وافق قادة دول الإتحاد الأوروبي، منذ أيام معدودة، على منح تركيا ودول الإتحاد الأوروبي 3.5 مليار يورو لدعم اللاجئين الذين تستضيفهم”، وهم يعلمون أن اللاجئين ماهم إلا ثمرة حروبٍ تُديرها حكوماتهم عبر دعمها العلني للإرهاب في المنطقة.

الإتحاد الأوروبي، الذي شَرعن يوماً ما شراء كل النفط السوري الذي سرقته “داعش” من حقول المناطق الشرقية ( أصدرت دول الإتحاد الأوروبي في نيسان/ابريل من عام 2013 قراراً يسمح للسلطات المختصة في الدول الأعضاء شراء أو استيراد أو نقل النفط الخام والمنتجات النفطية (المسروقة من سوريا) ، أوليست هذه سرقة موصوفة؟

نعم إنه الإتحاد الأوربي، الذي وقّع قادته على “إتفاقية باريس للمناخ”، فيما كانت شركاتهم المتواجدة في سوريا تُسهل مهمة “داعش” ، لابل وتُشجعه على استخراج النفط بطرقٍ بدائيةٍ، تسببت بانبعاث كميات من الرصاص والنيكل والزئبق تؤدي إلى شلل عصبي ومشاكل في الكلى والرئتين، كما أنها لوثت نهري الخابور ودجلة، وآلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية ( نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية في عددها الصادر، يوم الثلاثاء 21 يونيو/حزيران من عام 2016، أن شركة الإسمنت الفرنسية “لافارج”، Lafarge Cement Syria”، قامت في الفترة بين عامي 2013 و2014 بتشغيل مصنعها في سوريا “بأي ثمن” لدرجةِ أنها اشترت من القبائل والمجموعات الإرهابية، النفط المستخرج بطريقة بدائية)، وبذلك يكون الأوروبيون أصدقاء البيئة قد ساهموا بتحويل سهول سوريا إلى جحيم بيئي!!

الإتحاد الذي يتباكى رؤساؤه وممثلوه في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، متهمين دمشق باستخدام السلاح الكيماوي، صنّع وصدّر أكثر من ثُلث الأسلحة التي استخدمها “داعش” (بحسب تقرير “مركز أبحاث النزاعات المسلحة”،فإن التنظيم اعتمد على أسلحة وذخائر صُنعت في انكلترا فرنسا رومانيا وهنغاريا وبلغاريا وألمانيا) ففي العام 2014 اعترف الرئيس الفرنسي الأسبق “فرنسوا هولاند” لمؤلف كتاب “في كواليس الدبلوماسية الفرنسية” “كزافييه بانون”: في ما يتعلق بالأسلحة الفتاكة، فإن أجهزتنا قامت بعمليات التسليم”. بعدها أضاف “بانون” الخبير بالشؤون الدبلوماسية والعسكرية، أن فرنسا سلمت مقاتلي المعارضة مدافع من عيار 20 ملم ورشاشات من عيار 12.7 ملم وقاذفات صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات، كل ذلك ويستمرون بالتباكي !!

كذلك أوردت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أواسط عام 2016، خبراً على لسان السفير الأميركي السابق في سوريا “روبرت فورد”، مفاده: أن السعودية اشترت من دول البلقان(منتينيغرو، التشيك، سلوفاكيا، كرواتيا وغيرها) أسلحة وذخيرة ، تفوق قيمتها المليار دولار أميركي وأرسلتها، من حدود “زِغرِب” إلى الأردن، لتدخل هذه الأسلحة الى الأراضي السورية، عبر غرفة عمليات “الموك” ، بحسب فورد، حيث ظهرت لاحقاً عبر اليوتيوب في أيدي الإرهابيين.

 

الإتحاد الأوروبي، الذي أصبحت أسواقه مفتوحة للأثار السورية المنهوبة والتي هُربت إليه عبر تركيا (في عام 2015 نشرت صحيفة الغارديان تقريراًعن نهب التحف الأثرية من سوريا ، وبيعها في بريطانيا ودول أوروبية أخرى، وبعدها نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، تقريراً حول رواج تجارة الآثار السورية المسروقة، في لندن، وأشار التقرير إلى أن المواقع المستهدفة للنهب تضم تلك التي صنفتها منظمة العلوم والثقافة والتربية “يونيسكو” التابعة للأمم المتحدة، على أنها جزء من التراث الإنساني)، ومن الجدير ذكره هنا أن الفصائل المسلحة الإرهابية، بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية والفرنسية، قامت بنهب محتويات الكنيس اليهودي في “جوبر” (يُعتبر أقدم كنيس في العالم) بما في ذلك أقدم نسختين من التوراة تعودان لما قبل الميلاد، منقوشتين على جلد غزال ومطرزتين بالذهب والأحجارالكريمة، وتم ترحيل المسروقات الى الولايات المتحدة الأميركية ومنها الى إسرائيل (علماً أنه في عام 1943 كان وزير المعارف “حسني البرازي” قد رفض عرضاً فرنسياً لشراء الكنيس ب500مليون ليرة ذهباً) .

يعلم قادة هذا الإتحاد أن سوريا هي مهد الحضارات، لذلك يحاولون تهجير الأقليات المتبقية من أهالي سوريا الأصليين (سريان، آشور وكلدان ويونانيون) وسرقة و تدمير أي أثرٍ يدل على عراقة الحضارات التي مرت في بلادنا، يحاولون كيل الإتهامات الكاذبة ليبرروا غزواتهم المتوحشة( دبلوماسياً وعسكرياً) على دمشق، ويعلمون أنهم متورطون في تدمير الحياة السورية (اقتصادياً وبيئياً اجتماعياً)، ومع ذلك تجدهم يدعون وبكل وقاحة، الى مؤتمراتٍ دوليةٍ حول إعادة إعمار سوريا، ويبقى السؤال هنا: هل نحتاج الى حذاء “نيكيتيا خروشوف” لإستخدامه بوجه هذا الإتحاد الأوروبي الإستعماري؟…مع إحترامي للشعوب الأوروبية

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This