مع فوضى البناء والتوسع العمراني وشق الطرق في الأماكن الوعرة وفي الغابات والأحراج، ومع تراجع الغطاء الأخضر بفعل الحرائق والمقالع والكسارات، باتت الحيوانات البرية مكشوفة، وعرضة للقتل المتعمد أو العرضي، وغالبا ما نرى حيوانات برية نافقة على الطرقات، كالثعالب وابن آوى والعديد من الأنواع اللاحمة، ومن بينها الضباع والذئاب ولو في حالات نادرة لتراجع أعدادها، وهذا ما كان قد حذر منه مختصون في مجال الحياة البرية، والذين يطالبون الآن بتحويل مناطق إضافية لمحميات طبيعية، فضلا عن مواجهة شق الطرق في ما بقي من أحراج عذراء، ولا سيما في جنوب لبنان.

غير أن ما أثار انتباه المواطنين على طريق عام طيرفلسيه – كفرصير وجود حيوان نافق، بدا لبعض المارين غريبا، لكن بالنسبة لأبناء المنطقة، فهو من الحيوانات المعروفة لديهم، ولم يجدوا صعوبة في التعرف إليه، والتأكيد أنه “طبسون”، خصوصا وأنه ما تزال مجموعات منه متواجدة في المنطقة، وهي تعتبر جزء من نظام بيئي ما يزال قائما، وإن بات في دائرة الخطر للأسباب الآنفة الذكر.

 

 معرض للانقراض

 

في هذا السياق، تواصل مع greenarea.info الزميل بلال قشمر على أثر نفوق الطبسون، وقال: “وجدته نافقا في المنطقة الممتدة بين طرفلسيه وكفرصير” في قضاء صور، وأكد أنه “توجد عائلة من الطبسون في المنطقة، تعيش بين تجاويف وصدوع الصخور، ورأيتها مرات عدة أثناء ممارستي رياضة المشي”، وأكد قشمر بأن”الطبسون يعتبر من الكائنات المهمة في لبنان، فضلا عن أنه لم يبقَ منه إلا القليل، وهو من الأنواع المعرضة للإنقراض”.

وشدد قشمر على “ضرورة حمايتها من السيارات والآليات التي تمر عادة عند المنتزهات”، ورأى أن “على الجهات المختصة حمايتها، عبر وضع أسيجة أو بطرق أخرى ممكنة”.

 

ما هو الطبسون؟

 

الطبسون الصخري من الثدييات الصغيرة التي تعيش ضمن مجموعات تصل إلى سبعين فردا، ينتشر من أفريقيا جنوبا حتى لبنان شمالا.

وتجدر الإشارة في هذا المجال، إلى أن الطبسون في لبنان في يعيش محميتي “جبل موسى” و”أرز الشوف للمدى الحيوي”، ومناطق عدة من المتن الأعلى والجنوب، ولا سيما في طيرفلسيه والناقورة، وثمة منطقة تعرف باسم “حي الطباسين” في الناقورة، وقد جاءت التسمية بحسب الأهالي نظرا إلى أن هذه الكائنات كانت تتواجد بكثرة في هذه المنطقة.

والطبسون حيوان خجول ذو طبيعة غامضة، يفضل الإختباء في الشقوق والجحور الصخرية بعيدا عن البشر، ويقتصر وجوده حالياً على أفريقيا والشرق الأوسط، ويوجد في لبنان ثلاثة أنواع منه، هي: طبسون الصخر، طبسون الغابات وطبسون الشجر، ويعرف الطبسون علميا باسم Procavia capensis وهو من الثدييات الصغيرة، إلا أنه ينتمي الى فصيلة الظلفيات، وأقرب الأنواع إليه هو الفيل، فهما يتشابهان من حيث التشريح والرائحة، ويعتقد العلماء أنهما من أصل واحد يرجع إلى نحو 50 مليون سنة مضت.

الطبسون حيوان نهاري المعيشة، يتغذى على النباتات والحشرات وأوراق الشجيرات والسحالي ويرقات الحشرات، ولا يحتاج إلا لكميات قليلة من المياه، يحصل عليها من غذائه.

كما يعيش الطبسون ضمن مجموعات يترأسها ذكر، وتلد أنثاه بعد فترة حمل بين ستة و سبعة أشهر، وتنجب ما بين اثنين و أرعة صغار، تبدأ عادة بتناول الطعام الصلب بعد اسبوعين من الولادة وتفطم بعد 10 أسابيع، وتصبح بالغة جنسيا في فترة لا تتجاوز 16 شهرا، وتعيش هذه الحيوانات حتى 10 سنوات، وتتميز بإخراج مادة تسمى hyraceum وهي خليط من البراز والبول، يستخدم في الطب الشعبي في أفريقيا لعلاج حالات الصرع والتشنجات العصبية، كما يستخرج من هذه المادة مادة عطرية شبيهة بعطر المسك لتصنيع العطور، وتعتبر هذه الحيوانات مهددة بالإنقراض في لبنان، بسبب الصيد الجائر والتوسع العمراني على حساب الغابات والأحراج.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This