تعيش معظم دول العالم في تلوّث بيئي ، الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل متعدّدة، تطال كافة الأصعدة. إلاّ أنّ هناك بعض الدول التي تعاني أكثر من غيرها، من إرتفاع نسب التلوّث.
إذ أصدرت منظمة الصحة العالمية، قائمتها لأكثر 5 مدن تلوثاً في العالم، منذ عام 2016، مشيرة إلى أن معظمها يقع في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية.
أكثر المدن تلوثاً في العالم
تضم القائمة المدن التي تتجاوز نسبة التلوث فيها، الحد الأقصى من التلوث المسموح به، أي بمقدار “الحد الآمن” بـ10 أضعاف، بحسب مجلة “ووندرفول إنجينيرنج” الأميركية. هذه الدول هي:
- زابل (إيران) ، وهي معروفة جيدا بـ “رياح الـ120 يوماً”، وهي عاصفة ترابية شديدة التدمير تجتاح المدينة خلال فصل الصيف. وتجدر الإشارة، في هذا الإطار أنّه في عام 2017، أشارت دراسة إلى أن زابل يوجد بها جسيمات “PM10″، التي يبلغ قطرها 10 ميكرومترات أو أقل من ذلك، التي يمكنها النفاذ إلى الرئتين ودخول مجرى الدم، وهي قادرة على التسبب في أمراض القلب، سرطان الرئة ،الربو وأنواع العدوى الحادة التي تصيب الجهاز التنفسي.
- غواليور (الهند) ، هي ثاني أكبر مدينة تلوثا بالهواء في العالم. حيث يحيط بغاليور 3 مناطق صناعية رئيسية، هي مالانبور وبانمور وسيثولي، فضلا عن وجود جسيمات “PM10” الضارة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
- الله آباد (الهند)، تشتهر هذه المدينة، في الصناعات الزجاجية بكل أنواعها، بالإضافة إلى الأسلاك، وأشهر مناطقها الصناعية هي نايني وفولبور، وتتضمن جسيمات “PM10”.
…بينها مدينتان خليجيتان
للدول العربية أيضاً، حصّة في إرتفاع نسب التلوّث، إذ يندرج من ضمن القائمة، السالفة الذكر إسم مدينتين خليجيتن، هما :
- الرياض (السعودية)، إذ تعد عاصمة المملكة العربية السعودية هي المدينة الأكثر كثافة سكانية، وتحوّلت إلى مدينة حديثة بعد أربعينيات القرن الماضي. ووفقاً لتقارير من منظمة الصحة العالمية، فإن المدينة بها مستوى عالي من جسيمات “PM10″، التي تلوث الهواء.
- الجبيل (السعودية)
تعتبر الجبيل هي أكبر مدينة صناعية في الشرق الأوسط، وتقع في المنطقة الشرقية من الخليج، على ساحل المملكة العربية السعودية، وتملك أكبر شركة للبتروكيماويات في العالم في الشرق الأوسط.
وفي عام 2014، أظهرت التقارير أن الجبيل لديها مستوى تلوث هواء عالي بجسيمات “PM10”.
ما هي مجسمات PM
هناك نوعان من مجسمات PM، الموجودة في الهواء، حيث تقوم المحطات لرقابة الهواء بقياس ، الجسيمات المتنفسة الرقيقة التي حجمها أقل من 2.5 وتدعى PM2.5 ، والجسيمات التنفسة التي حجمها أقل من 10
وتدعى PM10 .
وفي السياق عينه، تجدر الإشارة إلى إنّ التأثيرات الواسعة للجسيمات المتنفسة (PM) ، المنتشرة في الهواء على صحة الإنسان قد تتجلى من خلال السعال وإغاظة الجهاز التنفسي والعين. في المقابل، فإنّ الجسيمات من حجم PM10 أقلّ ضرراً ، لأنها تحتبس في الأنف والحلق وتطلع إلى الخارج خلال التنفس. أما الجسيمات الصغيرة الأقلّ من 10 ميكرون فقد تدخل إلى الجهاز التنفسي، وتضرّ بالرئتين والقلب وجهاز الدم. لذلك فإنّ أخطر جسيمات حجمها 2.5 ميكروميتر وأقلّ، لأنها قد تدخل إلى الأماكن الأكثر حساسية، في الرئة مع المواد السامة الملتصقة بها والإيذاء بالتنّفس.
12.6 مليون وفاة
تتعدى الأمراض الناتجة عن التلوّث، حدود الأعراض البسيطة أو المعالجة، وقد تصل إلى حدود الموت، بحيث لقي 12.6 مليون شخص حتفه، بسبب إقامته أو عمله في بيئة غير صحية في عام 2012 ،حسب التقديرات – أي ما يناهز حالة واحدة كل أربع حالات وفاة، من مجموع حالات الوفاة العالمية. وذلك وفقاً للتقديرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية .
إذ تسهم عوامل الخطر البيئية، مثل تلوّث الهواء والماء والتربة، والتعرض للمواد الكيميائية وتغير المناخ، والإشعاع فوق البنفسجي في أكثر من 100 مرض وإصابة.
فضلاً عن أن عدد حالات الوفاة بسبب الأمراض غير السارية، التي تعزى إلى تلوث الهواء (بما في ذلك التعرض لدخان التبغ غير المباشر)، يبلغ 8.2 ملايين حالة. فيما تمثل الأمراض غير السارية، مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة في الوقت الحالي، زهاء ثلثي مجموع حالات الوفاة الناجمة عن البيئة غير الصحية.