يعيش الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعليمية في معانة بسبب عدم إدراك حالتهم المرذية سواء من قبل الأهل أو الأصدقاء أو في المدرسة، وبالتالي يعانون من عدم قبول دمجهم في مدارس معينة .. فكيف تتم حمايتهم و دعمهم لتخطي حالتهم المرضية من دون ان تترك في نفوسهم اي اثر نفسي ؟
الكشف المبكر لانقاذه
اهم ما شدد عليه الاختصاصي في الطب النفسي عند الاطفال الدكتور جون فياض ل greenarea.info :” تطوّرت الأبحاث حول المصابين بصعوبات تعليمية انما ليس على صعيد العلاج الذي مازال على حاله، الا اننا كجمعية ادراك نعمل منذ سنوات عدة على تكثيف حملات التوعية حول الصعوبات التعليمية بين الاساتذة والاهل بهدف تسليط الضوء عليها في المدارس من اجل تحفيز الكشف المبكر. فاي تقصير في ذلك لطفل عنده صعوبات تعليمية يتراكم عنده الفشل نتيجة تعامله مثل اي ولد عادي يحمّلوه كمية من الدروس وضغط التدريس مالكثف لا يستطيع تحمله. الجدير ذكره امكانية البعض من هؤلاء الإجابة عن بعض الأسئلة إذا قرأها أحد لهم، فاذا عندهم صعوبة في القراءة وتحليل المعلومات بصريا ولغويا الا انهم في الوقت نفسه يعرفون الجواب جيدا في حال تم مساعدتهم . مما يعني في حال لم تتم مساعدة الطفل المصاب بالصعوبات التعليمية يكون قد ظلم بالفعل في المدرسة لان ليس هناك من يفهم حالته الصحية مما ينعكس سلبا على التحصيل العلمي و درجة علاماته تتراجع الى الوراء ولا تعكس حقيقية المعرفة التي يملكها، وهذا ما نلاحظه مع كل الاولاد الذين يعانون الصعوبات التعليمية حيث لا يستطيعون التعبير عما في داخلهم من معلومات صحيحة على اسئلة الامتحانات مع العلم انهم يعرفونها و انطلاقا من ذلك تفهمت وزارة التربية وضعهم الصحي الدقيق فصار بامكانهم تقديم الامتحانات الرسمية من دون صعوبة لانها اعطت لهم الوقت الزائد لاستيعاب الاسئلة،انما في المقابل بكل اسف فإن بعض المدراس الخاصة لا تطبق هذا الامر مع العلم ان الدولة التزمت دعمها الاطفال المصابين بالصعوبات التعليمية.”
مطلوب دعمهم اكثر من الدولة
اما الاختصاصية في المتابعة النفسية الجسدية شنتال خليل فتحدثت عبر ال greenarea.info عن اهمية دعم هؤلاء الاطفال من خلال تفهم حالتهم دون المس بشعورهم لان ذلك سيترك في نفوسهم عقد نفسية من الصعب التخلص منها بسهولة مما قالت : “يجب اعادة النظر في البداية حسب التشخيص الطبي للطفل المصاب بالصعوبات التعليمية من قبل طبيب اطفال وطبيب جهاز عصبي لان وفق ذلك نستطيع ان نعرف باي مرحلة مرضية يمر بها الطفل لكي نعرف كيف تتم معالجته نفسيا لان الذي يعاني من صعوبات تعليمية من الصعب دمجه في الصفوف العالية فاي ولد عنده مشكلة من الصعوبات التعليمية مثل كثرة الحركة او صعوبة في التكلم تبين ان قدرة التحمل في دماغه يعطي حسب طاقته واذا وضعناه في صفوف عادية يعني اننا نضعه تحت ضغط اكبر من تحمله حيث من الصعب استيعاب المنهج الدراسي، والنتيجة لا يفهم على المعلمة ولا حتى المعلمة نفسها تستطيع ان تفهم عليه، من هنا اهمية اخضاع الاساتذة لتدريبات معينة لفهم هذه الشريحة من الاطفال . اما اذا كان الطفل المصاب بالصعوبات التعليمية في مرحلة مبكرة من العلاج فلا شيء يمنع دمجه في الصف العادي لان اي تاخير في التشخيص عندها يكون هناك صعوبة في علاجه المناسب ففي بعض الاحيان قد يحتاج لعلاج تقويم نطقي و ليس نفسي او طبي فاذا وضعنا هكذا ولد مصاب بالصعوبة التعليمية في صف عادي سوف يحصل تصادم بينه وبين اساتذته وايضا بين اهله والمدرسة معا .”
