تبوء بالفشل كل محاولات العلماء لحماية الأرض من تداعيات الإحترار المناخي، وفي ظل استهتار البشر وعدم الكفّ عن أعمالهم المضرّة بالدرجة الأولى بالتغيرات المناخية، فتّش الخبراء وما زالوا يفتشون عن وسيلة فعالة لتخطي تلك الأزمة العالمية. إلا أنهم ما يلبثون أن يجددوا طريقة ما، يتمعّنون بدراستها فيجدون أن سيئاتها أكثر من منافعها!!

في هذا الإطار، تكهن باحثون سابقاً  أن حقن جزيئات الغاز في الغلاف الجوي، من شأنه تخفيض ارتفاع درجات الحرارة العالمية، بما فيه الكفاية لمنع موت المحاصيل الزراعية. إلا أن دراسة جديدة تشير إلى أن حجب أشعة الشمس لتبريد الأرض لن ينقذ البشرية من آثار التغير المناخي. ولكن الباحثين الذين قاموا بتحليل الآثار الماضية للثورات البركانية، أظهروا أن حماية الغلاف الجوي تضر المحاصيل بقدر ما تساعدها. وخلصوا إلى أن تبريد الغلاف الجوي بالأساليب المتبعة، سيؤثر على الإنتاجية بسبب الحد من ضوء الشمس، ما يجعل العملية غير فعالة كوسيلة لوقف الاحتباس الحراري العالمي.وحدثت بعض العمليات السابقة للتبريد العالمي، بسبب الغازات المنبعثة أثناء الثورات البركانية الضخمة. ويعتقد بعض الخبراء أن البشر يمكنهم حقن جزيئات مماثلة في الغلاف الجوي. ويمكن أن يساهم هذا الأمر في تبريد الأرض بشكل مصطنع، للتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون.وعلى سبيل المثال، أدى انفجار بركان Pinatubo، إلى حقن حوالي 20 مليون طن من ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي، ما أدى إلى انخفاض ضوء الشمس بنسبة حوالي 2.5%، وخفض متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو نصف درجة مئوية.

ويعد هذا النوع من الهندسة الجيولوجية الشمسية، من الطرق المقترحة لمساعدة البشرية على إدارة تأثيرات الاحتباس الحراري.

ومع ذلك، تشير النتائج التي توصل إليها باحثون من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، إلى أن هذه التكنولوجيا قد لا تكون فعالة كما هو متوقع.

ويقول الكاتب الرئيسي، جوناثان بروكتور، وهو أحد مرشحي درجة الدكتوراه بقسم الاقتصاد الزراعي والموارد في جامعة كاليفورنيا، إن “تظليل الكوكب يؤدي إلى الحفاظ على برودته، ما يساعد المحاصيل على النمو بشكل أفضل. ومع ذلك تحتاج النباتات أيضا إلى أشعة الشمس لتنمو، لذا فإن حجب ضوء الشمس يمكن أن يؤثر على النمو”. وأضاف موضحا: “بالنسبة للزراعة، فإن التأثيرات غير المقصودة للهندسة الجيولوجية الشمسية، متساوية في الحجم مع الفوائد”. ويقول الباحثون إن المشكلة في معرفة عواقب الهندسة الجيولوجية الشمسية، هي أننا لا نستطيع القيام بتجربة على مستوى الكوكب دون تطبيق التكنولوجيا بالفعل.وربط فريق البحث بين إنتاج الذرة والصويا والأرز والقمح، في 105 من البلدان في الفترة بين عامي 1979-2009، والرصد العالمي للأقمار الاصطناعية لدراسة تأثير تبريد الأرض على الزراعة.

 

وبمقارنة هذه النتائج مع النماذج المناخية العالمية، وجد الباحثون أن فقدان ضوء الشمس من برنامج الهندسة الجيولوجية، سيؤدي إلى إلغاء الفوائد الهادفة لحماية المحاصيل من الأضرار الناتجة عن الحرارة الشديدة.

وعلى الرغم من الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة، قال الباحثون إن الهندسة الجيولوجية الشمسية قد لا تنجح بشكل جيد بالنسبة للزراعة، ولكن هناك قطاعات أخرى في الاقتصاد يمكن أن تستفيد بشكل كبير.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This