هل تعلم ان 55 في المائة من أوجاع الظهر أو الرقبة تعالج من دون عملية جراحية؟ فقد دخلت العلاجات المساعدة على خط التخفيف من الالم مثل العلاج البيولوجي كحقن الكولاجين او العلاج المائي عبر ممارسة السباحة و حتى مداواة الالم بالعلاج النفسي. وفي حال تم تطبيقها بالشكل الصحيح قد تبعد المريض عن شبح الجراحة !
لكل ألم علاج ..
تفيد الدراسات العلمية ان معظم حالات الم الظهر تنتج عن العادات السيئة مثل الجلوس أوالوقوف لفترات طويلة او رفع اشياء ثقيلة ، إضافة إلى اوضاع النوم الخاطئة والقيام بأعمال مكتبية روتينية وممارسة الرياضة بشكل خاطئ .. وهي أسباب يمكن علاجها بالراحة، فالى اي مدى تلعب العلاجات المساعدة أولوية في علاج الالم ؟
في هذا السياق تحدث الاختصاصي في جراحة العظم الدكتوركابي كريتش ل greenarea.info :” لاشك ان العلاجات المساعدة باتت تلعب دورا مهما للتخفيف من اوجاع الظهر والرقبة حيث ان هناك فئة من المرضى خضعت للعمل الجراحي ولم تستفد منه، وفئة اخرى من المرضى اذاعايناها نجد عندها الاوجاع نتيجة ازمة نفسية تضغط على الجهازالعصبي مما لايجب ان يعمل لها اي عمل جراحي لان مشكلتها ليست عضوية بل نفسية. لذلك اذا استمر الالم حتى ولوعالجنا السبب العضوي يجب ان يكون مكملا مع العلاج النفسي حيث يخضع المريض في هذا الاطار لمساءلة فريق عمل متخصص متكامل من خلال توجيه له اسئلة معينة نستطيع تحديد نوعية المعالجة الصحيحة بدءا من النفسية الى العضوية عن طريق مصارحة المريض عن حالته المرضية كي لا يتوه من طبيب الى اخر من دون نتيجة .”
اما الاختصاصي في جراحة الاعصاب الدكتورفيليب يونس فتحدث لgreenarea.info : ” ان الدورالاساسي الذي يلعبه الطبيب الجراح في الاعصاب يكمن في تحويل المريض الى علاج مناسب بدءا من علاجات المساعدة كالعلاج الفيزيائي اوالتمارين المائية، واذا كان المريض مصاب بالم في ظهره نتيجة الضغط النفسي ننصحه في التدرب عند اشخاص مؤهلين لتغييرنمط الحياة وبالتالي نصل الى نتيجة حسب كل حالة مرضية. كل اختصاص هو جزء مهم من العلاج ضمن مروحة علاجية متكاملة لان هناك اشخاص لا يحتاجون الى عملية جراحية في الظهر بل بمجرد علاجنا للضغط النفسي الذي يثقل على اعصاب الظهرعندها نصل الى العلاج المناسب و يتخلص المريض من المه هذا ما نسعى اليه اليوم .”
قد يعاود الم الرقبة اوالظهر الاّ..
انطلاقا من ذلك توقف الاختصاصي في امراض المفاصل الدكتور مجيد ابي صعب عبرالgreenarea.info :”ان العلاجات المساعدة تحد من الم الظهروالرقبة بنسبة 55 في المائة حيث لاحظنا ان اغلبية الناس التي تعاني من تصلب والتهاب في الظهر ومرض الكرون و التهاب المفاصل ومرض الصدفية يزيد لديها وجع المفاصل و الم الظهر خصوصا في الليل لذا يجب التنبه الى مثل هذه العوارض المرضية في حال تم اكتشافها مسبقا لان المعالجة قد تكون من خلال العلاجات المساعدة كالعلاج البيولوجي دون الوصول الى اجراء عملية الجراحية .”
واضاف الدكتورابي صعب:”كم من المرات تجرى عمليات جراحية لفتق في الديسك و من ثم يعود الوجع بعد العملية لان بكل بساطة لم يتم تحديد نقطة الضعف سواء في مكان القدم او حتى في الحوض فالمهم تحديد العوارض بشكل صحيح لتحديد المرض لان العملية الجراحية لا تصلح لكل وجع ظهر او ديسك بل من المستحسن في البداية اعتماد الدواء والعلاج الميكانيكي كالعلاج المائي للحد من مضاعفات الم الظهر .”
التطور العلاجي في تحسين صحة القدم
بدوره اهم ما اعلنه الاختصاصي في امراض العظم الدكتور يوسف باسيم لgreenarea.info:”ان90 % من الم الظهر يعود الى طبيعة نمط الحياة التي نعيشها حتى لو كنا مصابين بالديسك فبمجرد ما غيّرنا طبيعة نمط الحياة تزول الاوجاع سواء في الظهراو الرقبة كممارسة الرياضة او الاعتماد على العلاج الطبيعي فالمهم ان نعرف كيف نصحح وضعية جلوسنا بشكل مستقيم .”
و الجدير ذكره على حد قول الدكتور باسيم :”ان مشكلتنا في لبنان ان بعض الاطباء يتاجرون بالمرضى في اعطاء العلاجات التي قد لا تفيد ، أو يلجؤون أحيانا الى الحل الجراحي مع العلم انه يمكن تفاديه قدرالمستطاع بالعلاجات المساعدة. فلا يحتاج كل كريض ديسك ألى عملية دون مطالبته مسبقا في تغيير نمط الحياة او اللجوء الى استعمال العلاجات المستحدثة في اتباع العلاج الفيزيائي حيث بتنا اليوم نعالج اوجاع الظهر بتحسين نعل القدم او وضع ضبانات في الحذاء وبالتالي تحسين عملية المشي وبالنتيجة نكون قد خففنا من وجع الظهر او الرقبة .”
