يحتفي العالم  بـ “اليوم العالمي للبيئة” تحت شعار “التغلب على التلوث البلاستيكي”، ما يؤكد حجم الكوارث الناجمة عن الاستخدام المفرط لهذه المادة الصناعية، وليس من غريب الصدف، ألا يكون هذا “اليوم” حاملا هواجس متصلة بارتفاع درجة حرارة الكوكب والحد من استخدام الوقود الأحفوري وظاهرة الاحترار عموما، بالرغم من المخاطر المحدقة بالكوكب مناخيا، وهذا يؤكد أن مشكلة المخلفات البلاستيكية لا تقل أهمية، من حيث مخاطرها وأضرارها على البحار والمحيطات وعلى مجمل النظم الإيكولوجية، واستهدافها ثالوث البيئة المقدس: الهواء، التربة والمياه.

وبدأت التحضيرات لهذه المناسبة في شباط (فبراير) الماضي من قبل الأمم المتحدة، وتقرر أن يكون “يوم البيئة” منصة عالمية لمواجهة تلوث البلاستيك، وحث الحكومات وقطاع الصناعة والمجتمعات المحلية والأفراد على الاجتماع معا واستكشاف بدائل مستدامة، والحد بشكل عاجل من الإنتاج والاستخدام المفرط للبلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة والذي يلوث محيطاتنا ويضر الحياة البحرية ويهدد صحة الإنسان.

 

مسؤوليتنا الاجتماعية الخضراء

 

وكان قد أعلن الدكتور هارش فاردهان وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند، وإريك سولهايم، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي للأمم المتحدة للبيئة، أن الهند ستستضيف الاحتفالات بـ “يوم البيئة العالمي”.

وقال فاردهان: “تقرر أن تستضيف الهند يوم البيئة العالمي، بحيث تتجذر الفلسفة الهندية وأسلوب الحياة منذ فترة طويلة في مفهوم التعايش مع الطبيعة. ونحن ملتزمون بجعل كوكب الأرض مكانا أنظف وأكثر خضرة”.

وأضاف قائلا: “إذا قام كل واحد منا بعمل مراعٍ للبيئة على الأقل يوميا تجاه مسؤوليتنا الاجتماعية الخضراء المراعية للبيئة، فستكون هناك المليارات من الأعمال الجيدة الخضراء التي يتم القيام بها يوميا على كوكبنا”.

 

البلاستيك في أسماكنا!

 

في غمرة التحضير لهذه المناسبة، وفيما كانت المنظمات الدولية تستعد لإحيائها عبر العديد من الفعاليات، عرض greenarea.info سمكة “تونة” وفي أحشائها مخلفات من البلاستيك، ومن رأى الصورة ظن للوهلة الأولى أنها اصطيدت من أحد المحيطات البعيدة، قبل أن تصدمنا الحقيقة، ونعلم أن هذه السمكة الكبيرة نسبيا، تم اصطيادها في بحر لبنان، ووثق هذه الواقعة الخبير في علوم البحار في الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور ميشال باريش، ما يؤكد أن البلاستيك بات في أسماكنا وسائر الكائنات البحرية.

في السابق، كانت ثمة تأكيدات أن البلاستيك دخل المنظومة الغذائية في لبنان، إلا أن الأمر لم يكن واضحا كما هو الحال مع سمكة “التونة”، علما أن المخاطر التي تتهدد الصحة تبقى متمثلة في المخلفات البلاستيكية المتناهية الصغر، وهذا أمر يظل منوطا بالجهات الرقابية في الدولة، وكان قد أشار باريش لـ greenarea.info إلى أن “المواد البلاستيكية لا تضر بالمشهد البحري فحسب”، لافتا إلى أن “الحياة البحرية باتت في دائرة الخطر، والتلوث الناتج عن الاستعمال الجائر للبلاستيك والتخلص منه بطرق غير آمنة خطر على حياة الكائنات البحرية والإنسان أيضا”، وكشف أن “اللدائن البلاستيكية الدقيقة وغير المرئية تسبب أضرارا اكبر  للحياة البحرية، فأصغر الجسيمات البلاستيكية تؤثر سلبا على أكبر الحيوانات البحرية”.

 

مخاطر وتحديات

 

وإذا ما كان شعار اليوم البيئة العالمي لهذه السنة التصدي للنفايات البلاستيكية، فمن واجبنا أن نسأل القيمين على الدولة، ماذا حضر لبنان لهذه المناسبة؟ وكيف سيواجه تداعيات ما يمكن توصيفه بـ “كارثة” لا تتهدد صحتنا فحسب، وإنما تطاول النظم الإيكولوجية، بحرا وأحراجا ومسطجات مائية، دون أن ننسى مصادر مياهنا العذبة وهوائنا وتربتنا.

فيوم البيئة العالمي، لم يعد مجرد مناسبة لالتقاط الصور واستعراض المواهب في فن الخطابة، وإنما بات قضية يتساوى فيها لبنان مع سائر دول العالم، فهل سنرتقي إلى مستوى مواجهة المخاطر والتحديات؟

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This