من السابق لأوانه تقييم “إعصار ميكونو” Hurricane Mikono المداري، الذي ضرب سواحل سلطنة عُمان واليمن وأجزاء من منطقة الخليج، من حيث النتائج والأسباب، ولا يمكن المسارعة إلى تقديم استنتاجات نهائية، خصوصا وأن “الإعصار” ما يزال نشطا وإن تراجع إلى مستوى عاصفة مدارية، إلا أنه من جهة ثانية لا يمكن قراءة هذا “الحدث الطقسي” بعيدا من المتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، مع استمرار ظاهرة الاحترار وقد باتت تشكل عنوانا أساسيا لا يمكن تجاوزه إذا ما أردنا فهم ودراسة هذه المتغيرات.

ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال قبل أي شيء آخر، يتمثل في أن “ميكونو” بنتائجه وأضراره امتد على دائرة قدَّر قطرها خبراء المناخ بحوالي 2600 كيلومترا مربعا، أي بمساحة تخطت الـ 5.3 مليون كيلومترا مربعا، تعادل حجم المملكة العربية السعودية مرتين ونصف المرة تقريبا.

 

تغير المناخ

 

إذا ما توقفنا عند ظاهرة اتساع دائرة الكوارث الطبيعية في العالم، ومن بينها الأعاصير، نجد أن هذه الأخيرة بدأت تتسم بقوة أكبر وقدرة تدميرية هائلة، وهذا ما شهدناه في مطلع الألفية الثالثة مع إعصار “ساندي” في الولايات المتحدة الأميركية عام 2012، والعام الماضي مع أعاصير مدمرة استهدفت الولايات المتحدة الأميركية، ولا سيما منها “هارفي” و”إيرما”.

في هذا السياق، أكد خبير الأرصاد الجوية حسن كراني، أن أعاصير بحر العرب تكررت هذا العام نتيجة ارتفاع درجة حرارة المحيطات والبحار والتي تراوحت ما بين30  إلى 33 درجة مئوية.

وأوضح كراني، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، أن هذه الأعاصير تكررت بسبب ارتفاع المياه الناتج عن التغير المناخي الذي عاشته أجواء المملكة (السعودية) وسوف تعيشه خلال الصيف.

ولفت خبير الأرصاد إلى أن هذا هو أول إعصار يتكون على البحر العربي من الفئة الثالثة عام 2018.

 

احترار قياسي غير مسبوق

 

في هذا المسار، ومع توقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى أربع درجات مئوية مع نهاية القرن الحالي، إذا لم تجهد الدول وتسخر إمكانياتها للحد من ظاهرة الاحترار، فسنشهد كوارث غير مسبوقة، هذا ما أكدته دراسة أجراها علماء في “معهد فيزياء الغلاف الجوي” في “الأكاديمية الصينية للعلوم” في العاصمة بكين، حذرت من إمكانية ارتفاع حرارة الأرض بنحو 4 درجات مئوية في حلول نهاية القرن الحالي.

وأوضح العلماء أن تحليلاتهم ترجح ارتفاع درجات الحرارة إلى هذا الحد في غضون الـ 50 إلى 80 عاماً المقبلة في حال عدم ضبط الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم.

وذكر العلماء في دراسة نشرت في دورية “أدفانسير إن أتموسفريك ساينسيس”، أن هذا الارتفاع الهائل يمكن أن يتسبب باحترار قياسي غير مسبوق، وتعرض بعض من المناطق إلى أسوأ موجات جفاف إضافة إلى تشكل فيضانات وأعاصير مدمرة.

وقال دابانج جيانج المشرف على الدراسة: “في حال ارتفاع حرارة الأرض 4 درجات، ستحدث فيضانات شديدة وموجات جفاف غير طبيعية، وسيكون له آثار خطيرة على الاقتصاد والمجتمعات المرتبطة بها والنظم الإيكولوجية والبشرية”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This