في ظاهرة غير مسبوقة أو نادرة، تم رصد حوت أزرق أثناء عبوره البحر الأحمر، ما يعتبر حدثا يتسم بأهمية استثنائية على مستوى النظم الايكولوجية البحرية في هذه المنطقة، ولهذا السبب استأثر هذا “العبور النادر” بإهتمام رسمي ومن ذوي الإختصاص، لا سيما وأن الحوت الأزرق هو اكبر الكائنات على وجه الأرض، ومدرج ضمن الكائنات المهددة بالانقراض في تصنيف الاتحاد العالمي لصون الطبيعة IUCN.

ومن المتوقع أن يكون رصد هذا الحوت موضع دراسة من قبل علماء ومراكز بحثية لتقديم إجابات واضحة حول سبب ظهوره في هذه المنطقة، وما اذا كان ذلك ناجم عن تغير المناخ او ندرة الغذاء في المحيطات التي تعتبر مجاله الحيوي أم أن ثمة عوامل أخرى.

 

مستشار وزير البيئة المصري

 

مستشار وزير البيئة في جمهورية مصر العربية الدكتور طارق ترماز، قال لـ greenarea.info: “في الواقع ان وجود الحوت الازرق في البحر الأحمر نادر، بحيث أن هذا النوع لا يسكن هذه المنطقة، كما يبدو لي ايضا أن هذا الحوت نحيف الى حد ما، وقد ظهر وهو يسبح في منطقة قريبة من الشاطئ بشكل غير معهود، ولا يمكنني ان أحدد نسبة بقائه على قيد الحياة ونجاته، دون مراقبة سلوكه ومعدل التنفس لديه بالنسبة للوقت، لا شك أنه سيكون من الأفضل أن يصل الى جنوب البحر الأحمر ومنه الى المحيط الهندي على الأرجح من حيث أتى”.

وأضاف: “كما أن هذا الحوت ليس بأفضل حال، ويبدو مرتبكا وفاقدا للاتجاه الطبيعي له، وقد تساهم التدخلات البشرية بمزيد من الضغط عليه” وتابع ترماز قائلا: “إن آخر بقعة شوهد فيها الحوت في شمال خليج العقبة كان اليوم صباحا (الخميس) في خليج المضيق بالقرب من طابا”.

وختم: “يهمني أن ألفت أنه أثناء مراقبة الثدييات نتبع الإرشادات على النحو التالي، أي وفق الصورة المرفقة”.

 

حوت أزرق

بيان صحفي

 

وأصدرت وزارة البيئة المصرية بيانا جاء فيه أن الوزارة “تتابع باهتمام بالغ ظاهرة رصد ظهور الحوت الأزرق بمنطقة خليج العقبة، والتي تحدث لأول مرة في مياه البحر الأحمر، حيث أصدر الدكتور خالد فهمي وزير البيئة توجيهاته لفرق الرصد الميدانية بمحميات البحر الأحمر وجنوب سيناء بمتابعة رصد الحوت وتصويره وتتبع حركته في مياه البحر الأحمر”.

وأضاف البيان: “يعد الحوت الازرق أحد أكبر الكائنات البحرية حجما، وهو مدرج ضمن الكائنات المهددة بالانقراض في تصنيف الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، والحوت الذي تم رصده يعرف بالحوت الأزرق القزم ( بريفكودا ) أحد أنواع الحيتان الزرقاء ويصل طوله إلى 24 متر بينما يصل طول الحوت الأزرق إلى 30 مترا”.

وتابع البيان: “يعد الحوت الأزرق من أكبر الثدييات البحرية الموجودة فى البحار والمحيطات كما أنه أكبر كائن على وجه الأرض وينتشر انتشارا واسعا بمعظم المحيطات والبحار، بينما يندر وجوده بالبحر الأحمر حيث أنه غير مسجل على الإطلاق بالبحر الأحمر، ويصل طوله إلى 35 متر وأعلى وزن تم تسجيله بلغ 173 طن، يتميز بأن لونه أزرق رمادى من الظهر وذو درجة مضيئة فى البطن، طويل نحيل الجسم، كان يتم اصطياده حتى وصل إلى درجة قريبة من الانقراض، وتم وضعه تحت الحماية عام 1996، وتم تقدير اعداده عام 2002 بأعداد من 5000 وحتى 12000 كما أن تقديرات الإتحاد الدولى لصون الطبيعة قدرت أعداده ما بين 10000 و25000، تصل السرعة الطبيعية للحوت الأزرق فى المحيطات 20كلم/ساعة بينما تزيد وتصل إلى 50 كلم/ساعة عندما يكون فى مجموعة”.

والحيتان هي أنواع من الثدييات البحرية المعروفة بهجرتها المستمرة حول العالم من اجل الغذاء والتكاثر، تتغذي هذة الأنواع من الحيتان على القشريات الصغيرة وتعيش في جميع المحيطات حول العالم، وتأتي ظاهرة ظهور هذا النوع من الحيتان في البحر الأحمر من الظواهر النادرة والفريدة والتي سيقوم خبراء البيئة البحرية بوزارة البيئة بدراسة أسبابها وتحليل نتائجها، خلال الأيام القادمة تزامنا مع متابعة ورصد تحركات الحوت الأزرق القزم في منطقة البحر الأحمر.

 

لا يشكل خطورة على البشر

 

وبحسب وزارة البيئة المصرية، تتغذى الحيتان الزرقاء أساسا  على أنواع من القشريات (الكريل) يصل أقصى طول لها 2سم شبيهة بالجمبرى، إلى جانب أعداد قليلة من أنواع أخرى من القشريات (مجدافيات الأرجل)،  وتغذية الحوت الأزرق موسمية حيث يتغذى على الكريل في المناطق الغنية به في مناطق القطب الشمالى قبل أن يهاجر إلى مناطق التزاوج في المياه الدافئة بالقرب من خط الاستواء.

وطبقا للإتحاد الدولى لصون الطبيعة، فإن الحوت الأزرق مصنف ضمن الكائنات المهددة بالانقراض على الرغم من وضعه تحت الحماية طبقا للاتفاقيات الدولية وتجريم صيده، بالإضافة لعدم وجود أعداء طبيعية له إلا بعض التسجيلات لهجمات من الحوت القاتل، إلا أن الحوت الأزرق يتعرض للعديد من المهددات مثل اصطدامه بالسفن الكبيرة فى المحيطات، بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية من خلال زيادة نسبة المياه العذبة بالمحيطات واعتماد الحيتان الزرقاء على التغير في درجات الحرارة خلال وقت الهجرة للتزاوج، حيث يقضي الحوت الأزرق الشتاء في المناطق الدافئة جنوبا، ويقضي صيفه فى المناطق الباردة شمالا، لذا قد يرجع سبب رصد ظهور الحوت الأزرق داخل مياه البحر الأحمر الدافئة إلى كونه قد ضل طريقه أثناء محاولة الوصول إلى مناطق باردة شمالا.

وختم بيان الوزارة: “يعتبر هذا النوع من الحيتان غير مفترس ولا يشكل خطورة على البشر ولا يهاجم البشر، ولكن يفضل عدم الاقتراب منه والابتعاد عن جسمه مسافة كبيرة، لذا تهيب وزارة البيئة بالمواطنين حال رؤية الحوت الابتعاد عنه مسافة كبيرة وعدم السباحة بجواره، وتقوم وزارة البيئة من خلال فرق الرصد الميدانية برصد ومتابعة حركة الحوت الأزرق داخل مياه البحر الأحمر وتحليل أسباب ظهوره بها”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This