أطلقت وزارة الصحة مرصد دعم السياسيات الصحية، لرسم السياسات المستقبلية في طريقة مواجهة الأخطار الصحية والأمراض والأوبئة، بإشراف ذوي الاختصاص في المجال الصحي بالتعاون مع كلية الصحة للجامعة الاميركية ومنظمة الصحة العالمية.
إستمرارية هذا العمل رهن ادارة لبنانية مهترئة سياسيا حيث يأتي وزير صحة و فريقه لينقض ما فعله سابقه، فيطرح السؤال نفسه: كيف يتم ضمان استمرارية هذا العمل التقني العلمي الدقيق وابعاده عن عالم التسييس الصحي ؟
حكاية مرصد والعبرة في التنفيذ
ان مرصد دعم السياسات الصحية هو نتاج تعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والجامعة الأميركية كلية العلوم الصحية حيث جرى توقيع اتفاقية في ما بينهم لإطلاق هذا المرصد لدعم السياسات الصحية .يجمع هذا المرصد بين الأبحاث العلمية للجامعة والمعرفة التطبيقية للوزارة والتوجيهات المعيارية للمنظمة، وكلها عناصر لصياغة سياسات صحية رشيدة، ووضعها حيز التنفيذ ما يبعد الصحة عن التسييس ويضعها في إطار السياسات العلمية يضع لبنان في إطار الموقع الأول عربيا والثاني والثلاثين عالميا من حيث أدائه الصحي. اذ ان هذا المرصد سيسهل التواصل مع جميع الشركاء في القطاع الصحي ومع المواطنين لتفعيل وضمان استمرارية حوكمة التعاون من خلال منتدى تترأسه وزارة الصحة ويشمل جميع الفرقاء الفاعلين في القطاع الصحي.
تلك النقاط توقفت عندها منظمة الصحة العالمية المشارك الاساسي في المرصد الصحي حيث اعتبرت القطاع الصحي اللبناني أظهر قدرة هائلة على الصمود والتكيف وأحرز تقدما ملحوظا على الرغم من السياق الجيوسياسي غير المؤاتي.
بالادلة و البراهين ننطلق
في هذا السياق تحدث البروفسور في السياسات والنظم الصحية في كلية العلوم الصحية في الجامعة الاميركية الدكتور فادي جردلي ل greenarea.info: “ان مشروع مرصد دعم السياسات الصحية سيخفف من وطاة السياسة في اتخاذ القرارات الصحية كونه يعتمد على الادلة و البراهين العلمية و هذا ما يحصل لاول مرة في وزارة الصحة حيث بات لديها مرصد لدعم سياستها الصحية بهدف ان يعطي لصانعي القرار ان كان المدراء العاميين او الوزراء جملة من الادلة و البراهين العلمية المثبتة و هذا لم يكن موجودا في السابق بطريقة ممنهجة . اذ ان هذا المرصد مدعوم تقنيا من الجامعة الاميركية في بيروت مما يعطي لوزارة الصحة الدعم التقني من حيث الادلة و البراهين و الابحاث لاستخدامها داخل وزارة الصحة . اذ ان هذا العمل المميز في لبنان وفي الشرق الاوسط اخذ ايضا اهتماما عالميا من قبل منظمة الصحة العالمية حيث بات الهدف اليوم ان ننطلق الى باقي الوزارات لان بمجرد خلق نواة في كل وزارة بطريقة ممنهجة مثبتة بالادلة و البراهين يكون اتخاذ القرار سليم في اي وزارة . انما الذي نعانيه اليوم ان كل وزير ياتي بطاقم استشاري معظمه ليس لديه خبرة في الصحة خصوصا في ما يتعلق بحقيقة الوزارة بدل ما يكون التركيز في اتخاذ القرار وفق الادلة والبراهين للوصول الى النتائج المرجوة بعيدا عن السياسة، لذا من الضروري اخذ هذا الشيء بعين الاعتبار لدعم السياسة الصحية في لبنان .”
