كم  من المرات نردد  بعض الكلمات : بت انسى كثيرا حتى رقم التلفون لم اعد احفظه بسهولة.   هل يعود السبب الى الحياة الضاغطة التي نعيشها والتي أثرت على  صحة ذاكرتنا ؟ ام السبب يعود الى اتكالنا المكثف على كل الوسائل التكنولوجية منها  التلفون الذكي، فكان له اثر سلبي على  الذاكرة في عملية  حفط المعلومات ؟

تضاربت المعلومات عند الاطباء في الاختصاص في الجهاز العصبي منهم من اعتبر ان لاعلاقة لتاثير التكنولوجيا على تراجع الذاكرة  ومنهم من اكد ذلك نظرا لتخفيف نشاط الذاكرة بالتمرين اليومي. في المقابل فسر اختصاصيو التغذية ان نوعية الاطعمة  قد تغيرت وبات التركيز  كثيرا على الاطعمة السريعة المشبعة بالدهون، الأمر الذي له علاقة مباشرةعلى تراجع الذاكرة. فما هو الواجب فعله لانقاذ ذاكرتنا من النسيان وتنشيطها دوما  ؟

حفظ 3 ارقام بدل 7 ارقام استعداد للخرف

اهم ما اعلنه الاختصاصي في الجهاز العصبي الدكتور غسان حداد ل greenarea.info بان هناك دراسة حديثة صادرة عن جامعة هارفرد تثبت بان قلة تمرين الذاكرة  قد تزيد من الخرف مما قال : “ان موضوع الذاكرة يدرس حاليا في جامعة هارفرد حيث اكتشف العلماء  ان الذاكرة تتراجع من قلة التمرين اليومي فنصحوا مرضى الزهايمر بتكثيف التمرين للذاكرة بالوسائل اليدوية بهدف تنشيط  الخلايا العصبية الدماغية لنصل الى ذاكرة صحيحة صحية   لان التركيز مطولا على ذاكرة الكومبيوتر قد  يصيب الذاكرة بالتراجع.  مثبت ذلك من خلال تمرين على حفظ الارقام، على  سبيل المثال ان يعطى رقم معين لاي شخص يريد ان يمتحن ذاكرته بقدرته الاستعابية في حفظ الارقام  لتمرين الذاكرة اي كلما حفظنا ارقاما كلما حافظنا على الذاكرة بشكل افضل بما يعني ان الذي يحفط 3 ارقام بدل 7 ارقام يكون عنده استعداد  للخرف مع تقدم العمر لذا علينا دوما الحفاظ على صحة  الدماغ لانه الاساس لصحة الانسان.”

اما الاختصاصي في  الجهاز العصبي الدكتور سهيل جبيلي فكان له رايا معاكسا مما قال  ل greenarea.info:” انه مع تطور نيو التكنولوجيا  يكون هناك اعادة توزيع لاعادة الطاقات الدماغية  على سبيل المثال مع التلفون الذكي بتنا نحفظ  ملفات متعددة و متنوعة بمواضيع مختلفة، اهم من الاتكال على الوسائل اليدوية بالورقة والقلم لذلك نعتبر ان التكولوجيا قد حسّنت كثيرا وضعية الذاكرة  .”

الى رأي الاختصاصي في الجهاز العصبي  الدكتور ايلي عساف فاكد  ايضا على  اهمية دور التكنولوجيا في تنشيط الذاكرة  و ليس العكس مما قال  ل greenarea.info:” انه ليس هناك  علاقة بان  الاتكال  دوما على التكنولوجيا  يزيد من ضعف الذاكرة  وفي صعوبة حفظ رقم معين للتلفونعلى  سبيل المثال بل العكس، فالناس باتت تحرك حواس السمع و النظر واللمس في آن معا فصارت تقرأ اكثر و بالتالي تحفظ اكثر من معلومة و انعكس ذلك على مستوى  الذكاء فالمهم في ذلك بان الذاكرة  لا يقتصر دورها فقط في حفظ الاشياء التي  نتلقاها بل كل شيء نراه للعلن .”

اما  الاختصاصي في الجهازالعصبي لدى  الاطفال الدكتور ماهرلمع فاعتبران الاتكال دوما على الوسائل التكنولوجية يؤثر على ذاكرة الطفل  فقال عبر ال greenarea.info:”ان الاتكال  على التكنولوجيا المبالغ به يؤثر على الذاكرة  عند الطفل لذلك نطلب  التخفيف منها و تقسيم الوقت بين العمل في الورق والعمل على التكنولوجيا كالهاتف الذكي اوالكومبيوتر .  كما و انه ليس مفيدا انتقال بعض المدراس إلى تحفيز الطلاب على استعمال الكومبيوتر طوال الوقت  لان هذا ليس مفيدا لذاكرته مما يجب ان يكون هناك استعمال عادل اي  50 %   استعمال الكتب يعادلها 50% استعمال الكومبيوتر.”

كل  شيء زاد  عن حده مضر

اما الاختصاصية في الطب النفسي الدكتورة شنتال خضرا فقد شددت  بضرورة ان الأمر لا يجب ان يزيد عن  حده  في استعمال الوسائل التكنولوجية لان لها اضرارها على الذاكرة مما قالت ل greenarea.info :”ان الشخص الذي   يتجه نحو التكنولوجيا المتطورة كالتلفون والواتساب و الفايسبوك وغير ذلك من الصور التي تنشر  تعكس هويته  التي تشكل  جزء من مرحلة يمر بها اذا كانت جميلة يعكس ذلك عن شخصه اما اذا تخللتلها مشكلة ما يعمل ردة فعل عكسية من سيلفي او يصبح ناشطا اكثر على مواقع التواصل الاجتماعي و في مرحلة معينة يتراجع عمل الذاكرة ولا تتطور بطريقة صحيحة.  على سبيل المثال الطفل  بحاجة  ان يلعب بالتراب وان يلمس كل شي في يديه فذلك  يساعده اكثر في نموه الفكري وقدرته بان يحفظ دروسه  اكثر اما  اذا كان الطفل طوال  الوقت على الايباد او التلفون الذكي . لذا على الرغم ان حسنات التكنولوجيا  تجعله يحفظ اسرع اكثر شرط ان لايتخطى  ذلك  الادمان كل شيء  عليها لانها تلحق الضرر في الذاكرة .”

الى رأي الاختصاصي في الطب النفسي  الدكتور نبيل خوري  الذي قال ل greenarea.info: “اذا بكبسة زر توصل  بتنا نصل الى جميع المعلومات  سواء في التحصيل العلمي  و المراجع التاريخية التي  صارت متوفرة اسهل  لذا لم يعد  الانسان بحاجة ان يقوم  بعناء في  استعمال طرق اخرى لبحث المعلومات واذا كانت سيئة ام  ايجابية  رهان الوقت له  مما صارت الذاكرة اسهل في قدرة الاستيعاب.”

العناية بالذاكرة بنوعية الغذاء

في  المقلب الاخر لابد من  التوقف على اهمية دور التغذية و تنشيط الذاكرة مما قالت الاختصاصية في  التغذية   الدكتورة رنا رزق ل  greenarea.info : ” ان الشعور بالنسيان  قد يرجع إلى قلة النوم أو إلى عدد من الأسباب الأخرى ، بما في ذلك الوراثة ومستوى النشاط البدني ونمط الحياة والعوامل البيئية. ومع ذلك ، ليس هناك شك في أن النظام الغذائي يلعب دورا رئيسيا في صحة الدماغ. فوجدت الأبحاث العلمية  أن النظام الغذائي للبحر المتوسط يساعد على إبقاء الذاكرة في وضع متحسن ، كما أن هناك ادلة  تربط بين الأطعمة مثل تلك الموجودة في النظام الغذائي المتوسطي مع وظيفة الذاكرة ،تلك  الأطعمة بما في ذلك  على سبيل المثال البروكلي والملفوف والخضر الورقية الداكنة والتوت والكرز، فضلا عن اهمية  اوميغا 3 الموجود في المأكولات البحرية والأسماك بما في ذلك سمك السلمون والتونة والسردين وسمك الرنكة  والجوز جميعها تساعد في تعزيز الذاكرة  وبالتالي تحافظ على صحة القلب وجميع أجزاء الجسم. ”

الاوميغا3  منشط للذاكرة بشرط

الى ذلك توقف  الاختصاصي في التغذية يوسف كركي   حول اهمية تغيير نمط  الحياة وتاثيره على التغذية وبالتالي على الذاكرة مما قال ل greenarea.info :” لاشك طرأ تغييرفي  العادات الغذائية اليومية نتيجة  الاكثار من ماكولات السريعة عدا الادمان على قلة الحركة و التمركز طوال الوقت  وراء شاشة الكومبيوتر او على الالعاب الالكترونية التي بنتيجتها جراء قلة الحركة تصل  بنا الى زيادة الوزن و نسبة دهون اكثر مما نكون معرضين الى امراض سكري و قلب وضغط  مرتفع،  الذي  يؤثر على خلايا الدماغ حتى تموت تدريجيا و تضعف مما تودي الى حالة نسيان حيث  اثبتت الدراسات العلمية ان خلايا الدماغ تبدا بالتراجع من عمر 45 سنة فضلا عن   تاثير الغذاء في التركيز على الاكل السريع في الاعتماد على المعلبات التي فيها المواد الحافظة و كمية  مرتفعة من الصوديوم وبالتالي يؤثر على صحة الانسان من كثرة الدهون التي تزيد من الاملاح وبالتالي ارتفاع في ضغط الدم مما يعني املاح ودهون ومواد حافظة  اكثر جميعها تؤثرعلى صحة الجهاز العصبي  وتراجع في الذاكرة  بدل التركيز على الفيتامينات و المعادن في الماكولات الصحية لصحة الذاكرة  كالاوميغا 3 اي التي تحتوي على الدهون غير المشبعة   الصحية كالجوز النيء  و زيت  السمك و زيت الزيتون و فيتامينات ب12 جميعها لها  علاقة مباشرة في تحسين الذاكرة حيث برهنت الدراسات العلمية ان فيتامين ب12 يحسن الذاكرة  و يحميها عدا الفواكه و الخضار التي تحتوي على المعادن تحمي الجسم و تنشط الذاكرة.”

الى  الاختصاصية  في التغذية الدكتورة لارا يزبك  التي نصحت عبر الgreenarea.info  : “بضرورة  التركيز  على الاوميغا 3 و السمك و الماكولات البحرية مع الانتباه ان لا تعطى هذه الاخيرة قبل عمر السنتين  لان هناك خطر حساسية و مادة الزئبق الفائض فيها حيث اشارت الابحاث ان الذاكرة تتاثر بالتراجع مع تناول الماكولات التي فيها المواد الحافظة والماكولات الدسمة كالاجبان الدسمة مثل الحلوم  ومشتقاتها واللحمة الحمراء الزبدة والسمنة  و الحليب كامل الدسم ومشتقاته  لذا من الافضل التركيز على  الاوميغا 3 و الماكولات ضدالاكسدة كالخضار والفواكه و الماكولات غير المهدرجة متل زيت النباتي واللوزوالجوز والفستق النيئة والحبوب  و الماكولات التي تحتوي على الدهون غيرالمشبعة كالزيوت النباتيةو بذرةالكتان الصويا كانولا والسمك جميعها تساعد في تنشيط الذاكرة  وتؤخر ايضا  من  مرض خرف الشيخوخة اي  الزهايمر  .”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This