لطالما حيّرت قضية ذوبان الجليد في أنتاركتيكا العلماء الذين اكتشفوا عدة أسباب في السنوات الأخيرة، إلا أن الباحثون مؤخراً أكتشفوا مصدراً نشطا للحرارة البركانية تحت نهر باين آيلاند في أنتاركتيكا، أثناء دراستهم دور المحيط في تضاؤل الأنهار الجليدية. ويقول فريق البحث إن هذا الاكتشاف يمكن أن يشكل فرصة كبيرة لدراسة الجليد الذائب، إلا أن التغير المناخي ما يزال القوة الرئيسية وراء ذوبان الجليد.وفي أيلول من العام الماضي، انفصلت كتلة جليد حجمها أربعة أضعاف حجم مانهاتن، عن جزيرة باين آيلاند الجليدية، حيث تم العثور على الاكتشاف الجديد. وقال البروفيسور كارن هايوود، وهو عالم محيطات في جامعة إيست إنجليا في المملكة المتحدة، وكبير علماء البعثة، إن “اكتشاف البراكين تحت الطبقة الجليدية في القطب الجنوبي يعني وجود مصدر إضافي للحرارة لإذابة الجليد، ما يسهل مرورها نحو البحر، إضافة إلى ذوبان مياه المحيط الدافئة”.
وأثناء تحليل الغازات التي تم جمعها من الماء، اكتشف فريق البحث مادة كيميائية أعطت للبركان نشاطا.
وقال البروفيسور برايس لوز، من كلية الدراسات العليا لعلوم المحيط بجامعة رود آيلاند: “لم نكن نبحث عن البراكين.. كنا نستخدم هذه الغازات لتتبع تأثيرات أخرى، وعندما رأينا تركيزات عالية من الهيليوم-3 (نظير غير مشع للهيليوم)، كنا نظن أن لدينا مجموعة من البيانات السيئة أو المريبة”.
وتستند النتائج الجديدة إلى الأبحاث التي أجريت خلال رحلة استكشافية كبيرة في عام 2014 إلى أنتاركتيكا بقيادة علماء من المملكة المتحدة، حيث عمل الباحثون على متن كاسحة الجليد “James Clark Ross”، في صيف أنتاركتيكا.
وأشار الباحثون إلى أن الطبقة الجليدية في غرب أنتاركتيكا تقع على قمة نظام صدع بركاني كبير، لكن لم يكن هناك أي دليل على نشاط الصخور المنصهرة الحالي، حيث كان آخر نشاط من هذا النوع قبل 2200 سنة.