يزرع الفلاح الجولاني، منذ زمن الفراعنة، البواكير الزراعية حول بحيرة طبرية، ويشتهر تفاح الجولان في كل أصقاع الأرض، برائحتهِ الزكية وطعمهِ الشهي، كما تضم سلة الموسم الجولاني إضافة الى العنب، الزيتون، التين، الكرز والتوت كلاً من الحمضيات والموز، وذلك يعود الى خصوبة التربة ووفرة المياه (تقدر كميه الهطولات السنوية في الجولان ب /1200 / مليون متر مكعب) كما يعد جبل الشيخ أكبر خزان للمياه في المنطقة، وتتفجر من سفوحه العديد من الينابيع كالحاصباني، الوزاني، الجوز، المغارة والسريد.
وللهضبة أهمية اقتصادية كبيرة فقد اكتُشِفَ فيها حقولاً غنية جداً بالنفطِ والغازِ (في عام 2015 أعلنت شركة التنقيب عن النفط الإسرائيلية، “آفك أويل”، أنها وجدت كميات هامة من النفط والغاز في هضبة الجولان) . عداك عن الأهمية الدينية (في العهد القديم يذكر اسم جولان في سفر التثنية وفي سفر يشوع)، وكل هذا ربما يبرر تمسك سلطات الإحتلال الإسرائيلي بالهضبة، لا بل ودعمها وتشغيلها لمجموعاتٍ إرهابيةِ كثيرة تعمل في الجنوب السوري (وعلى رأسها تنظيم “جبهة النصرة” المدرج على لائحة الإرهاب الدولية) .
تلك المجموعات التي ككلب الحراسة الأمني، الذي تُغذيه وتدعمه اسرائيل، والتي تنتشر على حدودها الشمالية في قرى سفوح الجولان، تعمل وفقاً لمعادلة كان قد أعلنها وزير الحرب الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون،عندما توجه بخطابٍ إلى تلك التنظيمات الإرهابية قائلاً : “إننا سنهتم بحاجاتكم…وأنتم لن تسمحوا لأحد بالاقتراب من السياج الحدودي”، فقد لعبت هذه التنظيمات بمختلف تسمياتها، دوراً أساسياً طوال سنوات الحرب الثمانية، دوراً مهماً في إحراق آلاف الدونمات المزروعة بالسنديان والبلوط ( بئر عجم –بريقة – الحميدية-عين التينة –غابة طرنجة)، وأدت تلك الحرائق الى إبادة الكثير من الأنواع النباتية النادرة هناك، أضف الى هذا أن تلك الكلاب الحارسة قد دمرت محمية جباتا الخشب ( 133 هكتارا من أشجار الخوخ البري والبلوط والملول والبطم والزعرور وأنواعاً نادرة من الحيوانات المهددة بالانقراض)كما كانت ولا تزل أعمالها تفتك بالبشر قبل الحجر، حيث دمرت معظم البنى التحتية في قرى وبلدات الجولان التي دخلتها.
نعم خرب مقاتلو “جبهة النصرة” الحياة البيئية الطبيعية في سفوح جبل الشيخ …خدمةً لإسرائيل التي تقدم لهم الرعاية الصحية علناً .
تدعم دول الإستعمار الجديد (الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا وفرنسا ودول الناتو ومعها تركيا ونواطير الكاز) المجموعات الارهابية بالمال والسلاح والعتاد …خدمةً لإسرائيل.
ليست المسرحيات الكثيرة في أروقةِ مجلس الأمن الدولي، بغية إثبات تهمة استخدام السلاح الكيماوي من قبل الجيش السوري …إلا خدمةً لإسرائيل.
دُمِرَ العراق عام 2003 بحجةٍ وتهمةٍ ثَبُتَ في ما بعد أنها كانت “مجرد كذبة”…أيضاً خدمة للكيان الصهيوني.
أُخرج الجيش المصريّ من دائرة الجيوش الوطنية المقاتلة والمقاومة للإحتلال، باتفاق كامب ديفيد في العام 1979 …وذلك خدمةً لإسرائيل.
تدفع دول الخليج سنوياً مليارات الدولارات الى الولايات المتحدة الأميركية، لقاء صفقات اسلحة، كي تحارب طواحين الهواء( في العامين الفائتين إشترت السعودية ما قيمته تسعة مليارات يورو من الأسلحة)… في حين خصص الأميركيون 3.3 مليار دولار لتحديث القوات المسلحة الإسرائيلية فقط من ميزانية عام 2019.
تنسحب الولايات المتحدة الأميركية، من منظمة اليونسكو، إحتجاجاً منها بأن هناك توجها سائداً داخل اليونسكو مناهض لإسرائيل…فكانت خدمةً أُخرى للكيان الغاصب.
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ بداية حملته الانتخابية ، أن الإتفاق النووى يمثل “كارثة على إسرائيل”، وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية ، بدأ البحث عبر عدة قنوات حول كيفية تعويض إسرائيل عن خسائرها جراء تلك الكارثة..فما كان منه إلا أن أعلن عن انسحاب بلاده من الإتفاق النووي مع إيران…خدمةً لإسرائيل.
يسكتون عندما تَقصُف إسرائيل المواقع العسكرية والمدنية على طول الأراضي السورية وعرضها… وكله خدمةً لحلمِ “غولدا مائير” و “دافيد بن غوريون”.
من الواضح جداً أن تحرير كامل المنطقة المحيطة بمدينة دمشق (الغوطتين)، وفتح الطريق الذي يصل شمال البلاد(حلب) بجنوبها (دمشق)مروراً بالمنطقة الوسطى، قد أحرق مخططاتٍ كثيرةٍ لدول الإستعمار الجديد، الخادمة الوفية لإسرائيل، والتي كانت تبحث عن إستسلام سوري سهل وسريع، ولاتزال تبحث عن حصة لها في كعكة إعادة إعمار البلاد، وربما سنسمع يوماً ما أنهم يريدون أن يفرضوا علينا، عبر مجلس الأمن أن تشارك إسرائيل في إعادة إعمار بلادنا، عندها سنموت بلا أدنى شك من الضحك.