شكّلت الأعاصير التي ضربت القسم الأكبر من ولايات أميركا صدمة للعالم أولاً بتوقيتها وثانياً بقوّتها، وبالتالي تنشغل  مكاتب الرصد الجوي بإيجاد طرق فعّالة لتدارك الامور قبل تفاقمها..

في هذا الإطار،  يسعى العلماء لدراسة عين الأعصار لتحسين فرص التنبؤ بكثافتها، وقال باحثون إن هذا المشروع ربما يكتمل خلال العام المقبل.

وبينما يعتمد علم تتبع العواصف بصورة كبيرة على بيانات عن الأحوال عند محيطها، فإن التنبؤ بكثافة الإعصار يعتمد على معرفة مصدر طاقته عن طريق قياس ما يحدث داخله.

وهذا يعني تسيير طائرة تعقب داخل الإعصار ذاته لقياس سرعات الرياح أو الاعتماد على أقمار صناعية بإمكانها التحليق مرة واحدة كل يومين. ودشنت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) عام 2016 مشروعا يهدف للحصول على مزيد من البيانات التي تساعد على التنبؤ بكثافة الإعصار تحت مسمى نظام القمر الصناعي للملاحة العالمية (سي.واي.جي.إن.إس.إس). ويركز الباحثون حاليا على موسم عام 2017 الذي خلفت فيه الأعاصير خسائر في تكساس وفلوريدا وبويرتوريكو قُدرت بمئات المليارات من الدولارات. ويعكف العلماء على إعادة استعراض البيانات التي جمعها مشروع(سي.واي.جي.إن.إس.إس) لمعرفة أثره فيما يتعلق بجودة التنبؤ وسبل تطويره للتنبؤ بكثافة الإعصار.

ومع وجود وسيلة أفضل للتنبؤ بقوة أو كثافة الإعصار سيكون لدى الناس قدرة أفضل على الاستعداد لدى معرفتهم ما إذا كان الإعصار القادم إليهم سيتسبب في فيضانات مدمرة ورياح عاتية ربما تقتلع الأشجار من جذورها مثلما كان الأمر مع الإعصار ماريا الذي ضرب بويرتوريكو العام الماضي، أم أن رياحه ستكتفي بهز أفرع الأشجار والصفير لدى عبورها النوافذ. وقال ستيف بوين مدير وقائد فريق أون بنفيلد إمباكت للأرصاد الجوية ”حقيقة أنه صار لدينا فهم أفضل بوجهة تلك الأعاصير تمثل خطوة أولى عظيمة… لدينا نصف دائرة الآن ونريد استكمال الدائرة بعنصر كثافة الإعصار“. وقال بعض علماء المناخ إن ارتفاع درجة حرارة البحر والجو تكسب العواصف مزيدا من الطاقة مما قد يؤثر على كثافة الإعصار. وتسبب الإعصار ماريا في مقتل نحو 4465 شخصا وتدمير شبكة الكهرباء وقُدرت الخسائر في بويرتوريكو 90 مليار دولار.

وقال المركز الوطني للأعاصير في تقرير نشره العام الماضي إنه لم ينجح في التنبؤ الدقيق بالكثافة السريعة التي اكتسبها الإعصار ماثيو عام 2016 والذي وصل إلى عاصفة من الدرجة الخامسة بلغت سرعتها القصوى 270 كيلومترا في الساعة. ووفق بيانات جمعتها رويترز اتخذت العاصفة مسارا مدمرا في بحر الكاريبي مما أسفر عن مقتل ما يزيد على 1000 شخص في هايتي. ويوجد حاليا ما يزيد على 12 نموذجا علميا للتنبؤ بكثافة الأعاصير لكن علماء قالوا إنها ذات جدوى محدودة.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This