تنقل الحيوانات عدداً كبيراً من الفيروسات والميكروبات للإنسان والتي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان، وبينما أن العدوى المنتقلة من الفئران إلى الإنسان باتت محدودة بشكل كبير، إلا أن بريطانيا ما زالت تعاني من هذه الأزمة المتراكمة سنة بعد سنة.
فقد وصل عدد الإصابات بعدوى قاتلة تنشرها الفئران إلى مستويات قياسية في المستشفيات البريطانية لتبلغ 3 أضعاف المستوى الذي كانت عليه قبل 3 سنوات. وتهاجم عدوى البريميات (Weil’s disease)، التي تنتشر عن طريق بول الفئران، الكلى والكبد وتنهي حياة شخص أو شخصين سنويا، حيث يصعب تشخيصها بدون إجراء اختبارات متطورة. ويمكن لجراثيم داء “ويل” أن تدخل الجسم من خلال الجروح والخدوش، حيث توجد في المياه الملوثة ضمن الأحواض الأرضية والأنهار بطيئة التدفق.
ويمكن أن تتسبب العدوى بالإصابة بفشل عضلي يهدد الحياة، ويُعتقد أن ما يصل إلى 5% من الحالات مميتة، ولكن العلاج ممكن باستخدام المضادات الحيوية. ويدعي أحد الخبراء أن ارتفاع عدد الحالات يمكن أن يعود جزئيا إلى قيام الناس بالمزيد من أنشطة المغامرات والرياضات المائية.
وتظهر أحدث الأرقام الصادرة عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن هناك 102 حالة دخول للمستشفى بسبب المرض العام الماضي، كما ارتفعت أعداد المصابين في المستشفيات بنسبة 50% تقريبا في عام 2016.
وتبين بيانات الصحة العامة في بريطانيا أن هناك 87 حالة مؤكدة للمرض في عام 2017، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 21% مقارنة بالرقم المسجل عام 2016. وبلغ متوسط عدد الحالات المؤكدة منذ عام 2002، 60 إصابة وفقا لـ Public Health England. وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن نسبة تتراوح بين واحد و5% من الحالات تكون قاتلة.
ويشير الارتفاع الحاد في انتشار وباء البريميات، إلى تزايد الحاجة لسموم أقوى للقضاء على “وباء الجرذان”.