لغز نشأة الأرض علمياً لا يزل حتى اليوم يثير التساؤلات، إلا أن دراسة جديدة قد تساعد العلماء على التأكّد من أن سبب نشأة الا{ض هي كرة ثلج!
فقبل 700 مليون عام تقريبا، غطى الجليد كوكب الأرض من القطب الشمالي إلى الجنوبي، واستمر ذلك ملايين السنين، ليخلق ما يعرف باسم “الأرض كرة ثلج”.
وتعددت النظريات بشأن حدوث هذه الظاهرة، من ذلك ما اقترحته دراسة جديدة والتي ترجح أن اللوم في ذلك يلقى على الصفائح التكتونية في بداية تكونها.
وناقش الباحثون من خلال دراستهم بداية تكوين الصفائح التكتونية التي انكسرت جرّاءها قشرة الأرض ودثارها العلوي، وتحولت إلى أجزاء متحركة، وأثارت بذلك البراكين وغيرها من الأحداث التي أدت إلى تغييرات كبيرة في المحيطات والغلاف الجوي.
ويقول أحد المشاركين في الدراسة، روبرت ستيرن، إن “الأرض هي الجسم الوحيد في نظامنا الشمسي المعروف بوجود الصفائح التكتونية، حيث من الشائع أن يكون للكواكب قشرة صلبة خارجية غير مجزأة، تعرف باسم single lid tectonics”.
إلا أن الأمر لم يكن على هذا النحو على كوكبنا، ففي مرحلة ما في الماضي البعيد، انكسر هذا الغطاء الموحد “single lid tectonics” ليشكل الصفائح التي ما تزال تتحرك حتى يومنا هذا.
ويقول الباحثون من جامعة تكساس في دالاس وفي أوستن، إن تكتونية الصفائح على الأرض قد بدأت قبل 800 مليون إلى 600 مليون سنة، في منتصف حقبة الطلائع الحديثة “Neoproterozoic”، وهذا، كما يقولون، واضح من خلال الأدلة الجيولوجية والنظرية على حد سواء، ويمكن لهذه الأدلة أن تساعد على شرح ما يقارب 20 نظرية تم اقتراحها سابقا لشرح بداية “كرة الثلج” الأرضية.
وأوضح الدكتور ستيرن قائلا: “فحصنا جميع الآليات التي طرحت حول كرة الثلج، ووجدنا أن تكتونية الصفائح قد تكون هي المسؤولة عن تفسير ذلك”.
فقد حفزت تكتونية الصفائح إنشاء سلاسل الجبال والبراكين والزلازل، ووفقا للدراسة، فإن مثل هذه الاضطرابات ربما كانت كافية لإحداث تغييرات مناخية متطرفة.
وأضاف ستيرن أن “حقيقة التغيرات المناخية القوية وتأثير المحيطات خلال حقبة الطلائع الحديثة، هي حجة داعمة قوية بأن الغطاء الأرضي الصلب قد كسر في نقطة معينة، لتشكيل الصفائح التي ما تزال تتحرك حتى يومنا هذا”.
واستطرد ستيرن قائلا إن حدوث “كارثة” على الأرض مثل تكسر القشرة إلى قطع صغيرة وإعادة ترتيب نفسها، كان له تداعيات عالمية وتأثير كبير على المناخ، ومن المرجح أن تكون “كرة الثلج” من نتائجه.