاطار اهم ما اطلقته نقيبة المعالجين النفسيين الدكتورة ماري انج نهرا عبر ال greenarea.info سلسلة تحذيرات للحد من استعمال التلفون الذكي مثبتة ذلك بدراسات مما قالت : “للاسف نحن في حال ادمان على الهاتف الذكي و الدليل على ذلك انه قبل و بعد النوم يبقى هو الهدف بعد أن كان الكتاب هو الأهم . ان هذه الآلة الصغيرة اي الهاتف الذكي يشمل كل وسائل التواصل الاجتماعي فاختصرت فيه الحياة الاجتماعية و بكل اسف اذا ضاع منا نشعر للحال في حالة ضياع حتى في الهوية الاجتماعية لدرجة بات يؤثر على ضعف الذاكرة في صعوبة حفظ ارقام الهاتف لان كله مسجل ، تخف لدينا قدرة التركيز كما و ان الحياة الاجتماعية تتراجع نتيجة الادمان على العالم الخيالي الذي يغش كل من ادمن عليه حيث تضيع معه اولوية الحياة و صارت الامور لديه متوقفة على اشارة تعجب اي لايك على كل كلمة تكتب في مواقع التواصل الاجتماعي.”
و تابعت الدكتورة ماري انج نهرا :” هكذا ياخذ الهاتف الذكي الانسان من عالم الواقع الى عالم من الخيال للتمويه و التسلية و المشكلة تكمن هنا انه اقل صدمة تعترض المدمن عليه بحيث يشعر بالانهيار العصبي لينقطع التواصل عن العالم الخارجي لدرجة العزلة او الوحدة متخذ به حتى اذا حصل امر ما حوله لا يهزه ساكنا والاسوأ في ذلك بعض الامهات يلهين به اطفالهن دون معرفة تداعياته السلبية النفسية اي انقطاع عن العالم الخارجي وهذا كثير مؤذي للنفس البشرية الى حد الادمان عليه لدرجة الانطواء . لذا لا بد من الحد من ذلك عن طريق القوننة على غرار ما يحصل في فرنسا حيث لم يعد مسموحا التلفون الذكي في المدراس او في الجامعات بهدف حماية الطلاب في حياتهم الاجتماعية نظرا للأذية الناتجة منه كأن يتصور التلميذ في وضع مشبوه في المدرسة و يتم نشره بالفيديو بهدف اذيته كما و انه يطلب من الاهالي وضع قانون داخل المنزل اي الزام اولادهم في ساعات معينة بالاجتماع العائلي دون استعمال الهاتف الذكي لان بذلك نحررهم من الادمان عليه عندها نعرف كيف اننا نعيش معه او من دونه .”
الانا او ال ego اكبر مرض عند الانسان
الا ان الطبيب النفسي الدكتور انطوان سعد اعتبر ان التلفون الذكي بات يسّير الانسان بدل ما يكون العكس تماما مما قال ل greenarea.info :”ان الانسان منذ صغره تكون ثقته في نفسه ضعيفة ويبحث من خلال وسائل متعددة الاعتراف في وجوده منها وسائل التواصل الاجتماعي حيث يريد ان يظهر من خلالها ان يقوم بشيء ما لينتظر ردات فعل الاخرين الذين يتواصلون معه ليشعر بوجوده من فعل وردة فعل فكلما يشعر بردات فعل بما يقوم به حتى لوكانت مخادعة يشعر بالراحة النفسية لانه بحاجة ال EGO اي الانا لكي يشعر بوجوده عكس مما هوعليه الانسان الواعي الذي لا يهتم لذلك . فالمصاب بالانا يتطلب من يصفق له و يحب من يعمل ردة فعل بما يقوم به سواء سلبية ام ايجابية كل ذلك لتحفيز شعور الانا لديه الذي يتغذى من وراء التواصل الاجتماعي والاكثر وسيلة لتحفيز الانا حيث يعتبر مرض منذ وجودالانسان. مما نجد المجتمعات والشعوب اليوم تسعى لتفريغ ذاتها بهذه الطريقة وفقدان القيمة لذاتها عبر الكذب والتفاهة و الضياع من وراء بحر المعلومات الوهمية اوالتفاعل الوهمي مما يبعد الانسان عن الذات الى درجة الضياع كون المعلومات التي تصله بشكل سريع من دون معنى لها . اذ ان الانسان يسّيره التلفون فهو متجه نحو المهوار بدل ما يكون العكس وبكل اسف نقول اصبح التلفون يستعمل الانسان.”
