ازدادت أهمية خليج عمان باعتباره وجهة متميزة للغوص، فكنوز مذهلة من الحياة المائية كالشعاب المرجانية الناعمة والصلبة التي تجتذب تنوعا واسعا من الحياة البحرية التواقة للتغذي على المياه الغنية بالعوالق، تجعله وجهة السواح بامتياز. إلا أن هذا الواقع لن يدوم كثيراً فمشكلة كبيرة تحوم حول الخليج قد لا يمكن حلّها!
خليج عمان بحر يربط بحر العرب بمضيق هرمز و الخليج العربي، يحاذي خليج عُمان باكستان و إيران من الشمال و دولة الإمارات العربية المتحدة من الغرب و سلطنة عمان من الجنوب . وقد دق علماء البحار ناقوس الخطر بعد اكتشافهم “بقعة ميتة ضخمة” عند قاع الخليج الذي يربط بحر العرب بمضيق هرمز والخليج العربي.
وأوضح أعضاء فريق علماء البحار من جامعة إيست أنجليا (University of East Anglia) في مقال نشرته مجلة Geophysical Research Letters أن تركيز الأوكسجين في الطوابق السفلى من مياه خليج عمان شهد انخفاضا حادا خلال السنوات الأخيرة، ما تسبب بتشكل “بقعة ميتة ضخمة” عند قاع الخليج، وباتت الحياة هناك مستحيلة.
وبحر العرب كان يعد منذ فترة أحد أكبر “المناطق الميتة” في المحيط العالمي، لكن العلماء اكتشفوا مؤخرا أن الحالة أسوأ بكثير مما كان يعتقد في السابق، لأن بقعة الموت تتسع بسرعة كبيرة.
وتتشكل المناطق من المحيط العالمي التي تفتقر إلى الأوكسجين، أي “المناطق الميتة”، نتيجة تلوث مياه المحيط بالأسمدة والمخلفات الصناعية، ويؤدي تلوث الأنهار ومن ثم المناطق الساحلية للبحار بالنترات والفوسفات من الأسمدة وغيرها من المواد الكيميائية، إلى النمو السريع للطحالب الوحيدة الخلية. بدوره، يثير موت تلك الطحالب وتحللها استهلاك غالبية كميات الأوكسجين في عمود المياه، ما يجعل حياة معظم الحيوانات في ظروف كهذه أمرا مستحيلا.