كم تتردد على مسامعنا تلك العبارات ” خائف ان اخسر عملي في ظل ازمة معيشية خانقة ..خائف من الخيانة والطلاق الى ارتفاع ..خائف حتى من تهديد مستمر للوجود في ظل ارتفاع التطرف ..او بتخاف انت جبان وغير ذلك من سلسلة مخاوف كل واحد منا يعيشها لتصب في خانة و احدة “الخوف” الذي باتت ظواهره الى ارتفاع وسط غياب الامان الاجتماعي و فقدان الثقة و القلق من ماذا سينتظر الانسان في المستقبل جعلته على اعصابه في كل ما يجري حوله من مستجدات طارئة حيث كان لخبراء في علم النفس والاجتماع عدة اراء اجمعت على اهمية تخطي هذه المرحلة الدقيقة في الكثير من الدعم المعنوي خصوصا و ان بعض الامراض التي يعاني منها المريض تعود في البعض منها الى اسباب نفسية منها تداعيات الخوف ليبقى السؤال : كيف نحصن انفسنا لمواجهة الخوف كي لا يصبح مرضيا ؟
الخوف انواع المهم تخطيه بسلام
في هذا السياق ابرز ما توقفت عنده الاختصاصية في العلاج النفسي الدكتورة ديالا حلو عبر ال greenarea.info:” ان اغلبية الامور المرضية النفسية نتيجة الشعور بالخوف سببه العامل الخارجي واخر داخلي عندما تكون البنية الشخصية للشخص منذ صغره في عمر 6 سنوات غير قوية حيث ان كل شيء يسبب له الخوف و الضياع نتجة عدم الشعور بالاستقرار او بالامان. اما اذا كان الشخص يخاف كثيرا لان بيئته مرتبطة بعوامل عدة منها وراثية و اجتماعية او بيئية تربى عليها فاذا كان يخاف في الليل كون اهله لم يحادثونه عن السبب الذي يدفعه بالخوف اقله رسم الشيء الذي يخيفه لان بذلك لم يعد يخاف ويتخلص من الاوهام .اما الخوف المرضي فيكمن في الشعور بالعوراض النفسية والجسدية كما هو الحال عندما يخاف الولد ان يذهب الى المدرسة حيث سيصاب بالحمى او بالم في معدته حيث ان الازمة النفسية تؤثر على الصحة الجسدية سواء عند الصغار ام عند الكبار المهم كيفية ادارتها وتحليل الاسباب كي يتصالح الشخص مع حالته لذلك من الضروري ان نعرف اسباب الخوف لمعرفة تحديد العلاج فاذ كان الانسان يخاف من انفجار في قربه او من عدم تامين قسط المدرسة للولده او الدواء او العلاج الى درجة العجز عن تامين اي شيء من الامور الحياتية الاساسية الى الخوف في خسارة العمل نظرا للظروف الاقتصادية الخانقة غير مثبت في عمله مما يزيده الشعور القلق و الخوف وسط ازدياد البطالة مما يعيش في صراع داخلي حيث ينجلي الخوف عندما يكون هناك مقومات للاستعادة التوازن اما عن التعرض للتنمر “انت بتخاف انت جبان” تلك الكلمات القاسية عليه تزيده تأزما نفسيا .”
ضرورة الاعتماد على المراجع العلمية الثابتة
الا ان الاختصاصية في علم النفس الدكتورة كارين اليا توقفت عبر ال greenarea.info : ” ان القول ان الشعور بالخوف ازداد عند الناس ليس مبنيا على مراجع علمية و دراسات انما فالواقع مغاير. الا ان ما يجب معرفته ان عدم الاستقرار يؤدي الى الخوف الذي منه يولد مع الانسان او مكتسب مع الحياة، فاذا اهلنا عندهم مخاوف كونهم اختبروا الخوف في الحرب فهناك احتمال ان نعيش الخوف الانتقالي حتى ولو لم نختبره كما و ان هناك عوارض من الخوف و نتائجها مربوطة بشخصية الاشخاص، يعني وفق تركيبة الشخصية للشخص الذي يعيش الخوف المختلف عن الخوف الجماعي الذي تتم معالجته في حال عالجنا على سبيل المثال البطالة.”
الخوف الوجودي مستمر
الى رأي الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي محمد بدرا الذي اوضح عبر ال greenarea.info :” لا شك ان الخوف تحول الى الخوف الاجتماعي وشكّل ظاهرة الخوف من المجهول اكثر بكثير من الخوف المرضي كونه له علاقة بالقلق من المستقبل خارج عن سيطرتنا و على سبيل المثال اذا كنا نقود السيارة لا نخاف اما اذا كان غيرنا قاد السيارة و نحن في جانبه عندها نخاف كونه خارج عن سيطرتنا من دون ان ننسى الخوف الاجتماعي نظرا للمتغيرات التي حصلت التي لا تخضع لسيطرتنا كون الوضع الاقتصادي غير منضبط و عدم قدرتنا على وضع خطط طويلة الامد لحماية انفسنا من المستقبل القادم عدا الخوف على الوجود في المنطقة حيث باتت الاقليات تخاف على مصيرها عند انتشار التطرف كما ان منسوب الخوف في اللاوعي اختلف ما قبل و بعد سلسلة الانفجارات في لبنان حيث ارتفع عندها منسوب الخوف عند الناس وهذا ما لمسناه عندما قابلنا العديد منهم عدا الخوف من الاخر اي لم نعد نثق بالاخر وخوف الولد من ان يخسر احد افراد عائلته نتيجة ارتفاع الطلاق بشكل عام، منسوب الخوف مرتقغ جدا ومرتبط بالقلق الى درجة الاصابة بالضغط النفسي اي stress و تاثيره على القلب و الضغط و السكري و الحل ان كل واحد يعمل علاقته الضيقة علاقات سليمة كما و انه يجب ان تتكافل جهود الدولة في اتاحة فرص العمل لجيل الشباب فالتجربة اليابانية تجربة رائدة في هذا الموضوع حيث ركزت في كتب التربية الوطنية لتنشئة و طنية سليمة .”
