عندما يكون الطبيب النفسي او المعالج النفسي حامل اسرار المرضى النفسانيين اشبه بكرسي اعتراف قد يعرض حياته للخطر خصوصا عندما يهدده المريض الذي يعاني من حالة نفسية متأزمة انه يريد الانتحاراو قتل شخص ما عن سابق تصور و تصميم شرط دون الابلاغ عنه. فكيف سيتصرف الطبيب النفسي او المعالج النفسي في اللحظات الاخيرة الصعبة لكي لا يرتكب مريضه فعلته ؟
العلاج الطارىء الفوري
امام دقة الموقف حاولت الاختصاصية في العلاج النفسي الدكتورة ماريا جبور ان تشرح عبر ال greenarea.info عن كيفية تأمين الحماية للمريض النفسي من اي خطر يتعرض له : “ان المعالج النفسي يكمن دوره في ان يسمع ما يقوله المريض ويفهم معناه لكي يستطيع ان يجد له الحلول المناسبة لحالته النفسية فاذا تبين انه يعاني صراعا داخليا يستطيع المعالج عندها ان يجد له حلا علاجيا لمشكلته اما اذا شعرنا ان المريض ياتي الينا لكي يطرح مشكلته دون التعاون معنا هنا نتوقف عن العلاج لان من الضروري ان نفهم ما يحصل لديه ولماذا المشاكل تتكرر عنده فالمهم ان نعطي معنى لاي عمل نقوم به في مساعدة الشخص الذي ياتي الينا .”
وتابعت جبور قائلة :” اما اذا جاء احد الينا يريد ان ينتحر او يؤذي احد اهم شيء نعمله اننا نشخص الحالة النفسية للشخص الذي يريد ان يقدم على الانتحار او يريد ان يلحق الاذى بغيره اذا كان يعاني من اضطراب نفسي او اضطراب في الشخصية ام مرض نفسي بمعنى هل يريد المعالجة ام هو شخص بكامل قوته العقلية يريد الاذى في اعتقاده انه صاحب حق في ذلك، الا اذا كان مريضا يعاني من الكابة او اضطراب في الشخصية علينا في هذه الحالة ان نقول لاقربائه ان يهتموا به في حال اعترف امامنا انه يريد الانتحار اما اذا لم يكن يعاني اي اضطراب في الشخصية و يريد ان يلحق الاذى سواء بنفسه ام بغيره فمن الافضل ان لا ياتي الى المعالج النفسي لان لا فائدة من اي حل .من هنا نشدد على اهمية التشخيص لنكشف اذا فعلا المريض يعيش صراعا داخليا ام يكذب علينا بادعاءات كاذبة .”
لاتخاذ الاجراءات للحماية
كما ان الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد تحدث عبر ال greenarea.infoعن اهمية الاتخاذ الاجراءات الواجب اتباعها مما قال :” اذا شعرنا اثناء المعالجة النفسية ان هناك من خطر على حياة المريض نفسه او ان هذا الاخير يريد ان يهدد حياة شخص اخر هنا نتخذ اجراءات سريعة لكي نحمي المريض نفسه المعرض للخطربعد التأكد من ذلك و نحمي ايضا الشخص الاخر المعرض منه للخطر في حال حياته كانت مهددة لان اذا كان المريض جديا في الانتحار فيجب اعلام اهله بما يقوم به لمنعه من للوصول الى هذه المرحلة وذلك بادخاله الى المستشفى او اعطائه دواء منوم للتهدئة .اما في ما يتعلق اذا كان يريد المريض الضرر للشخص الاخر الى حد تهديده بالقتل هنا علينا ابلاغ هذا الاخير لحماية نفسه.”
