كم من المرات تشعر بانزعاج عندما يتوه نظرك في عشوائية الملصقات الاعلانية، والاسوء اذا تمعنت في قراءتها، فيحيطك الخطر سواء من قلة الانتباه اثناء القيادة أو إصابة النظر بتعب في عضلات العين، فضلاً عن تداعيات خطرة تزيد من هذا التلوث البصري. فقانون ضبط عشوائية الملصقات الاعلانية موجود دون تطبيق طالما أن عدداً مهماً من البلديات لا تقوم بدورها في مراقبة وضعية الاعلانات في المكان المناسب .

الى اي مدى هناك تأثير نفسي على المتلقي من التلوث النظري غير المنضبط ؟

عضلات العيون تتعب

في  هذا الاطار نبه الاختصاصي  في امراض و جراحة العين الدكتور وليد حرب عبر ال greenarea.info:” ان التلوث النظري ليس له تاثير مباشرعلى العيون بل على التركيز حيث يضطر الانسان  ان ينظر الى اللوحات الاعلانية، فيفقد تركيزه على قيادة السيارة  الأمر الذي قد يزيد من نسبة حوادث السير. إضافة إلى ذلك، فإن كثرة اليافطات تسببّ التشوّش في النظر وتعب في عضلات العيون بسبب سرعة المشهد، لكنها عوارض تختفي بمجرّد إراحة النظر.

الى رأي الاختصاصي في طب العيون الدكتور جهاد منسى  الذي حذرعبر ال greenarea.info:”ان  تاثير اليافطات  على النظر من كثرة على التركيز  عليها و تهدد سلامة قيادة السيارة لان كلما كثرةالاعلانات والصور كلما التهى الانسان بها وعرض حياته للخطر.”

من زحمة السير الى تراكم النفايات

اما الخبير في  البيئة الدكتور ولسون رزق فاعتبر عبر الgreenarea.info  :”ان عشوائية وضع الصورة تشكل خطراعلى الانسان كمثل خطورة استعمال الهاتف الخليوي اثناء قيادة السيارة كونها تلفت النظر و تلهي الانسان عن ما يقوم به، فكيف اذا كان يقود السيارة و تكون حياته على المحك. ففضلاً عن أنها  تسبب زحمة سير فهي  تلوث  البيئة بعشوائية وضع الصور على الجدران وحتى الشجر، الأمر الذي يزيد من التلوث النظري وفي كمية النفايات الناتجة عنها .”

هذا و اشار الخبير في البيئة  الدكتور جميل ريما ل greenarea.info::”ان كثرة الصوروالالوان المستعملة في الاعلانات  تؤثر  ليس فقط  على النظر  و ترهقه بل لها وقعها على العقل اي تزيد من التشوش الفكري  وتزيد من الحوادث على الطرقات خصوصا الاعلانات  التي تحتوي على الاضاءة التي تؤثر على الدماغ   فتشتت فكر الانسان دون التمييز بين الصح و الخطأ.”

مرض  الانا وانعكاسه على كثرة الصور

من جانب آخر، على الصعيد التأثير النفسي علق الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان بستاني قائلا ل greenarea.info:” ان شعورالانا عند اللبناني هو المسيطر في لبنان  فكلما ارتفع مركزه وشانه سياسا ماليا و اقتصاديا  زادت عنده الانا بقوة حيث  لايحترم الاخر ويتعاطى معه بفوقية   بينما في دول الخارج يتعاطون مع الشعورفي الانا في التساوي مع الاخر. لذا كلما ارتفع اللبناني مكانته يشعر بسعادة في اي لقب ما فكيف اذا كان مرشحا على الانتخابات فيكبر صورته لعرضها امام الناس معتقدا انها تعكس قوته و يكون لها تأثير على الناس عكس المجتمعات  الاوروبية حيث لا توجد هذه  المظاهر الشكلية من الصوربكثرة  حفاظا على البيئة.”

كما وانه رأت المعالجة والمحللة النفسية شنتال خضرا ان عرض الصورعادة تكون  اشبه بالدعاية و لها وقعها النفسي مما قالت ل  greenarea.info  :” مرت  الدعاية بعدة مراحل من حيث التاثير النفسي و تحفيزالانسان   لدفعه على عرض  اعلاني معين امامه الى عنصرالمفاجاة كي يظل جذابا عند المشاهد للفت نظره  الا انه عندما تتخطى الامور حدودها الطبيعية  فتؤدي  حتما الى تلوث نظري  اي بمعنى فرض معلومات على دماغ الانسان من خلال تسويقها وبثها نظريا ليكون متأثرا بها في ما بعد .”

قانون الحماية لا يطبق

في المقابل شدد نائب رئيس جمعية اليازا الدولية جو دكاش عبر ال greenarea.infoعلى اهمية تطبيق القانون على الاعلانات واليافطات ليس فقط لتجنب التلوث النظري بل تفاديا من خطورة حوادث مما قال greenarea.info :”:ان وجود الاعلانات بصورة عشوائية  في بعض المناطق  موضوعة بشكل غير علمي وغير  مدروس تشكل خطرا على الانسان من حيث زيادة حوادث السيرلان  بمجرد ما تم لفت النظر اليها تهدد حياة بالخطر. اما عن اللوحات  الاعلانية الالكترونية فيجب تخفيف من وهج ضوئها  ليلا لان من المفروض ان يكون خفيفا   تجنبا  لاذية العين  و بالتالي الحد من حادث السير مع اهمية وضعها على مسافة معينة  بعيدة اي بنحو 150 متر عن اعين الناس  وهنا على البلديات السهر لتطبيق وتنفيذ القانون المتعلق في كيفية وضع اليافطات و الاعلانات  حفاظا على السلامة العامة و محاسبة المتعدين في اي عمل اعلاني عشوائي ولكن للاسف  لا شيء يطبق قانونيا فتوضع الاعلانات في البيوت و على شرفات المنازل لتشكل خطرا على السلامة العامة .”

اعتبرت الاختصاصية في المتابعة النفسية و الجسدية   شنتال خليل ل greenarea.info :”ان التاثير النفسي  من وراء عشوائية اليافطات  يكون متراكما و له وقعه  على دماغ  الانسان في ما بعد لان كلما تكررت الصورة امامه كلما تاثر بها ليشعر انه منجذب  اليها لتتثبت  الصورة في عقله عدا البذخ المادي في استهلاك الصور وضررها على البيئة بدلاً من وضعها في عواميد خاصة لها دون  اللعب على  الناحية النفسية و محاولة تجميل الصورة الاعلانية  و اثرها على الناس الى حد الانجراف في معتقداتهم حتى و لو مختلف عنهم، أمر  اشبه بالتنويم المغناطيسي.”

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This