رغم كل حملات التوعية والاختصاصات الطبية والابتكارات في ايجاد الحلول لها مازالت البدانة مرض العصر الاكثر انتشارا بين اللبنانيين والعالم اجمع. صحيح ان اسبابها المعلنة هي كثرة تناول الدهنيات والسكريات و قلة الحركة، الا ان اخر المستجدات العلمية الطبية  تشير إلى أن وراء تزايدها ربما بكتيريا في الامعاء تعرقل هضم المأكولات،عدا الاضطرابات الهورمونية المرتبطة بين الدماغ والمعدة، فاي خطأ في ادارة هذا المرض  قد يؤدي إلى  بدانة مرتفعة من دون ان ننسى ان الضغط النفسي عامل مسبب اخر يزيد من  السمنة و الاسوء في ذلك ان ضحاياها في اغلبيتهم صغار في العمر نظرا لقلة الحركة والادمان على الانترنت ليبقى السؤال :ماهي المعطيات العلمية الحديثة لحمايتنا من تداعيات البدانة ؟

التركيز على 3000 سير من القدم

حاولت الاختصاصية في الطب الغذائي الدكتورة نيكول الصايغ ان تشرح ل greenarea.info  عن اخر المستجدات مما قالت : “هناك عدة دراسات  علمية حديثة ركزت فيها حول اهمية اختيار نوعية الاكل  التي تلعب دوراً اساسياً في تخفيف الشهية، كما وان هناك دراسة  اخرى حول نوع من  العلكة  تؤثر ايضا على البدانة، عدا اختيار نوعية السكر الصحيح  مع التوقف على اهمية  اكتشاف نوع من البكتريا في الامعاء حيث تبين لاحقا انها تزيد من البدانة  حيث يتم  اليوم العمل عليها كونها تؤثرعلى عملية الهضم ام تعسره  لان  اي سوء هضم  من المأكولات حتى الخضار قد تحولها تلك البكتريا الى سكريات  لانها عجزت عن هضمها.  من هنا نستطيع ان نفسر سبب  بدانة بعض الاشخاص من دون ان تاكل كثيرا كل ذلك  حسب نوع البكتريا  الموجودة في الامعاء  التي تلعب دورا مهما  لزيادة الوزن في هذا الاطار .”

و اضافت الدكتورة الصايغ  :” صحيح   ان هناك ادوية هورمونية كالحقن  تؤثر  على هورمون الدماغ كي لا يشعر بالجوع بهدف تخفيف الشهية ،  يبقى الاكل في البحر المتوسط الانسب و المعتدل كعلاج مناسب للحد من البدانة كونه يحتوي على 20% من البروتين و 50% من النشويات قليلة الامتصاص و 30% من المواد الدهنية افضل من اي علاج  للحد من البدانة  كونه غني بالحبوب والالياف والخضار وزيت الزيتون  فضلا عن اهمية النبيذ اللبناني الاحمر الذي  في حال تناوله مرة او مرتين في الاسبوع مع اهمية  تناول ثلاثة فواكه يوميا . ليبقى الاساس  التركيز على تعزيز الحركة التي من المتوجب على اي فرد ان يقوم بها الا وهي ان يعمل  حوالي 3000  قدم  عند المشي يوميا اي لا يجب الجلوس  بشكل متواصل اكثر من ساعتين لان ذلك يؤدي الى الم في الظهر و جلطات في  القدم و ثقل على المفاصل.”

التواصل مع المريض بايجابية

بدورها شرحت الاختصاصية في التغذية جانين عواد اهمية التركيز على العامل النفسي حتى في اتباع الحمية مما قالت ل greenarea.info : “هناك عدة عوامل تزيد من البدانة منها العامل النفسي وانه بات  ينظر مجتمعنا  الى ان البدين مشوه جسديا ، كل ذلك يزيده  تازما نفسيا فبدل ما ينحف تزداد عنده البدانة نظرا للضغط النفسي الذي يعيشه حيث يرتفع  عنده هورمون الكورتيزون الذي  يجعل من الانسولين عاجزعن حرق  السعرات الحرارية بشكل صحيح  خصوصا  السكر مما يزيد عنده ايضا الاضطرابات الهورمونية فيذهب عند الاختصاصية  في التغذية لاتباع الحمية  المناسبة. الا ان ذلك لا يكفي في حال لم يؤمن ساعات نوم كافية وراحة نفسية  لكي يصل الى ما يهدف اليه  هنا دور الاختصاصية  في التغذية  في دعمه و ليس دورها فقط  في اعطائه النصائح حول ماهية الماكولات الواجب تناولها  بل دورها الاساسي  ان تغوص في العمق النفسي  مع كل شخص بدين يريد ان يخسر وزنا  بهدف معرفة  سبب البدانة كي يتخطى مشكلته بسلام .”

