أثبتت الدراسات على مر السنوات الأخيرة تأثير التلوّث على نشاط الإنسان، تزاوج الحيوانات ونمو النباتات، وفي حين أن آخر الأبحاث أشارت إلى تأثير الضوضاء في المدينة على الأشجار رغم أهميّة هذه الأخيرة لتنقية الجوّ، أثبتت دراسة علمية جديدة بأن التعرض المزمن للتلوث الهوائي يؤثر بشكل مباشر على “الذكاء المعرفي” للإنسان، إذ يزداد هذا التأثير السلبي طردا مع التقدم بالسن.
وكذلك، أشارت الدراسة إلى أن التلوث يؤثر سلبا بدرجة أكبر على الأشخاص الأقل تعليما والأكثر جهلا بالأساس، حيث كشفت عن أن التعرض المستمر للتلوث الجوي من شأنه إضعاف قدرة الأشخاص على اكتساب معلومات جديدة، أو تعلم مهارات فكرية وحرفية.
كما توصلت الدراسة إلى الربط المباشر بين تراجع “الذكاء المعرفي” عند الإنسان واحتمالية إصابته بمرض ألزهايمر، حيث تبين أن سكان المدن الملوثة هم الأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا المرض الخطير.
وخلال إجراء الدراسة التي أشرفت عليها جامعة ييل الأمريكية، قام الباحثون الصينيون والأمريكيون بمراقبة مهارات اللغة والرياضيات لأكثر من 20 ألف شخص في الصين، ولمدة متواصلة تجاوزت الأربع سنوات.
وتركزت الدراسة في المدن الصينية المكتظة، التي تكثر فيها نسبة المركبات الغازية المؤدية إلى التلوث الهوائي، وأهمها: ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين