يُذكرني كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مشاركة بلاده في العدوان الثلاثي على سوريا، قبل أيام، حيث أكد أن فرنسا تدخّلت (في الضربة) حفاظاً على “شرف الأسرة الدولية”، برسالة القنصل الأميركي في هاواي، سنة 1893، لوزير خارجية بلادهِ حينها جون فوستر، مبرراً احتلاله للجزيرة حيث قال: “إنّ واجبات الشرف تحتم علينا إحتلال هذه الجزر” .

أين كان شرف الأسرة الدولية، يا سيد ماكرون، حين ارتكبتم المجازر في  “راوندا”، ودعمتم مثلها في مالي، أين كان شرفكم الدولي حين قُصفت اليمن باسحلةٍ من صنعكم، وأين شرفكم في قصة الإرهابية الفرنسية “إيميلي كونيغ” وفي فضيحة تمويل شركة لافارج هولسيم  لــ”داعش”.

تتكلمون أنت والاميركي بالشرف، وأنتم تكذبون في كل شيء على شعوب العالم، تدعمون الإرهاب ومن ثم تنادون بحقوق الإنسان، تنسحبون من إتفاقيات حماية الحياة على الكوكب (إتفاقية باريس للمناخ) ومن ثم تتهمون روسيا وسوريا باستخدام السلاح الكيماوي، تطورون وتبيعون أسلحة لتأجيج الحروب في كل العالم، وتتباكون في مجلس الأمن الدولي على أرواح المدنيين.

تقصفون سوريا ب110 صواريخ عشوائية مقبوضٌ ثمنها من ملك البعير السعودي، بتهمة (محض كذبة) إستخدام السلاح الكيماوي في “دوما” ، تلك الكذبة التي روجت لها نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، البارعة في الكذب،قائلةً : “إن  واشنطن ولندن وباريس توصلت إلى حصول هجوم كيماوي في دوما”، ليأتي التكذيب على لسان وزير الدفاع جايمس ماتيس، خلال استجوابه أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس،مؤكداً “غياب أي دليل ملموس في يد بلاده، حول هجوم دوما الكيميائي”..

 

 

وهيلي هذه كذبت مرة أخرى حين ذكرت، في حديث مع “فوكس نيوز”: إن بلادها لن تسحب قواتها من سوريا.

لتكذبها مباشرةً،  المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، ساره ساندرز، مؤكدةً :إنّ “الرئيس ترامب كان واضحاً، إنه يريد أن تعود القوات الأميركية في أقرب وقت ممكن إلى الوطن”.

كما كذبت  هيلي،  للمرةِ الثالثةِ، حين صرّحت منذ أيام بأنّ “الولايات المتحدة الأميركية ترفض فتح قنوات للحوار والتواصل مع الرئيس بشار الأسد”.

أيضاً  تم تكذيبها، عبر ما كشفته المصادر المطلعة على سياق الحوارات الأميركية ــ السورية، أن العام الماضي حفل بثلاثة لقاءات أمنية بين الجانبين بطلب مباشر من الأميركيين. لابل أكدت المصادر أنّ الإدارة الأميركية طلبت الشهر الماضي عقد لقاء رابع عبر ثلاث قنوات مختلفة، الا أن الرد السوري جاء بالرفض”.

الكذب أصبح ملح السياسة الأميركية، والرئيس “ترامب” ذاته، وصفه مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي، في كتابهِ الجديد بالـ “كاذب” ترامب هذا يُعاني من فقدان توازن عميق في الداخل الأميركي، ولم يجد مستشاروه طريقة لصرف انتباه الشارع عن القصص والفضائح التي تدور حوله. ولتغطية التناقض الفظيع في تصريحاته وسياسته، سوى اتهام سوريا بشماعة الأسلحة الكيميائية، وضربها مقابل أن يزيد “نواطير الكاز” المليارات المدفوعة .

 

نَعلَمَكُم جيداً ، ونعلم أنكم تخدعون كل الشعوب (بمافيها شعبكم)،  نعرف الكثير عن الفوضى التي تركتها غزواتكم، من هاواي والفلبين الى غوام، مروراً بفيتنام وبنما، وصولاً الى قصف يوغوسلافيا في العام 1999، و غزو العراق في العام 2003، والأن اليمن وسوريا.

قبل أن تتكلموا بـ “شرف الأسرة الدولية” توقفوا عن دعم المجموعات التكفيرية التي تقتل وتسبي وتنهب وطننا منذ سبع سنوات، ممعنةً في تخريب الحياة  الطبيعية فيه، وفي تهجير الناس الفقراء من قراهم، و وتدمير الاقتصاد والحياة الثقافية والاجتماعية ، تدمير الموائل الطبيعية والمحميات، كما تمعنون في تلويث بحرنا وتُرابنا وهواءنا، ونهب أثارنا وثرواتنا.

وقبل أن تضعوا شرط رحيل الأسد للمشاركة في إعمار بلدنا نقول لكم: لانريد مشاركتكم في إعادة إعمار سوريا، فنحن  سنبنيها بسواعدنا وأدمغتنا، وبمساعدة الأصدقاء.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This