المهم اختيار العلاج المناسب
ابرز ما ذكره الاختصاصي في امراض العظم الدكتور رامز عواد ل greenarea.info :” ان اغلب حوادث الالم تكون اما نتيجة تعب في العضل فيحتاج الى تبريد او تسخين او قد يكون هناك احتكاك في المفاصل بين خرزات الظهر فتفيدها العلاجات المساعدة بنسبة 90% على سبيل المثال كحقن الكولاجين التي هي مادة لتحسين وضعية الغضروف في العظم. و عندما لا تعطي نتيجة عندها نفكر بالعملية الجراحية على سبيل المثال معالجة ديسك ضاغط على عصب الظهر وهذا يظهر واضحا في صورة الرنين المغناطيسي، لذلك ننصح المرضى بعدم التسرع في اجراء عملية جراحية قبل استشارة عدد من الاطباء من ذوي الاختصاص في العظم للتاكد من صحة العظم .”
حقن الكولاجين قد تكون الحل
الى رأي الاختصاصي في امراض العظام الدكتوربيارالجميل الذي اكد عبرالgreenarea.info : ” نقوم بحقن الكولاجين في غضروف العظم اوحقن الخلايا الجذعية لمعالجته حتى لايصل المريض الى العمليات الجراحية بمعنى بتنا نعتمد على اطالة العلاجات المساعدة تفاديا للجراحة .”
كما وان الاختصاصي في امراض العظم الدكتور انطوان قهوجي فقد شدد ايضا عبر ال greenarea على اهمية تغيير نمط الحياة سواء اتباع السباحة او تحسين طريقة الجلوس تجنبا لاي التواء مفاجىء في الظهر .”
الضغط النفسي وراء كل علّة
من جهته، إن أبرز ما اعلنه الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور رودي ابي حبيب ل greenarea.info :”ان العلاجات المساعدة ترافق العلاجات الطبية كون الانسان ليس فقط جسد بمعنى اذا الشخص عنده الم مزمن نتيجة تشنج في الظهر يتبين لاحقا انه مصاب بضغط نفسي الذي يكون وراء الالم في ظهره مما يلعب هنا العلاج النفسي دوره بدءا من تغيير نمط الحياة الى عدة طرق نفسية متبعة لتخلصه من الالم. فكم من الاشخاص مصابون بالكابة نتيجة الاوجاع المزمنة دون معالجتها فعليا، من هنا يبرز اهمية العلاج المساعد.فكم من المرات تعاود الاوجاع من بعد العملية الجراحية لان لم يتم تحديد الاسباب الفعلية للألم. لذلك على طبيب الجراح ان يتاكد اذا كان المريض فعلا بحاجة لعملية جراحية ضمن معطيات معينة يبني عليها مع الاخذ بعين الاعتبار العلاجات المساعدة لان من المحتمل ان يعالج المريض بنسبة اكثر من 60% عن طريق العلاج المساعد لدى معرفة السبب النفسي غير الجسدي الذي ادى الى هذا الالم .”
من جهة اخرى اهم ما توقفت عنده الاختصاصية في التدريب على تطوير الذات نجلا عرموني و ما تسمى بالانكليزية Personal Life Coach اي تدريب الحياة او لايف كوتشنج اي تعليم الناس كيف يديرون دفة حياتهم في الاتجاة الصحيح في اكتشاف الطاقات الكامنة داخلهم وغير المكتشفة والتي قد تجعلهم في حال أفضل، مما قالت ل greenarea.info :” ان هدفنا تخفيف الاوجاع عند الناس قدر المستطاع بعد أن لمسنا ان عدداً مهماً من المرضى جزء من وجعهم هو نفسي نتيجة الضغط النفسي كمثل اوجاع الظهر و الرقبة وهنا دورنا لايركز على المشكلة بل على القوة الداخلية عند المريض لكي يستطيع ان يعالج نفسه اي الغوص في العودة الى الذات و في التعرف على مشاكله سواء في الماضي و الحاضربهدف مساعدته للخروج منها كي يشعر باهمية وجوده عن طريق تحقيق الذات في السعي الى التغيير في الحياة وانعكاس التفكيرالايجابي على الاخر وبالتالي اكتشاف السعادة في التوصل الى صحة افضل .”
بدورها اوضحت المعالجة النفسية شنتال خضرا ل greenarea.info:”لاشك ان هناك ارتباط بين الضغط النفسي ووجع الظهر والدليل على ذلك ما كشفه فرويد ان امراة كانت تعاني من شلل سببه نفسي مما يعني ان التأثر النفسي والجسدي شائع ومعروف منذ زمن بعيد يزيد من الم الظهر حيث ان الضغط اليومي النفسي لدى المريض يترجم في المزيد من اوجاع الكتف او الرقبة .لذلك هناك ارتباط بين الاوجاع و الازمات النفسية فنشدد على تغيير نمط الحياة كاتباع رياضة المشي ثلاث مرات في الاسبوع على الاقل كونها تساعد على زيادة افراز هورمون الراحة عدا السباحة و الركض وكل النشاطات الرياضة التي تخفف من التشنج و من حدة الاوجاع المرضية.”