وتابعت عواد :” ان  المشكلة التي نواجهها سواء في لبنان بان هناك تفكير خاطىء بان الذي يذهب عند اختصاصية التغذية سوف تثوم بأعجوبة  ليخسر وزنه وهذا  غير صحيح لان دورها الاساسي الاقناع  دون ارغام  الشخص على الحمية بل اظهار له اهمية خسارة وزنه للمحافظة على صحة سليمة عندها نكون قد تخطينا 50% من مشاكل البدانة. لان بكل اسف  مجتمعنا يرى النحيف جميل المظهر والممتلىء غير مرحب به، هذه الامور من الضروري تخطيها كونها تزيد الامور تعقيدا. لذلك اي شخص يقرر ان يزور اختصاصية تغذية يجب ان يكون لديه هدف اولي  بان يتخطى  الحالة النفسية التي فيها قبل ان  يقرر ان ينحف لان تبين ان اغلبية زيادة وزن لها ارتباط نفسي من الصعوبة ان يتخلص منها بسهولة في حال لم يقرر  تجاوزها لذلك  عندما يزور اختصاصية التغذية عليها ان تساعده  في تامين العلاج الصحي  الجسدي و النفسي للتخلص من الحالة المرضية التي يعاني منها الا وهي البدانة.  لذلك دور الاختصاصية التغذية  مهم  اذ تكون بمثابة المنقذ لشخص على شفير الهاوية وتعيد اليه  حب الحياة و الاعتناء بنفسه للتخلص من البدانة  لان اذا فشلت معه و لم تركز  على نفسيته  لمعرفة سبب بدانته تكون قد زادت تازما نفسيا  خصوصا اذا كانت عملية التواصل في ما بينهم فيها الكثير من  التعنيف الكلامي كأن تقول لمريضها اذا لم تنحف في هذه الفترة المحددة فلن تستطع التخلص من البدانة.هذا الجو المشحون من اللوم يزيد من النفورمنها  عندها تكون فشلت معه و بكل اسف  عندها يلجا  الشخص الى ادوية الاعصاب  لتخطيه مرحلته من هنا يجب الاكثار من التوعية ليس فقط  عند الذي يريد ان يتبع الحمية  بل  ايضا يجب ان يشمل ذلك اختصاصية التغذية في كيفية تعاملها مع المريض الذي يزورها من هنا التركيز على ايجاد علاقة متينة تحفيزية لكي يستمر المريض عند الاختصاصية في التغذية  بهدف التخلص  من البدانة دون اي عوائق .”

البدانة مرض مزمن

في المقلب الاخر اهم ما ذكرته الاختصاصية في الغدد الصماء و السكري  الدكتورة بيريل الحاج ل greenarea.info  :”ان المعطيات العلمية الجديدة  تكشف عن  ادوية حديثة لمعالجة اسباب  البدانة التي باتت مرض العصر، وعلاجها مزمن اما دوائي او عبرالحمية ام عن طريق العملية الجراحية، فالمعالجة يجب ان تخضع للمتابعة المتواصلة فالمصاب بالبدانة لايستطيع توقيف الحمية و لا حتى الدواء كما هو الحال عند علاج مرض السكري  حيث ان ان الدواء لا يكفي من دون ان يكون مقترنا بحمية. ”

التعب النفسي وراء كل علّة

من جهة اخرى ابرز ما اعلنه الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد عبر ال greenarea.info  ان من اهم اسباب البدانة هو العامل النفسي مما قال :” لا شك  ان العامل  النفسي له علاقة بالبدانة  نظرا للظروف الاجتماعية و نوعية الاكل  والبرنامج الجيني  فضلا عن عوامل  نفسية واجتماعية ، فيجب الاخذ بعين الاعتبار الضغط النفسي الذي  يلعب دورا كبيرا  على زيادة البدانة كونها لها علاقة على سرعة او تاخير الاستفلاب البيولوجي مما يجب ان يكون هناك توزان في عملية الاكل وممارسة الرياضة اي بمعدل 30 دقيقة ثلاث مرات  اسبوعيا سواء المشي ام الركض خصوصا  لدى الاشخاص الذي يزاولون العمل المكتبي .”

ضحية الهوس الجمالي

الى رأي الاختصاصية في علم النفس ايفي شكورالتي اعتبرت عبر ال greenarea.info:”ان   البدانة لها علاقة بالازمة النفسية بدءا بعلاقة الام مع الطفل الى المحيط  الاجتماعي و الهوس الجمالي في الجسم حيث ان  كل حالة نفسية لها سببها  الخاص لزيادة البدانة كرغبة الشريك بان تظل شريكته نحيفة . لذلك كل مشكلة نفسية وراء البدانة  مما يتطلب الامر علاج مساعد  لتخطي الازمة النفسية بسلام  اذ ان هناك عدة دراسات تكشف ان  اي اضطراب في  الغذاء يكون سببه نفسي  مما يؤدي الى البدانة .”

