في حين أن لبنان تائه في شبه حلول لأزمة النفايات، يبدو أن العالم يعيش أزمة أكبر، فقد تحدّث العلماء مرارً عن تجمّع نفايات العالم أجمع في رقعة من لمحيط الهادىء، سمّيت بجزيرة النفايات نظراً للكم الهائل الذي تحتويه من بلاستيك، ومواد غير قابلة للتحلّل.
بعيداً من مشاكل البيئة والتلوّث التي يمكن أن تؤدّي لها، جرس الإنذار قد أطلق في هذا المجال مع إعتراف الخبراء بأن هذه الجزيرة هي أكبر بكثير من المتوقّع!
فيعتقد العلماء أن مساحة “جزيرة النفايات” في المحيط الهادئ بلغت 1.6 مليون كيلومتر مربع، ما يعادل مساحة فرنسا.وقام فريق دولي من العلماء بدراسة جزيرة النفايات الواقعة في شمال المحيط الهادئ، وتبين أن مساحتها 1.6 مليون كيلومتر مربع، كما بلغ وزن النفايات ما يتراوح بين 45 و129 ألف طن.
وأشار العلماء إلى أن الاستنتاج يقوم على الأرصاد من الطائرات والسفن عامي 2015 – 2016، ناهيك عن النمذجة الكمبيوترية. وقال العلماء إن جزيرة النفايات تتألف من ما يتراوح بين 1.1 و3.6 تريليون قطعة عائمة، وتشكل شبكات الصيد نصفها. أما النصف الثاني فهو مواد بلاستيكية. ويرى الباحثون أن جزيرة النفايات تشكل خطورة جدية على البيئة الحية في المنطقة.
التقرير الذي نشرته مجلة “news week” حذّر من الكارثة المنتظرة وطالب بالتدخّل العاجل لأن الأرقام المذكورة تعتبر مرعبة أكثر بنحو 16 مرة من التقديرات السابقة، ما يعني أن كمية النفايات التي تلقى في المحيط الهادئ ترتفع على نحو مطرد.
وأشارت المجلة إلى توسع الرقعة الجغرافية لهذه النفايات، التي تغطي حوالي 620 ألف ميل مربع من مساحة المحيط الشاسع، وهو ما يعادل ضعف مساحة ولاية تكساس الأميركية.
وبينت المجلة أن دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ، هي عبارة عن كتلة ضخمة من البلاستيك والمخلفات الصلبة وشظايا من مختلفة الأحجام. وتعلق هذه النفايات صعبة التحلل داخل تيارات المحيط الضخمة ولمدة عقود، لتشكل دوامة هائلة الحجم. وفي هذه الحالة، تتمركز هذه الدوامة في الجزء الشمالي من المحيط الهادئ، لتطفو المخلفات داخل المياه شبه الاستوائية بين كاليفورنيا وهاواي.
وأشارت المجلة إلى مدى خطورة هذه الحقائق التي اكتشفها العلماء وتأثيرها المدمر على الحياة البحرية. فقد تجد هذه الجسيمات موضعا لها داخل السلسلة الغذائية للأسماك، التي ينتهي بها المطاف في طعام الإنسان ظنا منه أنها صالحة للأكل. وإن لم يكن ذلك كافيا، فإن هذه الأسماك هي غذاء لأسماك أخرى؛ وبتواصل هذه السلسلة الغذائية ستتسع رقعة الكائنات المتضررة بسبب النفايات البلاستيكية.