مطلوب رفع درجة الوعي
من جهة اخرى شددت المدربة في علوم رفع الوعي الدكتورة منى سنان ل greenarea.info:” من وجهة نظر الوعي علينا في البداية تقبل الواقع الذي هو فيه المريض ونحاول احتضانه مشاعريا و ندخل معه في التفاصيل و فهم خلف الاسباب و درجة وعيه مع التواصل مع عائلته لفهم ظروفه. الا ان اهم شيء الابلاغ عنه في حال الخطر عليه وعلى الاخر ضمن اجراء لمنعه في علاجه لتتحسن حالته لان هناك احتمال ان يقوم بعمل خطير اما ان يؤذي نفسه ام غيره في لحظة اللاوعي. لذا اهم شيء نقوم به جلسات للمريض في حال اصيب بالاكتئاب ليتخلص منه على سبيل المثال لان ما في داخل الانسان ينعكس خارجا فكلما كان قويا في داخله لا يستطيع احد ان يؤذيه وهنا علينا ان نرفع استحقاق الوعي عنده لتتغير نظرته للامور عندها ينظر الى الحياة و ما حوله نظرة مختلفة تماما .”
السرّية مهمة الا عند الخطر .. لا ادوية ضد القتل
الى رأي الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور سمير جاموس الذي اعتبر عبر ال greenarea : ” ما نقوم به عند الخطر الذي يهدد المريض نتصل بالاهل حتى يدخلونه الى المستشفى بارادته لان القانون يسمح لنا ان نعمل تقريرا عن الشخص المعرض للخطر على حاله ام على غيره ان ندخله الى المستشفى لمعالجته لمنعه من الانتحار ام التهديد بالقتل للاخر عندها علينا ان نرفع الشكوى الى المخفر لان عملنا ينحصر في معالجة افكار الانتحار و الحد منها اما افكار القتل التي تتوارد عند المريض فليست من مسؤوليتنا لان ليس لدينا ادوية تمنع الناس من القتل .”
بدوره اوضح الاختصاصي في العلاج النفسي الدكتور نبيل خوري ل greenarea.info:” نحن عندنا السرية حالفين عليها يمين الا انها لا تشمل اذا كانت حياة المريض في خطر ان على نفسه او على الاخرين بمعنى اذا قال لنا المريض يريد قتل احد عندها علينا ابلاغ الدولة عنه اما اذا قال لنا انه يريد قتل نفسه علينا اعلام اهله بالامر لتأمين له الاسشتفاء السريع كي لا يقتل نفسه او يؤذي نفسه لان المهم بالنسبة لنا انقاذ المريض خصوصا في ظل رواج الانتحار بشكل رهيب هنا علينا تحويله الى طبيب نفسي للمعالجة .”
التبليغ هام و الحياة مهددة
اما الاختصاصي في العلاج النفسي الدكتور طوني صوما فابرز ماشدد عليه عبر ال greenarerea.me :”اذا كان عنده افكار انتحار او قتل نضطر ان نقنعه ان يرى طبيبا نفسيا للمعالجة او نقول له اننا مضطرين التبليغ عنه ضمن السرية المهنية في حال اذا كان الاذى سيطال الاخر اما اذا جعل من حياة المعالج النفسي مهددة في حال بلّغ هذا الاخير عنه عن هذا الامر عندها علينا اعلام الاجهزة الامنية لتامين الحماية الشخصية مع الاشارة الى ان مثل هذه الحالات قد تتواجد عند الطبيب النفسي اكثر مما هو عند المعالج النفسي .”
الى رأي الاختصاصي في طب الاعصاب الدكتور عاطف مجدلاني الذي اكد عبر ال greenarea.info: “عندما نشعر ان المريض يشكل خطرا على حاله ام على محيطه عندما نطلب من القوى الامنية للتحرك لادخاله الى المستشفى في حالة طارئة لان بمجرد ما تمت معالجته يخرج بصحة نفسية جيدة و هذا هو التصرف السليم والمهم ان يقتنع المريض في ادخاله المستشفى و التواصل مع اهله .اما اذا حصل اي رفض من المريض نطلب من النيابة العامة التحرك السريع و القيام ما هو واجب .”
كما وان الاختصاصي في طب الاعصاب الدكتور غسان حداد شدد عبر ال greenarea.info : “اذا كان المريض يريد ان يؤذي احداً الى حد القتل علينا تبليغ السلطة او الدولة لان المسالة فيها جناية اما اذا كان يريد ان يؤذي حاله علينا استمالته لمعالجته و مساعدته فالموضوع شائك كتيرا حتى في العلاجات الطبية و النفسية المتعددة .”