تنصب جهود المسؤولين في الشق التربوي اليوم على كيفية حماية  التلميذ من التعنيف بكافة اشكاله سواء من الهيئة التعليمية أم اصحابه من الطلاب في المدرسة وحتى الأهل. فاطلقت وزارة التربية بالتعاون مع اليونيسف كتيب  بعنوان سياسة حماية التلميذ في البيئة المدرسية بهدف توفيرمدارس خالية من العنف بعدما تبين حسب خبراء في علم النفس  انه عندما يشعرالأطفال بالأمان ولا يواجهون تهديد العنف تزيد قدراتهم على التركيزوالتعلم بشكل أفضل ويتحولون إلى أعضاء فاعلين في المجتمع، فما هي الخطوات المتبعة لتمكين حماية   التلميذ من التعنيف؟

 مطلوب بيئة امنة لحماية الطفل من التعنيف

في هذا السياق اهم ما توقفت عنده المسؤولة عن برنامج حماية الطفل في اليونسيف نسرين طويلة في حديثها ل greenarea.info:” هي ليست المرة الأولى التي تعمل بها اليونيسف بالتنسيق مع  وزارة التربية  في سبيل حماية التلميذ من شتى انواع التعنيف في المدارس، حيث  جرى اليوم تعديل في قانون حماية الطفل بمنع استعمال العنف كوسيلة تأديب داخل المدارس، حيث ستصدر تعاميم تحدد مسؤوليات الاشخاص المعنيين  داخل المدراس سواء مدراء او اساتذة او جهاز الارشاد حتى يصبح المشروع الزاميا . فالاهم تعزيز دعم الاطفال ومساندتهم بعدما تبين لنا ان  هناك نسبة عنف مرتفعة  سواء من عند الاهل او في  المدارس. ونحن نعمل على تعزيز الخدمات في المجال التربوي وتفعيل العمل في وزارة التربية  لايجاد بيئة آمنة  للتلميذ بعيدا عن العنف ضمن خطة خمسية من اجل بناء  قدرات وزارة التربية على موضوع البيئة الامنة كي لا يحصل عنف في الاصل   لدى التلميذ في المدرسة .”

اهمية  التواصل الايجابي

اما من ناحية التاثير النفسي و تداعيات التعنيف على التلميذ، أوضحت الاختصاصية في علم النفس والمحللة النفسية ايفي  شكّور ل greenarea.info:” اننا نعاين الكثير من الاطفال عاشوا التعنيف في عمر مبكر خصوصا من قبل الاستاذ  في المدرسة، في حال تم توجيه اي  تهكم  لهم سواء على سبيل المثال  من قصر القامة وغير ذلك من الاذية النفسية نتيجة التعنيف اللفظي. بمعنى ان كل تصرف  سلبي ام ايجابي ناتج  من الاستاذ  فحكما سيتاثر به  التلميذ نفسيا  لان الاستاذ بالنسبة للتلميذ هو المثال الاعلى، وهنا  يكمن دورنا كمحللين نفسيين  في معالجة التاثيرات  السلبية على التلميذ او حتى من اهله في حال أسيء التعامل معه، ونشدد على اهمية التواصل الايجابي بين الاستاذ وتلميذه لان  من الضروريعندما يمارس الاستاذ وظيفته ان يترك كل مشاكله  النفسية  دون أن تؤثر على علاقته مع تلميذه وإلا فإن الأمور ستنعكس حكماً على هذا الأخير.”