الاكل اللبناني صحي

اما الاختصاصي  في التغذية الدكتورعماد الطفيلي فرأى عبر ال greenarea.info  :” ان المشكلة  في ازدياد البدانة تكمن في قلة الحركة والاكثار من  الوحبات السريعة  بدل العودة الى الطبيعة كما كان عليه اجدادنا حيث كانوا  يعتمدون  على الجهد العضلي  في الاتكال على الزراعة  اما اليوم  بكل اسف نجح الاميركيون  في السيطرة نفسيا على الشعوب في عملية تسويق الاكل السريع الدسم  حيث  يشبعوه بالسكر لجعل الناس مدمنين عليه عكس الاكل اللبناني الصحي .”

التشديد على الاعتدال في الاكل

الى رأي الاختصاصية في التغذية في امراض القلب الدكتورة  مايا باسيل التي شددت على اهمية الوقاية المسبقة مما قالت ل greenarea.info : “هناك عدة اسباب مجتمعة تجعل من البدانة الى ارتفاع وليست واضحة المعالم لان لوكانت كذلك كنا وجدنا لها الحل فاول عامل مسبب وجود الاكل غير صحي  اي المعلبات  فيها الكثير من السكريات  والدهنيات بنسبة  عالية عدا العامل النفسي  كون وقلة النوم وعدم  الحركة . و الجدير ذكره ان الديتوكس ليس هو الحل في معالجة البدانة بل يزيدها في حال توقفنا عن اتباعه كونه يركز فقط على الفواكه و الخضار دون النشويات  كما وانه  لا يمكن  اعتماده   طوال الحياة كونه مضر للصحة لانه غير متوازن  لذلك نشدد اليوم على اهمية الحمية المعتدلة و نظام حياة  متجدد بالرياضة  مع اهمية السيطرة على الضغط النفسي واتباع  ساعات من النوم اكثر للوصول الى صحة سليمة و بالتالي التخلص من البدانة .”

الاضطرابات الهورمونية تزيد البدانة

اما الاختصاصي في الغدد الصماء و السكري  الدكتور شارل صعب فاكد عبر ال greenarea.info  ان سبب البدانة هو نتيجة اضطراب هورموني بين الدماغ و المعدة مما قال  : “المهم تغيير السلوك الغذائي لانه تبين ان زيادة البدانة  نتيجة اضطرابات هورمونية  بين المعدة و الدماغ حيث بات هناك علاج لهذه المسالة لان المعطيات العلمية مبنية على العلاجات  الحديثة المرتكزة على الادوية منها حبوب وحقن بمعنى كل مشكلة في  البدانة لها علاقة بتاثير البيئة المحيطة على الانسان من حيث سلوكه و ايضا  من خلال الاضطرابات الهورمونية .”

من جهة اخرى اعتبر الاختصاصي في طب الغدد الصماء و السكري  الدكتور شوقي حداد عبر ال greenarea.info  اهم شيء تغيير اسلوب الحياة :  “كلنا نعلم ان عامل البدانة له علاقة بالاضطرابات الهورمونية ولذلك نعمل على فحص  طبي هورموني كهورمون الكورتيزول  الذي يزيد من البدانة عدا قلة الحركة حيث ان اللبناني يجب الاكل و قليل الحركة خصوصا  تأخره  في تناول العشاء  الذي يزيد  من السمنة عدا  اهمية تغيير اسلوب الحياة وحث الطفل  مثلا  على الحركة سواء في الركوب الدراجة  ام غير ذلك كونه اليوم مسمرا وراء الانترنت لساعات طوال .”

في  المقلب الاخر  اوضح  الاختصاصي في التغذية الدكتور عمر عبيد ل greenarea.info :”  ان هورمونات الدماغ  تتاثر في  عملية  انجاح الحمية  او فشلها حيث  تبين ان البدانة الى ارتفاع منها معروفة الاسباب و  اخرى غير معروفة  حيث  ان قلة الرياضة و الاكثار من  الدهنيات  و تناول كميات  من الاكل  اكثر مما يحتاجه الجسم خصوصا الاطعمة التي تحتوي على المياه  فهي  تخفف من الطاقة في الاكل بينما الاطعمة  التي لا يوجد فيها مياه يكون  فيها طاقة اكثر  لتزيد بالتالي  البدانة لذلك نشدد اليوم  على  الاكثار من الالياف  المفيدة   افضل  بكثير من الاكثار من الخبز على سبيل المثال .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This