كثرت في الآونة الأخيرة حالات الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، أو من ذوي ضعف الإندماج الإجتماعي. تختلف الأسباب منها جينية وأخرى مجتمعية، وقد أجمع الأطباء على أن دراسة أسباب هذا الضعف صعب جداً، إلا أن اختبار جديدقد يفتح باب الأمل!
فقد أظهرت أن قرود المكاك ذات الارتباط الاجتماعي المنخفض كانت بمستويات منخفضة من هرمون فازوبرسين،هو المسؤول عن ضعف القدرات الاجتماعية، موجود في السائل الدماغي الشوكي، وكذلك لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد, وقد أجريت هذه الدراسة من قبل الباحثين في مركز أبحاث ولاية كاليفورنيا الوطنية في جامعة كاليفورنيا، ديفيس وجامعة ستانفورد, وقال جون كابتانيو أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا في ديفيس وعالم أبحاث في المركز الوطني للوقاية من السرطان “في هذه المرحلة نعتبر أن تركيزات الفازوبريسين علامة بيولوجية لمؤشرات اجتماعية منخفضة.”
و درس كابتانيو مجموعات من قرود المكاك في المركز لسنوات, حيث تم تصنيف نحو خمسة عشر بالمائة من الحيوانات على أنها “ذو قدرات اجتماعية منخفضة”: فهم يقضون وقتًا أقل في التفاعل مع الآخرين مقارنة بمعظم قرود المكاك, حدد الباحثون “قرودًا ذو قدرات اجتماعية عالية” و ” ذو قدرات اجتماعية منخفضة”, ثم اختبروا دمائهم وسوائلهم النخاعية لعدد من العلامات التي سبق تحديدها على أنها تلعب دورًا في مرض التوحد, وكان هرمون فازوبرسين Vasopressin العلامة الوحيدة ذات النتائج المهمة.
وتمكّن فريق البحث من تأكيد الصلة بين هذا الهرمون والمؤثرات الاجتماعية، وفي مجموعة أخرى من القرود أكدت أن مستويات الهرمون في السائل الشوكي تبقى مستقرة مع مرور الوقت, كما تمكن الفريق من الحصول على السائل النخاعي من سبعة أطفال يعانون من اضطراب طيف التوحد، والذين يخضعون للعلاج لأسباب أخرى, وجدوا أن هؤلاء الأطفال لديهم أيضًا مستويات منخفضة من هرمون فازوبرسين مقارنة مع الأطفال الآخرين الذين لا يعانون من التوحد, وقال كابيتانيو إن دراسات القرود لها صلة خاصة بالبشر لأنها تستند إلى السلوك الطبيعي, وقال “هذا تباين يحدث بشكل طبيعي، ونحن لا نجعل القرود تتصرف بهذه الطريقة”.