كشف بحث جديد أن جينات الأب ليست مجرد مخطط لنمو نسله، بل إنها قد تؤثر على مزاج المرأة أثناء الحمل، وبالتالي على مقدار الاهتمام الذي توليه لطفلها في ما بعد.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج من خلال التحقق من الإشارات الهرمونية المستخلصة من مشيمة إناث الفئران أثناء الحمل.
وتقول البروفيسورة روزاليند جون، من كلية العلوم البيولوجية في جامعة كارديف: “في هذه الدراسة، أظهرنا تجريبيا في نموذج حيواني أن رعاية الأم لطفلها تتم برمجتها أثناء الحمل، جزئيا من خلال إشارات من المشيمة”.
وأضافت قائلة: “هذا أمر مثير للغاية، لأنه يشير إلى أن الجينات الأبوية قد تؤثر على مزاج الأم أثناء الحمل ومدى رعايتها لطفلها”.
وإلى جانب مشاركتها في رعاية الطفل طوال فترة الحمل، يُعتقد أن إشارات المشيمة مهمة في برمجة سلوك الأم وإعدادها لدورها الجديد.
ووفقا للبروفيسورة جون، فإن الأبحاث السابقة أظهرت أن الرعاية عالية الجودة للأمهات لها تأثير إيجابي على نمو الدماغ ويمكنها حماية النسل ضد الإجهاد، في حين أن سوء الرعاية يرتبط بنتائج سلوكية سيئة للنسل.
ويتم إنتاج الهرمونات المسؤولة عن مقدار الاهتمام الذي توفره الأم لطفلها، بواسطة الخلايا المشيمية المسماة “spongiotrophoblasts”، والتي يتم حفظها بواسطة جين يسمى “Phlda2”.
ووجد الباحثون أن الأمهات اللواتي يتعرضن إلى نسخة “Phlda2” ذات النشاط العالي (وبالتالي انخفاض هرمونات المشيمة)، قدمن لأطفالهن رعاية منخفضة. وفي المقابل، أمضت الأمهات اللواتي حصلن على نسخة Phlda2 الصامتة من الأب (وبالتالي الحصول على مستويات هرمون أعلى في المشيمة)، وقتا أطول في رعاية أطفالهن مقابل الأنشطة الحياتية الأخرى لإناث الفئران.
كما كشفت النتائج عن تغييرات واضحة في منطقتين من دماغ الأم، هما المهاد وقرن آمون.
وتوضح النتائج أن الأب، عن طريق التسبب في صمت جين Phlda2 في الجنين، يمكن أن يؤثر أيضا على سلوك تغذية الأم بعد الولادة.
ويعتقد الباحثون أن هذه الظاهرة قد تكون أيضا مرتبطة بالبشر، حيث تختلف مستويات نشاط جين Phlda2 أيضا في حالات الحمل وترتبط بهرمونات المشيمة.
المصدر: ديلي ميل