و اضافت خليل :” لذلك من الافضل وضع الطفل المصاب بالصعوبات التعليمية في مدرسة تعنى بذلك حيث يوجد فيها فريق يعرف كيف يساعد التلميذ في حال حصل اي خلل في الاستيعاب التعليمي من هنا تكون كفاءة المدرسة و فريق العمل المتدرب اولوية لكي يستطيع ان يجعل من يعاني من صعوبات تعليمية على قدرته في الانتاج. تجدر الاشارة الى ان الاهل الذين عندهم طفل مصاب بالصعوبات التعليمية يعانون من الضغط النفسي مما يتطلب مساعدتهم ضمن مرحلة تحضيرية للتاقلم بالواقع الذي يعيشونه . لذلك، اذا رغب الاهل تحسين الأداء العلمي لابنائهم فمن الضروري وضعهم في مدرسة متخصصة للتدريب والتاهيل للصعوبات التعليمية الا انه ليس هناك من اساتذة متدربين على تعليم الاطفال المصابين بالصعوبات التعليمية في قطاع الدولة عكس مما هو عليه في بعض المدراس الخاصة التي تعنى بذلك ايضا و عدد منها بكل اسف يعمل على عزلهم و هذا لا يجوزابدا . فالمطلوب من الدولة تحفيز و ايجاد مدراس رسمية للعناية بؤلاء الاطفال نظرا للكلفة العلاجية المترتبة على الاهل .”
المسألة متوقفة على اصدار الاحكام
الا ان الابرز ما توقفت عنده الاختصاصية في معالجة الصعوبات التعليمية اماني جردي عبر ال greenarea.info ان المشكلة تكمن في اصدار الاحكام المسبقة على الاطفال المصابين بالصعوبات التعليمية مما قالت :” ان الاسباب متراكمة و ليس فقط الموضوع يعود الى الاهل او المدرسة او حتى وزارة التربية بل هي حضارة تفكير او بالاحرى منهج تفكير كيف نرى الولد الذي هو امامنا ؟ هل هو محتوى لتعبئة فيه المعلومات ؟ و الولد الذي يعجز عن تعبئة المعلومات نعتبره اقل من غيره ام نراه مجموعة من الطاقة الفكرية والعاطفية والجسدية والنفسية ؟ على سبيل المثال الذي لم ينجح فكريا يمكن ان ينجح في الرياضة مما يعني ان الولد مجموعة اقطاب اذا لم ينجح في مجال معين نبحث له على وسيلة اخرى ليبدع فيها بدل ما نصدر عليه الاحكام المسبقة دون فائدة بل العمل على نقاط ضعفه لتطويرها لان المشكلة تكمن في اصدر الاحكام على الاشخاص من دون معرفة مؤهلاتهم بمعنى انها باتت آفة مجتمع بكامله .”
الفشل التربوي و التاثير النفسي
اعتبرت الاختصاصية في علم النفس ايفي شكورل greenarea.info :” اهمية المعالجة الاولوية للمصاب في الصعوبات التعليمية لان عندما نهمل حالته يترك عنده اثرا نفسياً وعدم قدرة على انجاز العمل بطريقة صحيحة خصوصا عندما يسمع اي اساءة من اهله عندها يولد عنده عدم الثقة بنفسه وحتى على انجاز اي شيء يقوم به كون نظرة الاهل تؤثر كثيرا في شخصه . الامر كذلك اذا اسيء التصرف معه في المدرسة لذلك اذا لم يكن هناك امكانية امتصاص لحالته المرضية عندها تتراكم في داخله السلبيات من هنا يبدأ الفشل الاجتماعي و النفسي قبل الفشل التربوي والحل يكون بوجود اختصاصيين و تحضير المعلمين والاهل ليستطيعوا استيعاب الاولاد الذين عندهم صعوبات تعليمية بدءا باهمية التقويم النطقي و المعالجين النفسيين و المعلمين المدربين في كيفية التعامل معهم دون رمي السلبية عليهم لذلك على مدراء المدارس الاخذ بعين الاعتبار اهمية التدريب للاساتذة في مساعدة هؤلاء الاولاد لتخطي هذه المشكلة بسلام و امان صحي .”
