إذا كانت الدولة عاجزة منذ نحو ثلاث سنوات عن معالجة أزمة النفايات المنزلية الصلبة، مع استمرار فصول هذه الكارثة البيئية والصحية، ومع ما بدأ البعض من السياسيين الترويج له لجهة اعتماد المحارق تحت عنوان “الإدارة المتكاملة للنفايات” كشعار لا أكثر، يطل علينا مواطنون بإبداعات تؤكد أن هناك طاقات وكفاءات يرفض أصحابها الرضوخ لواقع الحال، فالأزمة ليست قدرا ولا هي عصية على الحل في ما لو توفرت الإرادة لانتهاج خطة وطنية لإدارة النفايات، تمثُّــلا وتشبها بما سبقتنا إليه دول العالم.
في هذا السياق، يستعد لبنان لكسر رقم قياسي عالمي والدخوللموسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، ليس بأكبر “صحن حمص” وغير ذلك من تقليعات، معظمها لا يفيد في شيء، إنما هذه المرة، ثمة إنجاز يتمثل في تصميم وإعداد أكبر لوحة فسيفساء من منتجاتقابلة لإعادة التدوير في بيروت، وتحديدا في “ووترفرونت– ضبيه“، وتوجيه رسالة مفادها أن بالإمكان تحويل ما هو قبيح إلى جمال وإبداع، ليكون صرخة في مواجهة فوضى المعالجات في أزمة باتت تتصدر يومياتنا كوجع دائم.
جابر
وبحسب المواطن اللبناني المهاجر الى دبي منذ 16 عاما وائلجابر، وهو مالك شركة لتنظيم الحفلات والمناسبات Memories Events Management، فإن لا شيء تمكن من أن يمحو مشهدالنفايات الشهير على شبكة الـ CNN من ذاكرته.
وقال لـ greenarea.info: “هذا الأمر جعلني أشعربالامتعاض حيال ما يجري في بلدي، لكن ذكرى أخرى علقت فيرأسي جعلتني أرى الأمور بشكل مختلف، ففي إحدى المرات وخلالزيارتي لبيروت التقيت بامرأة أخبرتني باعتزاز وسرور بأنها تعمل فيالنفايات وإعادة تدويرها، وفي مقاربة بيني وبين نفسي بين مشهدالنفايات الشهير والسيدة التي التقيتها ولدت الفكرة لدي لجهة تحويلالقمامة في لبنان الى تحفة فنية، وبما انه لدي تجارب سابقة مع“غينيس“ قررت أن اخوض التجربة من جديد لمساعدة بلدي، وذلك منخلال معرفتي وخبرتي من أجل كسر الرقم القياسي لأكبر لوحة منالقمامة على مساحة 700 متر، اي أكبر من الرقم الذي سجل في النمسا البالغ 450 مترا وسجل في التاسع من تموز (يوليو)“.
مشروعنا تحفيزي وتوعوي
وأضاف جابر: “لوحة الفسيفساء سيكون لها شكل المراكب التياشتهر لبنان بها تاريخيا، وقد صممها الفنان اللبناني بيار عيود، كماوقد اسسنا مع رين خوري مديرة المشروع مجموعة Clevernesالتي استقطبت الناشطين والمتطوعين والكشفيين من مختلف المناطقاللبنانية، من الذين يتمتعون بتفكير سليم وحس وطني وإيجابيللتغيير، ودفع الأمور نحو الأفضل لإظهار الصورة الإيجابية للبنانالحقيقي عبر الفن والمبدعين والمفكرين وغيرهم“.
وتابع: “نعمل في المشروع منذ 6 أشهر، ومشروعنا تحفيزيوتوعوي، وعلينا اظهار بلدنا بشكل لائق أمام العالم ومعالجة مشاكلنابطريقة سليمة، ونشدد على أنه باستطاعتنا ايجاد البدائل للبلاستيكوغيره وعلينا البدء بذلك، كما نرحب بالمتطوعين الذين يرغبون بالمشاركةفي هذه المبادرة، ونوجه الدعوة ايضا للناس جميعا بدءا من 27 تموز(يوليو) 2018 الى 29 تموز (يوليو) 2018، وخلال هذه الفترة سيكون موعدنا مع ممثلي موسوعة غينيس للأرقام القياسية“.
وعن اللوحة وماذا يمكن الإفادة منها بعد توثيقها، قال جابر:”ستفكك خلال 15 يوما وإرسالها لجمعية Arc en ciel التي ستعملعلى إعادة تدوير المواد المستعملة فيها”.