في ظل انتشار عدد كبير من الجراثيم التي لا يمكن للمضادات الحيوية القضاء عليها بفعل مقاومتها المستمرّة، تشير دراسة جديدة إلى انه يمكن أن يحمل كهف الستار الحديدي الكندي، الذي يحوي رواسب وفيرة من الحديد، المفتاح الأساسي للقضاء على الجراثيم.
ويعد نظام الكهف، المتواجد بالقرب من Chilliwack في كولومبيا البريطانية بكندا، موطنا للبكتيريا القديمة المعزولة عن العالم الخارجي. وأثناء اختبار المئات منها، وجد العلماء اثنتين من السلالات الميكروبية المقاومة للعقاقير المتعددة، والتي يمكن استخدامها لإنتاج سلالة جديدة من المضادات الحيوية، القادرة على التغلب على الجراثيم.
واكتشف العلماء أنه يوجد نحو 12.3% من الأنواع غير المعروفة، وربما يكون هنالك بكتيريا جديدة تماما.
وفي عام 2016، قدر علماء الأحياء في جامعة إنديانا، أنه ما يزال يجري اكتشاف 99.9999% من جميع الأنواع الميكروبية، أي حوالي تريليون نوع مختلف.
ويحصل العلماء على عينات الكهوف باستخدام ملقط أو أدوات قطنية، ثم يتم نقلها إلى المختبر في أوعية تحتوي على أجار، بدرجة حرارة 12 درجة مئوية، لمحاكاة ظروف الكهف والمساعدة في الحفاظ على الكائنات الحية الدقيقة على قيد الحياة.
وعند وضع الكائنات الحية التي لم تتصل بالحياة السطحية بأي شكل من الأشكال، على اتصال مع البكتيريا المقاومة للأدوية، توصل العلماء إلى نتائج مذهلة.
وقال ناوارات شيبثام، وهو خبير في علم الأحياء المجهرية بجامعة طومسون ريفرز في Kamloops: “يجب اكتشاف أي نوع من العوامل البيولوجية والفيزيائية والكيميائية التي تفضلها الجراثيم، ثم محاولة محاكاة ذلك في المختبر”. وبالفعل، حقق فريق البحث نجاحا ملحوظا، حيث اكتشف العلماء في العام الماضي بكتيريا “خارقة” في قاع الكهف العميق، تقاوم 70% من المضادات الحيوية الحديثة، لكنها ظلت معزولة عن البشر والمجتمع، لمدة 4 ملايين سنة.
وتستطيع البكتيريا القديمة تعطيل نشاط بعض الأدوية الأكثر فعالية المتوفرة في الطب الحديث.
وتقول الدكتورة هازل بارتون، عالمة الميكروبيولوجي في جامعة أكرون بولاية أوهايو، التي ساعدت في العثور على البكتيريا، إن هذا الاكتشاف “غيّر اعتقادنا السابق، لأنه يعني أن مقاومة المضادات الحيوية لم تتطور في العيادة من خلال استخدامنا”.
ويأمل العلماء أن تساعدهم البكتيريا المكتشفة على تطوير طرق جديدة لمحاربة المقاومة للعقاقير.