تزايد الجرائم في اللا وعي
اما الاختصاصية في المتابعة النفسية شنتال خليل فاهم ما اعلنته عن خطورة الادمان على التلفون الذكي مما قالت ل greenarea.info :”اهم تاثير التلفون الذكي على الطفل يجعله يعيش في عالم افتراضي يؤدي به الى عزلة اجتماعية في ما بعد بدل ما ننمي فيه القيم الاجتماعية و تحفيزه على اللعب مع رفاقه ليتعلم حب المشاركة معهم الذي يساعده على التحدث بجمل صحيحة و تعزيز شعور التعاطف الذي يولد مع الطفل من عمر السنتين بمجرد ما نقضي على هذا الشعور ننمي عندها فيه روح الجرائم الفردية و التوتر و العنف حيث يعيش الانسان في ديناميكية سعادة الانا لذا الحل يكمن في تعزيز الرقابة على تصرفات الولد و تحديد له ساعة في الاسبوع لاستعمال التلفون الذكي اي تحديد الوقت له بفترة 10 دقائق لا اكثر يوميا دون ان تكون قبل النوم لان التلفون الذكي او اي شيء شبيه له يعيق عملية النوم عند الطفل كمية و نوعية حيث يشعر حينها بكوابيس ليلا عندها لا تفرز هورمون النمو بطريقة جيدة لذلك لكي ينمو دماغ الطفل بطريقة صحيحة.”
و تابعت قائلة :” ان خطر تعزيز السلوكيات المعنفة تكون نتيجة الادمان على التلفون الذكي مما يشعر الانسان بذلك بتوتر عصبي على الالعاب خصوصا التي فيها عنف وقتل حيث يعتاد على مشاهدتها بطريقة طبيعية و هنا الخطورة بحد ذاتها يكررها بلذة من دون معرفة تداعياتها عند اختلاطه في عالم الواقعي مع احتمال ان يترجمها فعليا و في حال حصلت لا تهزه ساكنا .من هنا دور الاهل في التشديد على المراقبة و ليس اعطائه التلفون لكي يلهو فيه لاسكاته. لان بذلك نتجه الى مجتمع ينعدم فيه الحوار مما نلاحظ ان الاولاد لا يعرفون التحدث بجمل صحيحة اي موصولة ببعضها ومفيدة بل استبدالها بكلمات غير مفهومة نتيجة الانطواء على النفس الذي يزداد عندهم حيث اثبت دراسة في جامعة هارفرد ان الاولاد الذين يستعملون التلفون الذكي اكثر من ساعتين عندهم انهيار عصبي و عدائية خصوصا في المدرسة مما يختل التوازن في التصرفات لذلك على الاهل مراقبة اولادهم عند استعمال الهاتف الذكي في كل الاوقات .”
وسيلة للهروب من الواقع
بدورها اعتبرت الاختصاصية في علم النفس الدكتور ايزي شكّور greenarea.info : ” ان الادمان على التلفون الذكي و كل وسائل الاتصال التكنولوجية ليست سوى الهروب من الواقع حتى يعيش المدمن عليها في عالم من النشوة وخطورتها تكمن عند الاطفال وتكون العلاقة مع اهلهم شبه مقطوعة مما تتوقف عندهم روح الحياة الاجتماعية بدل تحفيزهم بالنشاطات الرياضية و توطيد لغة الحوار بين الاهل و اولادهم وحل المشاكل وجهاً لوجه و اعادة تعزيز التواصل فكل شي اسمه ادمان مهما كان نوعه يؤدي الى الاذى .”
تحفيز الهورمونات الضارة
اما الاختصاصية في علم النفس الدكتورة راغدة اشقر فنصحت الاهالي بضرورة التنبه على خطورة التلفون الذكي مما اوضحت ل greenarea.info : “ان الادمان على الاكترونيات خصوصا التلفون الذكي عند استعماله ترتفع هورمونات الادرنالين و الكورتيزون حيث اثبت عالميا ان الدماغ يتاثر بهما لدرجة التسطيل دون استعمال الحواس الاخرى مما ينتج عن ذلك ادمان الاطفال عليها لدرجة انهم يصبحون سريعي الانفعال مما يزيد لديهم شعور التوحد والصعوبات التعليمية وهنا المشكلة بحد ذاتها مما نتجه الى مجتمع منعزل حيث يعجز الاطفال عن التواصل مع عالمهم الحقيقي والاهل وهذا ما نلمس في العيادات من تاثير سلبي على شخصية الطفل لذا نشدد على المشاركة العائلية الفعلية .”
الى ذلك شرحت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ايلين عيسى ل greenarea.info:”ان مشكلة الادمان على وسائل التكنولجيا كالتلفون الذكي موجودة في لبنان منذ زمن بعيد لان المعايير الاجتماعية تغيرت حيث ان الاهل يساهمون بذلك بصورة غير مباشرة ولايحفزون الولد على اللهو في الركض والتمارين الرياضية بل اللهو في شتى انواع التكنولوجيا لدرجة الادمان عليها بدل تدريبه على الابتعاد عنها وحل مكانها شتى انواع الرياضة و تعزيز لديه العلاقات الاجتماعية .”