بعد أن تحوّل لون مياه مجرى نهر الكلب إلى الأخضر قبل أيام عدة ، كنا قد توجهنا في جمعية “غرين ايريا الدولية ” وبالتنسيق مع الباحث في “المركز الوطني للأبحاث العلمية” الأستاذ في” الجامعة اللبنانية الدكتور كمال سليم ” الى النهر لسحب عينات منمجراه بغية إجراء الفحص المجهري لها وذلك بهدف معرفة ما إذاكانت المواد سامّة أم لا.
من جهتنا في “غرين ايريا الدولية” نرى أنه بات من المهم أن نولي بيئتنا إهتماما أكبر وسط ما نشهده من ارتكابات تسيئ الى التنوع الحيوي وما يمثله هذا التنوع من ثروة وطنية، ولهذا آثرنا التصدي لثقافة التسطيح والعمل وفقا لمعايير علمية نستد عليها في نشر الوعي .
سليم: أهمية الحصول على العينات
بدوره الباحث الدكتور كمال سليم بعد أن قام بفحص العينة، أكد ل greenarea.info أنه في مثل هذه الحالات تبقى الفرضياتقائمة الى أن نحصل على عينة، ونقوم بفحصها، ولهذا كنت قدشددت على ضرورة الحصول عليها.
تلوث كيميائي
وأضاف: “بخصوص النتيجة لم أجد في العينة أي طحالب سامةبل القليل من الكائنات الحية المجهرية، والمعروف ان بعض الطحالب المجهرية “مستورات” تعيش في مياه نهر الكلب وأنهار أخرى، وهذه الأنواع تعتبر مؤشر جيد يجب المحافظة عليها بناء عليه هذه النتيجة تؤكد أن تلوين النهر ناتج عن عمل متعمد لم يعرف من قام به بعد، تم عبر استخدام لصبغة الفلوروسين Fluorescein”“ وهذه الصبغة هي مادة كيميائية غالبا ما تستخدم لكشف التسريبات في شبكة المياة ومياه الصرف الصحي، كما تستخدم لتحديد عرض الأنهارومجاريها وغيرها أيضا من الإستعمالات التي تقوم بها عادة وزارة الطاقة والمياه، والمعروف أن هذه المادة تزول بعد حوالي 12 ساعةوكثرة استعمالها يلحق أضرارا بالبيئة.
تلوين نهر شيكاغو
ويجدر بالاشارة هنا أنه في نهر “شيكاغو“ في “اميركا“، يقوم السكان بصبغ النهر باللون الأخضر الفوسفوري، في اطار تقليد يتبعوه مرة كل عام في عيد القديس “باتريك“ بصبغة نباتية لا تلحق أضرارا بالبيئة عوضا عن الفلوروسين الذي توقفوا عن استعماله لأنه يلحق ضررا بالأحياء المائية.
ضرورة الإعلان عن الاستخدام
وأشار سليم إلى أن “من ألقى هذه المواد حتما لم يرميها احتفاء بأي مناسبة، ولم تعلن بعد أي إدارة رسمية عن استعمالها لهذه المواد على الرغم من أن الموضوع أثير عبر وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الإجتماعي” وقال سليم: “ على الجهات المعنية من ادارات رسمية ووزارات التحرك بجدية أكبر لضبط هذه الأمور، والإعلان عن مثل هذه الإستخدامات في حال حدوثها منعا لإثارة الذعر بين الناس“.
المحاسبة والمراقبة
“كما نرى ضرورة التحقيق لمعرفة المصدر الذي ألقى هذه المادة، لما لهذا الأمر من أثر خطير على الأنهار“، وأضاف “إن أنهار لبنان ومجاريه المائية ترزح تحت عبء التلوث البيولوجي والكيميائي في ظل غياب المحاسبة والمراقبة“.