فضيحة جديدة بالألوان أم ظاهرة طبيعية؟ يأتي هذا التساؤل على خلفية مشهد اللون الأخضر المتهادي فوق صفحة مياه نهر الكلب، بعد أن استفاق أهل المنطقة صباح اليوم. التقطوا الصور، وثقوا المشهد بشرائط مصورة، عبروا عن استيائهم “فيسبوكيا“، وعبر مختلف صفحات التواصل الإجتماعي، ومضوا الى متابعة يومهم “الممهور” بـ “ألوان انتخابية“ تمهيدا لخوض الاستحقاق الانتخابي القادم خلال ساعات.
في عهدة الألوان السياسية والوزارات المعنية وضع المواطنون هذه الظاهرة، فيما تصب كامل اهتمامات المعنيين في متابعة الاستعداد للاستحقاق الكبير.
د. سليم: لفتتني كثافتها
الصمت الانتخابي امتد الى صمت رسمي، لذلك لا نعلم إن كان قد تحرك أحدهم، وحقق في سبب هذه الظاهرة، أو إن تم أخذ عينات لفحصها في أحد مراكز الدولة المختصة.
الجميع أدار ظهره للنهر، غضبوا، شجبوا، وحده بقي مجللا بغموض “الأخضر”، موجها تحية لنهر الليطاني، وسلاما لأنهار لبنان ولمياه لبنان العذبة.
في هذا السياق تواصلنا في greenarea.info مع الباحث في“المركز الوطني للأبحاث العلمية” والأستاذ في الجامعة اللبنانيةالدكتور كمال سليم، فقال بدايةً: “من الضروري بالدرجة الأولى الحصول على عينات لفحصها مجهريا، والتأكد من كون هذه الظاهرة سامة أم لا“، وأضاف: “بحسب ما شاهدته في الصور والفيديو،فعلى الأرجح هي طحالب خضراء، وربما تكون طحالب الـــ (سيانوبكتيريا)”.
وقال سليم: “لفتني كثافتها في هذا الوقت من السنة، وهذا مرده الى التشبع الغذائي من مواد عضوية وتلوث بالنيترات والفوسفات،وهذا ما ستؤكده أو تنفيه دراسة العينات، فالفحص المجهري هو الذي يحدد نوعها، علما أن الظواهر المشابهة قد تكون طبيعية، تظهر في الربيع نتيجة عوامل عدة، منها وجود المغذيات العضوية بكثرة بالتزامن مع ركود المياه وارتفاع درجات الحرارة”.
مضرة بالبيئة
وتابع سليم: “إن كثافة هذه التجمعات الخضراء تعتبر مضرة بالبيئة بشكل عام، فهي تحجب اشعة الشمس، ما يحول دون وصولهالى الماء، وبالتالي، يؤثر ذلك على حياة مختلف الكائنات النهرية، كما أنها تُكسب الوسط المائي رائحة كريهة ولونا قاتما، مما يجعل الوسط المائي غير ملائم للحياة“.
كما شدد سليم على “ضرورة اخذ العينات، وهذا ما يفترض اللجوء إليه في الحالات المشابهة، لتحديد طبيعة الظواهر بعيدا من التكهنات، فبعض الظواهر قد تكون عالية السمية ويجب التعامل معها بشكل علمي وسريع“.
جمعية غرين إيريا
ومن جهتنا كـ “جمعية غرين ايريا الدولية“ بادرنا الى الاتصال بالناشط سيمون حربية الذي توجه الى النهر لالتقاط صور خص بها موقعنا greenarea.info، وقام بأخذ عينة من المياه وحفظها، بحسب توجيهات الباحث الدكتور كمال سليم الذي سيجري فحصا مجهريا عليها، على أن يتم تزويدنا بالنتيجة فور صدورها.
واللافت للإنتباه، بحسب حربية، فإن “حدة اللون الأخضر كانت قد انخفضت لحظة وصولي الى النهر“، فيما أكد ايضا أحد العمال المتواجدين في إحدى الاستراحات أن “هذه الظاهرة تتكرر سنويا،وقد شهدها سابقا“، وبحسب تقديره “هي مواد ملونة يتم رميها في النهر لتحديد المجرى“، إلا ان هذا الامر لا يمكن تأكيده قبل صدور توضيحات من الجهات المعنية أو ما سوف تبينه نتائج الفحص المخبري.