بين الحياة والموت يرقد المريض الذي لا أمل بشفائه رغم العلاجات، فيقرّر أن يموت بسلام ودون وجع، فيختار العلاج الأخير، العلاج التلطيفي الذي يتركّز على الأدوية المسكنة للألم من جهة والموسيقى لإراحة الأعصاب من جهة  أخرى.

فقد تبين للأطباء ذوي الإختصاص ان 80 %  من مرضى السرطان و20% من مرضى الزهايمر المتقدم أو التثلب اللويحي يخضعون لهذا العلاج.

فالى اي مدى سيتقبل  المريض هذا العلاج واهله بروح  ايجابية بعد معرفتهم بأن لحظة الوداع اقتربت ؟

حق المريض الموت بسلام

في  هذا السياق اهم ما توقف عنده الاختصاصي في السرطان الدكتور  جوزف قطان ل greenarea.info  : ”  لقد بات العلاج التلطيفي اختصاص اضافي في العلاجات السرطانية  و اهميته تكمن في  انه يخفف عن المرضى حدة الاوجاع  خصوصا الذين يمرون بآخر المراحل من علاجهم،  فبات اليوم التركيز عليها اكثر من قبل عند بعض الدول و حث اخرى على استعمالها في اعطاء ترخيص للمورفين  ضمن قانون يسمح لذلك في حال منع استعماله كونه يكون العلاج الاخير لتسكين الاوجاع. لذلك بات التحفيز اكثر في تطبيق هذا  النوع من العلاج لان  من حق المريض ان لا يتوجع بل  يموت بسلام من دون الم .”

و تابع  الدكتور قطان :”لقد  اصبح هناك تشجيع  اكثر للعلاج التلطيفي  في العديد من المستشفيات الخاصة و ابرزها مستشفى اوتيل ديو حيث كانت الاولى في تطبيق هذا العلاج و خصصت  اقسام  للمعالجة تشمل فريق من الاطباء الاختصاصيين  في العلاج التلطيفي فضلا عن ممرضات متخصصات لمعالجة الالم. كل ذلك لمساعدة المريض ليموت بسلام من دون الم  حيث تتوفر له  كل العلاجات الممكنة كالمورفين والاوكسيجين  حتى لا يشعر بضيق  في التنفس  فضلا عن المنومات كي ينام بارتياح دون وجع بمعنى اننا نقوم بكل الطرق العلاجية التلطيفية للتخفيف عن المريض الاوجاع التي لا تحتمل  اي نمنع عنه العلاجات الطبية التي تعذبه اكثر مما تفيده كاللجوء الى اجراء  فحوصات طبية غير مفيدة  تزيده الما.. بل يجب تركه بسلام ممنوع تعذيبه بل تقديم  له  كل العناية التلطيفية حتى يموت براحة و سلام شرط  عدم  اللجوء الى الموت الرحيم و هذا الامر نصارح  به اهل المريض عن حقيقة العلاج الذي نعتمده بالعناية التلطيفية  حيث تبين لنا عبر الدراسات الطبية الاخيرة  ان فترة اطالة حياة المريض في العلاج التلطيفي  تكون اطول من الذي يخضع لعدة علاجات طبية لا فائدة منها .  لذلك بات المهم اليوم تامين الراحة  للمريض في اخر ايامه ليتحضر نفسيا  سواء  مع رجل الدين  او قانوني كي يعمل حصر ارث  من بعد فقدان  الامل. وهذا الامر من الصعب تحقيقه بسهولة  في لبنان كون المجتمع اللبناني عاطفي لا يتقبل فكرة الموت بسهولة  لذلك ما يجب فعله ان نشرح تلك الحقائق لاهل المريض لكي يساعدونا في دعمه كي يتخطى مرحلته بسلام.  الجدير ذكره ان كلفة العلاج التلطيفي لا تغطيها  المؤسسات الضامنة الا ان الملفت للنظر ان  وزارة الصحة باتت اليوم  تشجع  هذا العلاج و تسعى الى قوننته لاحترام حقوق الانسان .

