من المتعارف عليه أن أكثر المشاكل التي يعاني منها الحيد المرجاني العظيم في استراليا هي قضية الإحترار المناخي الأمر الذي أدى إلى ابيضاضها بشكل سريع جداً في السنوات الأخيرة.
إلا أنه على ما يبدو فإن الشعب المرجانية تحاول بنفسها مواجهة مصيرها وتحدّي أحوال الطقس، فقد
رصد علماء الأحياء البحرية في أستراليا عمليات تقوم بها الشعاب المرجانية للتكيف مع المناخ المتغير بسبب الاحتباس الحراري الذي يهدد الحياة البحرية.
ووصف باحثون من جامعة غريفيث ومراكز علمية أسترالية أخرى، الآلية الجديدة التي تستخدمها الشعاب المرجانية لوقاية نفسها من ارتفاع الحرارة وللحفاظ على برودة الطقس حولها. واستخدم العلماء كل الطرق لفهم الآلية الجديدة من عمل ميداني ومخبري وكذلك الصور الملتقطة من الفضاء. ودرسوا تكيف المرجان بشكل أوسع، فاتضح أنه عندما تواجه الشعاب المرجانية ارتفاعا شديدا بالحرارة بسبب ازدياد كمية الضوء الواصلة إليها، فإنها تبدأ بإطلاق مركبات متطايرة في الماء تشكل هباء جويا فوق سطح الماء مباشرة، من خلال تفاعلات كيميائية في الهواء.
وكان هذا الاكتشاف بمثابة فتح كبير في مجال دراسة الشعب المرجانية الآخذة بالانقراض في العالم بسبب الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة الكرة الأرضية. ولم يتوقع العلماء يوما أن الشعاب المرجانية قادرة على المناورة والتكيف بهذا الشكل الدقيق. ويعكس الهباء الذي تشكله الشعاب المرجانية فوقها الإشعاع الشمسي، ويمكنه أيضا تعديل الفيزياء الدقيقة للسحب لجعلها معلقة فوق الشعاب المرجانية لفترة أطول وهذا ما يشبه المظلة الطبيعية.