المهم الانخراط في المجتمع
في المقلب الاخر شددت المعالجة النفسية شنتال خضرا عبر ال greenarea.info:” المهم ان يكون هناك انخراط للمصاب بالصعوبات التعليمية في الصفوف العادية كي لا يشعر في التمييز عن الاخرين الا ان الاهم معالجة السبب الذي ادى الى ذلك لانه بكل اسف نجده يتعرض للتنمر في المدرسة بدل تفهمه ومتابعته مع المعالج النفسي كي يستطيع الانخراط مع رفاقه دون ان يشعر بالتمييز لان اي اهمال في ذلك سيؤثر عليه مستقبلا في عدم تقدير ذاته مما يعمل ردة فعل عكسية وهنا يكون دورنا كمعالجين نفسيين في التنبه لذلك وحمايته من هذه الظاهرة في المدراس لان بكل اسف نجد ذلك في بعض في المدراس حيث نجد المصاب بالصعوبات التعليمية مضطهدا يتم الاشارة اليه بالاصبع لانه محتلف عن غيره .”
الدمج هو الاساس
من جهة اخرى كان لليونيسف دورا مهما في مساعدة الاطفال المصابين بالصعوبات التعليمية حيث تحدثت الاختصاصية في التربية في اليونسيف سهى بو شبكة ل greenarea.info رأيا في هذا الخصوص مما قالت :”تقوم اليونسيف حاليا بمشروع تجريبي لثلاثين مدرسة لبنانية ركزت فيها على اهمية الدمج الاطفال المصابين بالصعوبات التعليمية في الصفوف العادية حيث اتينا باختصاصيين في الصعوبات التعليمية موزعين على هذه المدراس التي تم اختيارها ضمن فرق متحرك مؤلف من اختصاصيين كل من نفسي و حركي و تقويم السمعي و النطق حيث يتنقل هذا الفريق على هذه المدارس التي تم اختيارها الموزعة في عدة مناطق للتأكد من صحة عملية الدمج كما يجب بهدف تقديم المساعدة اللازمة للمدارس من حيث تدريب الاساتذة على كيفية التعامل مع الاطفال عندهم صعوبات تعليمية . الا الذي واجهناه ان بعض المدارس ليس لديها مؤهلات للدمج لا تتقبل ذلك بسهولة ان تجد اشخاصا عندهم اعاقات او صعوبات تعليمية يتواجدون في الصف نفسه مع رفاقهم الاخرين العاديين مع العلم ان الذي عنده صعوبات تعليمية يستطيع ان يندمج في الصف في حال تمت معاملته بعناية و يعطى له دروسا اقل هذا هو دور الاستاذ المدرب بان يتقبل التلميذ المصاب بالصعوبات التعليمية في اعتماده طرق معينة مع اهل الاختصاص لكي يعرفوا التعامل مع التلميذ .”
في هذا الاطار ابرز ما علق عليه الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور مايكل انجلو ل greenarea.info :” ان المشكلة التي نواجهها عند الاطفال المصابين في الصعوبات التعليمية ان البعض منهم لا تظهر عليهم العوارض علنا كما و انه ليس هناك من تمويل مادي لمساعدتهم و التوعية غير كافية في كيفية التعامل معهم حيث يجب ان تكون المعالجة تتوزع بين العلاج النفسي او تقويم النطق للمساعدة و اختصاصية في العمل التشغيلي اليدوي لتخطي مشكلتهم في الصعوبات التعليمية .”