مطلوب الدعم للعلاج التلطيفي

من جهته شدد الاختصاصي في جراحة الاعصاب الدكتورفيليب يونس عبر greenarea.info على اهمية اعطاء دوراً للعلاج التلطيفي للتخفيف من الالم مما قال: “دوري كرئيس لجنة طبية في مستشفى بلفو هدفنا  ان نكون بالقرب  من المريض في الاوقات الصعبة و هنا يلعب دورمهم الطب المساعد الذي يجعل من المريض يعيش حياته بسلام  مع التخفيف من الاوجاع التي يعاني منها دون ان نسبب له  اي ازعاج من دون فائدة فضلا عن  اهمية إحاطة المريض بعائلته  لكي يشعر بامان مع دعم نفسي و ارشادي لاهله كي يتخطوا معه المرحلة الصعبة . و هذا الشيء اساسي جدا نقوم به  ضمن فريق عمل طبي متطور لديه  اسلوب معين في التخفيف عن اوجاع المريض  لانه  من غير المسموح ان يتوجع المريض في ظل التطور العلاجي. على سبيل المثال، العلاج بالعطور يتنشق المريذ رائحتها لتخفف عنه حدة  الالم و تحسن مزاجه او احيانا اللجوء الى التنويم المغناطيسي  اوالوخز بالابر و حتى التامل، جميعها تساعد في تخفيف  وطاة الالم . لذلك المهم انه بالرغم اننا في عصر  التكنولوجيا الطاغية يبقى  علاج المريض نفسيا و جسديا معا هو الاساس بهدف تأمين  الراحة له .”

الحالة النفسية للمريض ليعيش بسلام

لان الحالة النفسية هي الاساس كي يشعر المريض عندما يفارق الحياة بسلام فلا بد من التوقف عند رأي الطبيب النفسي  الدكتور رودي ابي حبيب  الذي اوضح ل greenarea.info : “دورنا اساسي ليس فقط لمساعدة المريض ان يتجاوز حالته المرضية بسلام بل ايضا مساندة اهله لكي يستعملوا  كل  الطرق النفسية لازالة الوجع النفسي لدى مريضهم دون ان يشعر بنزاع بينه وبين نفسه بين المه و ايامه المعدودة  لانه يرفض واقعه الذي يعيشه من دون تقبل فكرة الموت بسهولة  وهنا نلعب كاطباء نفسانيين  دور داعما له للتخفيف عما هو عليه .”

وتابع الدكتور ابي حبيب  :” على الرغم من ما وصلنا اليه من تطور علاجي تلطيفي الا انه ما زالت دول الخارج تتفوق علينا بالتطبيق و ليس بالكفاءة  لان  بكل اسف العلاج النفسي بشكل واسع  لم يدخل  بعد في المستشفيات بطريقة شاملة للتركيز اكثر على  تدريب الاطباء في المجال النفسي لمعاينة المريض  على شفير الموت ليتخطى مرحلته بسلام لان  هناك صعوبات عدة  ان نعلم المريض بحالته الصحية الدقيقة  خصوصا اذا كان مصابا بالسرطان و هو في  مقتبل العمر من هنا يلعب  الطبيب النفسي دوره الضروري في كيفية ابلاغ المريض ومساندته. على سبيل المثال في بلدان الخارج لاحظ الاطباء بان  معالجة الالم  في الظهر مكلفة  اقتصاديا و علاجيا فبحثوا عن السبب الذي يزيده حيث  تبين  ان سبب  ذلك يعود  الى الضغط النفسي  في اغلبيته مما قرروا ادخال المعالجة النفسية  الاولية في المستشفيات حول مدى تاثير النفس على الجسد عندها  تكون الكلفة المادية العلاجية اقل لانه  بمجرد ما عالجنا المريض نفسيا لوجع الظهر على سبيل المثال يكون  اوفر من ان  يظل  يتعالج طبيا على  مدى 40 سنة دون اي فائدة .”

المساندة له لرفع معنويات المريض

الى رأي الاختصاصية في التدريب على تطويرالذات نجلا عرموني  اي لايف كوتشنج في سبيل اكتشاف الطاقات الكامنة داخل المريض نحو الأفضل  مما قالت ل greenarea.info: “في اميركا يركز الاطباء النفسيون على الكثير من المعالجة النفسية عند المرضى لكي يحفّزونهم على ان الحياة  ذات قيمة لوجودهم ليروا الامور بطريقة مختلفة ايجابية  كي يفارقوا الحياة بسلام دون اللجوء العلاج الطبي .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This