يعيش العالم رهن الإتفاقيات الدولية المعقودة والأنشطة البشرية المستمرة في نهش أهم المقوّمات البيئية، وفي ظل تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب المزدوج،أولا بالخروج من إتفاقية باريس للمناخ وثانياً بالخروج من الإتفاقية النووية مع إيران، يبدو أن أحوال البيئة في تراجع مستمر. وأكبر دليل على ذلك ارتفاع نسبة التلوّث في الهواء على المستوى العالمي.
فقد كشف تقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية عن أن 9 من كل 10 أشخاص على مستوى العالم يتنفسون هواء ملوثا، مشيرا إلى أنه في أوروبا والأميركيتين، لا تزال مستويات تلوث الهواء مستقرة على مدى السنوات الست الماضية مع حدوث تحسن طفيف. وجاءت مدينة “مظفربور” في الهند كأكثر مدن العالم تلوثا حيث سجلت 197 ميكروجراما لكل متر مكعب من الجسيمات الدقيقة الملوثة للهواء. كما أورد التقرير قائمة بأكثر الأماكن تلوثا في البرتغال والتي بها أعلى تركيز من الجسيمات الدقيقة التي تؤثر على الرئتين ونظام القلب والأوعية الدموية، ووفقا للتقرير، فقد تجاوزت 15 منطقة في البرتغال الحد الأقصى المسموح به من جسيمات الاستنشاق الناعمة (PM2.5) والتي تقول عنها المنظمة العالمية إنها لا ينبغي أن تزيد على 10 ميكروجرامات لكل متر مكعب من الهواء. وتشمل أكثر الأماكن تلوثا العاصمة لشبونة وبلدة كاشكايش ومدينة ألمادا، فيما جاءت مدينة “إيستاريجا” كأكثر مدن البرتغال تلوثا (15 ميكروجراما). وأشارت صحيفة “ذا بورتوجال نيوز” البرتغالية إلى التلوث الناجم عن أن هذه الجسيمات الدقيقة قادرة على اختراق الرئتين ونظام القلب والأوعية الدموية، مما يسبب أمراضا مهددة للحياة مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية وأمراض الرئة والتهابات الجهاز التنفسي.
