طيور نافقة، وروائح كريهة، وتدمير كلي لرمال الشاطئ، هذه بعض مظاهر الكارثة البيئية في شاطئ “اجبيلة” بمدينة طنجة، شمال المغرب.
حسب حقوقيون مغاربة ، فإن حجم الكارثة البيئية مهول. والسبب يتمثل في المياه العادمة التي تسربها المعامل المتواجدة بالمنطقة الصناعية الحرة “كزناية”، وعدد من الوحدات الصناعية الأخرى بالمنطقة عبر وادي يمتد لعشرات الأمتار ويصب مباشرة بشاطئ اجبيلة.
وفي هذا السياق، رسم مرصد حماية البيئة بمدينة طنجة في تقريره السنوي، صورة قاتمة لشاطئ اجبيلة بطنجة، بفعل إلقاء المياه العادمة، والنفايات السائلة، التي تسربها معامل ومصانع بالمنطقة الصناعية الحرة . كما أن تقرير المرصد وتقارير حقوقية أخرى، كشفت أن التلوث الذي يهدد بكارثة بيئية بشاطئ اجبيلة، مرده غياب وحدات إعادة تدوير المياه العادمة بالمنطقة الصناعية وبالمناطق المجاورة.
إضافة إلى ذلك، يحمل عدد من الحقوقيين المغاربة، شركة أخرى مسؤولية تلوث شاطىء اجبيلة، وهي شركة “امانديس”، فوفقا لبعض التقارير تتحمل المسؤولية، بفعل فشلها في إنشاء محطات خاصة لتحويل هذه المياه العادمة، خصوصا القادمة من المنطقة الصناعية الحرة جزناية. وحسب مصادر إعلامية، تبادل الاتهامات والمسؤوليات بخصوص إعادة تدوير المياه العادمة المتسربة بين الشركة ومسؤولي المنطقة الصناعية الحرة.
كما أن المياه العادمة المتدفقة بشكل يومي إلى الشاطئ تنعكس سلبا على صحة المواطنين وساكنة منطقة اجبيلة وسيدي قاسم، خصوصا بعد التقرير الأخير الذي دعت فيه كتابة الدولة، إلى تجنب السباحة في مياه الشاطئ.
وفي هذا السياق، صنف شاطئ “اجبيلة” ،من بين الشواطئ الأكثر تلوثا وأخطرها على المصطافين الراغبين في السباحة بالشواطئ الشمالية، حسب ما افاد به تقرير لكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة لسنة 2018، وذلك بسبب المياه العادمة التي تتسرب اليه بشكل يومي من المنطقة الصناعية الحرة بكزناية.
عمدة طنجة البشير العبدلاوي كان قد تعهد خلال مشاركته في ندوة نظمها مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، بتنظيف شاطئ اجبيلة العام الماضي في ظرف 10 أيام بعد تصنيفه “غير صالح للسباحة”، إلا أن إجراءات التنظيف حسب ذات المصادر، اكتفت باستكمال تحويل مجرى الوادي الملوث الذي يصب في الشاطئ إلى جهة أخرى ليبقى وضع الشاطئ على حاله.
