من منا لا يعيش الضغط النفسي المرتبط بالازمة الاقتصادية والصعوبة المعيشية التي تنعكس على الانتاجية في العمل خصوصا اذا كان جوالعمل ضاغطاً والخوف كبير من خسارة الوظيفة وسط نسبة بطالة مرتفعة. يبقى السؤال : الى اي مدى الاجواء الضاغطة نفسيا لها تأثيرها على سير العمل والانتاجية ؟ خصوصا ان عدد من الخبراء في علم الاجتماع والنفس يؤكدون على الارتباط الوثيق بين الازمة في العمل و العامل النفسي فما هو الحل ؟
المهم التحفيز لعمل افضل
لاشك ان الازمة النفسية لها علاقة مباشرة على انتاجية العمل هذا ما حاولت شرحه نقيبة المعالجین والمحللین النفسانیین الدكتورة ماري انج نهرا لgreenarea.info مما قالت : “عندما نتحدث عن انتاجية في العمل يجب ان نميز بين القطاعين الخاص والعام لان المشاكل النفسية عند الاثنين مختلفة، حيث لاحظنا ان الانتاجية ضعيفة في القطاع العام بسبب غياب المحفّزات الضرورية كي يقدّم الموظف أفضل ما لديه، بينما في القطاع الخاص هناك تحفيز للموظف اكثر في عمله و ذلك ينعكس في تعاطيه مع الزبون الا انه في كلا الحاليتين يعيش الموظف بشكل عام في لبنان تعبا نفسيا لان المردود المادي ليس على المستوى المطلوب ازاء غلاء المعيشية كونه يعمل لاكثر من عشر ساعات من دون ان يكون عنده وقت ليفرغ الطاقة الداخلية الضاغطة بأمور ايجابية.”
و تابعت الدكتورة نهرا :”هناك ايضا سبب اخر لارتباط الانتاجية في العمل بالازمة النفسية عند عدم اختيار العمل المناسب لاختصاصنا، من دون ان ننسى تاثير ارتفاع البطالة فيكون الشخص متمسكا في عمله حتى و لو كان غير كفوء. عدا ذلك قد يشعر احيانا الموظف بانزعاج وانه في موقع اتهام و مراقبة و تحطيم مستمر ان كان من زملائه في العمل او من مديره حتى و لو كانت انتاجيته جيدة، كل ذلك يزيد من التعب النفسي عند الموظف مع العلم ان الكلمة الجيدة تعطي الكثير من التحفيز وبالتالي تضمن انتاجية أهم وأكبر .لذلك الاهم يكون في اختيار عمل يناسب شخصيتنا ويودي بنا للسعادة و ليس العمل الذي يكبت الموظف ساعات. اما في حال لم نجد العمل المناسب لنا فعلينا التاقلم اي تفريغ الضغط النفسي بمكان اخر كممارسة الهوايات التي نحبها.”
التوازن الداخلي هو الاساس
بدوره اوضح الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد ل greenarea.info :” ان الانتاجية في العمل مرتبطة بعدة اسباب ابرزها التوازن الداخلي اي السلام الداخلي اي عندما نعيش صراعا داخليا ام خارجيا في الحياة سواء الاجتماعية ام الشخصية العائلية فلا شك يؤثر ذلك على عدم القدرة على التركيز او صعوبة انهاء الواجبات الوظيفية ايا كانت هذه الوظيفة، والمثال على ذلك تجبر اليابان جميع الموظفين ان يأخذوا استراحة كالنوم خلال النهار اوجلسة تأمل او رياضة بهدف تحفيز الجهاز العصبي لكي يعودوا و يتسعملوا كل الطاقات الموجودة فيهم بشكل كامل. لان كلما نحمّل الشخص اكثر ضغط على مستوى العمل تخف انتاجيته في العمل مما يتم التشديد اليوم على اهمية تامين راحة الموظف ليعطي انتاجية ممكنة. اما في لبنان فيتم التعامل مع الموظف بطريقة لا تحترم لديه سلم الاولويات او الاستراحة خلال العمل فليس هناك من اي حوافز او وسائل لرفع الانتاجية في العمل و هذا الامريحتاج الى ذهنية مثقفة انما هي غير متوفرة، فتكون النتيجة إهمال كامل او ضغط على الموظف بشكل مستمربالتالي نقص في الانتاجية .”