تجربة فريدة من نوعها
بدوره اكد عميد كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور إيمان نويهض ل greenarea.info على اهمية دور المرصد لدعم السياسات الصحية مما قال : ” ان التزام وزارة الصحة بانشاء هذا المرصد هو نوع من الالتزام الجدي تجاه السياسات الصحية كون الوزارة باتت تتعاطى مع الملفات الدقيقة و الاستراتيجية بكثير من الاحترافية بعد أن كان كل وزير صحة يتناول ملفا معين من بين الملفات الصحية مسلطا الاضواء عليه دون غيره معتبرا انه الاساس في السياسة الصحية بينما بقية الملفات الصحية لم يتم التوقف عندها كما هو واجب . من هنا انطلقت فكرة المرصد لتدعيم الاولويات بالادلة والبراهين وفق تجارب عالمية و ابحاث علمية دون ان ننسى التجارب المحلية من حيث تراكم عمل الوزارة الموجود منذ سنوات بالتعاطي مع كل القطاعات المعنية . لذلك بات دور المرصد جمع هذه التجارب بالادلة و البراهين بهدف ترشيد السياسة الصحية المبنية على معطيات عديدة .”
و اضاف الدكتور نويهض :” نحن في الجامعة الاميركية ككلية الصحة نلعب دورا مهما كطرف اكاديمي في هذه التجربة من التجارب الاولى في العالم لها علاقة مع اكاديمين حيث سيكون المرصد المثل الاعلى للدول الاخرى مما بات نجاحه في الالتزام الاخلاقي بهدف نجاح وزارة الصحة ضمن قدراتها ان تستفيد مع فريق عمل متخصص يساعدها في المعلومات على وضع الخطط الصحية الطويلة الامد تنظر للنظام الصحي بشكل عام على الايجابيات منه .”
المشكلة تكمن في غياب المتابعة
الى رأي رئيس اللجنة النيابية الصحية الدكتور عاطف مجدلاني الذي نبه من عدم المتابعة من وزير لاخر في العمل الوزاري الصحي مما قال ل greenarea.info : “ان ايجاد برامج سياسة صحية مبنية على الوقائع العلمية يكون مهما في ترجمته بالتعاون مع الجامعة الاميركية ووزارة الصحة لكي تكون الركيزة الاساسية التي تتبعها الوزارة للسنوات المقبلة ضمن المتابعة و الاستمرارية الا انه بكل اسف ما يحصل انه ياتي وزير يضع كل الخطوات المستقبلية لياتي وزير اخر من بعده لا يتابع ما فعله سابقه بل ينطلق من تلقاء نفسه بسياسة اخرى و ياتي ببرنامج اخر كانه اخترع البارود فنقع في تخبط في الادارة دون الوصول الى حل جذري .”
رسم سياسة وزارة الصحة للمستقبل
من جهة اخرى اعلن مستشار وزير الصحة الدكتور بهيج عربيد عبر ال greenarea.info :” انه لاول مرة في وزارة الصحة تنشا هكذا مؤسسة فريدة من نوعها حتى في العالم انه المرصد لدعم السياسات الصحية حيث يديره فريق عمل متخصص لجمع المعلومات عن كل شيء بدءا من الدواء والرعاية الصحية الى الاستشفاء والحد من تفشي الامراض بهدف تصحيح مسار سياسة وزارة الصحة حسب الواقع المستجد . ”
وتابع الدكتور عربيد :” لقد لمسنا تحسّن معدلات المؤشرات الصحية ، الأمر الذي يوصلنا الى مستوى الدول الاوروبية رغم الظروف الصحية المحاطة، رغم ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري والسرطان . لذلك ان هدف المرصد مهم جدا لجمع المعلومات بالتنسيق مع كلية الصحة في الجامعة الاميركية ووزارة الصحة مع التشديد على نوعية الخدمة الصحية وصحة المعلومات العلمية و معرفة عدد الوفيات في مرض معين حيث ان منظمة الصحة العالمية تدعم ايضا هذا المشروع ضمن اتفاقيات موقعة . انما بالمقابل بكل اسف ليس هناك متابعة من وزير لاخر في اي عمل يقوم به ليأتي الاخر بسياسة الصفر يمحي ما فعله سابقه.”