التنّمر يهدد الطلاب

الى رأي الاختصاصية في المتابعة النفسية الجسدية شنتال خليل التي شددت عبر ال greenarea.info  على ضرورة تكثيف حملات التوعية للحد من ازياد التعنيف على الاطفال، ومما قالت :” ان حوادث  التعنيف التي يتعرض لها التلميذ خصوصا في بعض مدارس الارياف اللبنانية كالشمال او الجنوب نظرا لغياب التأهيل لدى شريحة مهمة من الجسم التعليمي فكم  من حالات ضرب من الاساتذة  للطلاب كحدوث تورم في العين  او حدوث التنمّر الذي هو على انتشار واسع من التعنيف بين الطلاب في ما بينهم  خصوصا لدى الاطفال من ذوي الشخصية الضعيفة او احيانا بين الاستاذ و تلميذه . كما ان الانترنت  عبر التواصل الاجتماعي  يزيد من التنمر، وبالتالي  يجب التشديد حول كيفية تثقيف الطفل  في كيفية استعمال  تقنيات الكومبيوتر  ضمن اخلاقيات  عالية .”

واضافت خليل :”كم من المرات يتعرض الطفل لابتزاز جنسي عاطفي ومعنوي  وهنا لابد من حمايته لان في الغرب تتوفر له الحماية في المدارس بينما في لبنان هذا الشيء غير موجود في المدارس  فاي اعتداءعلى التلميذ يجعله أسير الخوف والترهيب فالعنف النفسي هو الاكثر رواجا خصوصا  عند الاولاد الذين ليس لديهم شخصية قوية .”

حماية الطفل من العنف في برنامج  للتأهيل

من  جهة اخرى تحدثت  مديرة مصلحة الاحداث في وزارة الشؤون الاجتماعية سلام شريم ل   greenarea.info :” ان موضوع حماية الطفل ملف رئيسي في وزارة الشؤون الاجتماعية و ان  كل حالات التعنيف يتم رصدها في وزارة التربية لمتابعتها  في وزارة الشؤون الاجتماعية  ضمن فريق عمل من مساعدات اجتماعيات مدربات  لتأمين الحماية للطفل في التواصل مع الاهل ضمن  خطة عمل مدروسة . الجدير ذكره انه  في وزارةالتربية هناك جهاز يكشف حالات  العنف لدى الطلاب  اويرصدها لعلاجها في المدرسة اما اذا  كان العنف  على التلميذ خارج المدرسة  فيتم تحويله الى  وزارة الشؤون الاجتماعية . انما  ما يجب معرفته  بانه أصبح هناك  قانونا للعقوبات في حال مارس الاستاذ التعنيف على تلميذه حيث  لم يعد  هناك مخالفة مسلكية في ما بينهما  بل باتت هناك  محاسبة مشددة عند المواجهة مع القانون والقضاء لان التاديب المؤذي يعتبر  شكلا من العنف فالضرب لم يعد  مقبولا في المدرسة  لذلك  تبقى التوعية  هي الاساس والتواصل مع المجتمعات المحلية للحد من ممارسة التعنيف على الاطفال.”

الاعلام و دوره المساعد للحد من تعنيف الطلاب

الى رأي المسؤولة الاعلامية في اليونسيف بلانش باز التي شرحث باسهاب عبر ال greenarea.info : ” انه لاول مرة كوزارة تربية بالتعاون مع اليونسيف يكون هناك سياسة رسمية لاجل حماية الاطفال في البيئة المدرسية، ما يعني أن اي حالة يمربها التلميذ في المدرسة لم تعد تمرمرورالكرام مهما كان حجمها فقد اصبح هناك منهجية معينة تتبعها وزارة التربية لمعاقبة أي تعد على التلميذ في المدرسة حتى لو حصل هذا التعنيف في ملعب المدرسة.”

اما المستشار الاعلامي لوزير التربية مروان حمادة البيرشمعون فاوضح ل greenarea.info  :” ان هدف وزارة التربية من مشروع حماية التلميذ في الحد من التعنيف ضمن منهج تربوي مخصص لمثل هذه الحالات وهذه السياسة تطبقها وزارةالتربية مع اليونسيف والاختصاصيين في الجامعة اليسوعية لتدريب الاساتذة لكي يعرفوا كيفية التعاطي مع التلميذ تفاديا لاي تعنيف باشراف من اختصاصيين نفسيين اواجتماعيين في حال حصول الاساءة .”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This