الانتاجية جزء لا يتجزأ من الحالة النفسية
من جهة اخرى شدد الاختصاصي في إدراة المشاعر و الضغط النفسي الدكتور جاد وهبي عبر ال greenarea.info :”من الطبيعي ان الانتاجية تشكّل جزءاً لا يتجزا من الحالة النفسية و الفكرية و العاطفية و تأثيرها على القدرة في التركيز وحتى على الابداع حيث ان الخوف او الشعور من قلة الامان ياخذ من طاقتنا و من قدرتنا الجسدية. اذ كم من المرات نستيقظ و التعب مسيطر علينا ليس فقط فكريا بل جسديا قد يترجم ذلك في اوجاع و امراض في الجسم، فضلاً عن عدم القدرة على العمل نتيجة الافكار السلبية المسيطرة علينا حيث لم نعد نستطيع حتى ان نحفظ الاسماء وايضا ننسى مواعيد مهمة كما انه لم يعد عندنا القدرة ان نربط الافكار ببعضها لنجد الحلول لمشاكل نعاني منها ، نصبح سلبيين في تعاطينا مع من حولنا دون ان نكون ايجاببين لنطور فكرة مشروع ما . لذلك لا بد من حل يكون في عدم الاستسلام وربطها بوضع البلد المتردي بل يجب القيام بعمل ايجابي اقله لنغير كمية التفاعل السلبي حولنا ليكون التاثر اقل لذا المهم ان يقتنع الانسان بانه يستطيع ان يغير حالته الفكرية و يتحكم في مشاعر القلق اوبالخوف، المهم يكون هناك قناعة في القدرة على التغيير .”
استغلال الموظف و الازمة النفسية
الى رأي الاختصاصي في علم النفس الدكتور نبيل خوري الذي اوضح ل greenarea.info : ” ان علاقة الانتاجية والازمة النفسية متعارف عليها من عشرات السنين اذ ان الانسان المرتاح نفسيا يصبح اكثر انتاجية في العمل ويتفاعل ايجابيا سواء مع زملائه او مع مديره .اما في حال كان يعاني من نقص في العاطفة اوازمة مالية نظرا لزيادة ضغوطات الحياة عندها فلم يعد منسجما في عمله و ينعكس ذلك سلبا في علاقته مع زملائه او مع مديره في العمل فتضمحل الانتاجية كون الانسان يحتاج دائما الى الاستقرار النفسي والمعنوي لكي يعمل بايجابية خصوصا اذا شعر بالتقدير من حوله او اذا شعر بان دوره في العمل ياخذ بعين الاعتبار ويتم مكافأته. من هنا اتى مفهوم المكافأة في وظيفة العمل لتحفيز الموظف على الانتاجية الا ان اليوم بات صعب تحقيقه في عدد من الشركات الكبرى بل هناك استغلال للموظف وكانه العوبة بين ايديهم بحجة انهم يتحكمون فيه حسب تحكمهم في الراتب مما يؤثر على ادائه و انتاجيته في العمل من دون ان ننسى غياب وجود حوافز في العمل، الأمر الذي يزيد الازمات النفسية فضلا عن الضغط الاقتصادي لدى الموظف حيث تكون انتاجيته اقل .”
اثار الحرب الاهلية مستمرة
في المقلب الاخرعلقت الاختصاصية في علم النفس ايفي شكّور عبر ال greenarea.info :” انه في ظل التطور الذي نعيشه انعكس على نمط طريقة الحياة بصورة مختلفة وضاغطة مما يزيد من نسبة التشنج اكثر و القلق عند الاشخاص حيث تزداد الافكار السلبية عند الانسان من دون ان ننسى اثار الحرب التي مازالت تاركة بصمتها في حياتنا من صدمات نفسية تولد فينا الافكار السوداء لتترك اثارها السلببية على الانتاجية .”