رفع الوعي يخفف من القلق و الخوف
من جهة اخرى اوضحت المدربة في علوم رفع الوعي الدكتورة منى سنان عبر ال greenarea.info: “ان الخوف يعتبر من درجات الوعي المنخفضة حيث صنف على درجة 100 من سلم هاوكينز مما نستطيع ان نحدد وعي الانسان من خلال سلم الدرجات حيث ان الخوف درجته 100 يعني القلق و رعب الحياة اي ان الانسان الذي يعيش دائما في خوف مستمر يعني مستوى وعيه منخفض فالذي يصاب بالغضب من دون خوف يكون وعيه اعلى اما الذي عنده درجة الخوف على 100 فيعني ذلك درجة وعيه منخفضة فمشكلة الخوف تكمن في اي شيء نخاف منه من الناس او من القدر فالذي يعيش الخوف يصل الى نتائج قد تدمره نفسيا و لكي نرفع درجة الوعي عند الخوف و نتخلص منه لا بد من اتباع تقنيات تساعد الانسان على التخلص منه اي علاج بحقل الفكرة حيث يساعد الانسان ان يتخلص من الخوف على تقنية يتعلمها عند ممارس متخصص و بعدها يقوم بها تلقائيا كما ان هناك تقنية اخرى الا و هي التنفس العميق يساعد الانسان الى التهدئة حيث يستطيع ان يقوم بها عدة مرات يوميا فالمهم الممارس يعلمه لكي يتبع الطريقة الصحيحة و يطبقها يوميا عدا العلاج الايحائي . لذا تلك العلاجات المذكورة سابقا تعلم الانسان كيف يرفع وعيه للتخلص من الخوف وعلى ممارسة هذه المهارات تصبح باللاوعي لان كلما كانت درجة وعيه اعلى عندها لا يخاف لذلك الذي يعيش بخوف مستمر يجب ان يعاينه معالج للتخلص من حالته كما و ان اهم شيء ان يفهم الانسان ان ما يعانيه من الخوف هناك حل و لكن عدم الاعتراف بالمشكلة لا نستطيع ان ندخل معه في الحل .اما اذا تعرض للتنمر كتوجيه له انت تخاف انت جبان فبهذه الحالة بدل ما يتم مساعدته يزداد الخوف فيه كون اعطي له ايحاء مباشر انه جبان و العقل الباطني اذا يسمعها يوميا من احد صارت عنده برنامج جبان في العقل الواعي النتيجة جرحه بالشخصي فاذا اردنا مساعدته اهم شيء نعطيه النصيحة الا وهي التعلم على التنفس العميق عشر مرات شهيق و زفير من البطن لمدة عشر مرات يوميا .”
الازمات النفسية تزيد الصحة الجسدية الى تراجع
الا ان اخر المعلومات الطبية تفيد بان هناك رابط بين الازمات النفسية والاضطرابات الصحية مما قال الاختصاصي في الطب الداخلي و جهاز المناعة الدكتور رامز عزام ل greenarea.info: “ان العوامل النفسية تؤثر كتيرا على الجهاز العصبي و بالتالي على الجهاز الهضمي و تكون النتيجة وجع معدة و حرقة حيث ان الكثيرين من الاشخاص من وراء الخوف و الضغط اليومي يعانون من الم و تشنج و تقرحات في المعدة الى درجة انه يطال الامعاء الغليظة مما نجد الاشخاص الذين عندهم مشاكل في الجهاز العصبي لديهم نفخة في الامعاء الغليظ و عسر هضم حتى ان تناول الاطعمة يزعجهم والاهم في ذلك ان الخوف من العوامل النفسية الذي يخفف المناعة في الجسم حتى من المحتمل ان تزيد من الالتهابات في الجهاز الهضمي . اما الذي عندهم امراض مزمنة في الجهاز الهضمي فالضغط اليومي يقوي هذه العوارض لديهم كالمصابين في التهابات مزمنة مثل مرض الكرون مع عامل الخوف و الضغط اليومي يتحرك معهم المرض اكثر و لم يتجاوبوا مع العلاج الادوية فضلا في انقطاع الشهية مع الاشارة الى ان هناك اشخاص من كثرة الخوف في لحظتها يصابون باسهال فكم من المرات تؤخذ ادوية للمريء و لاتنفع احيانا اذا كان لها علاقة بالامراض النفسية و في حال عولجت يتم الشفاء الكلي لان عندما نعمل الفحوصات الطبية للمريض ليتبين ان ان كل هذه العوارض المرضية نفسية في هذه الحال اما نعطيهم ادوية نفسية ام نحولهم الى طبيب نفسي للمعالجة .”
من شعور طبيعي الى مرضي
بدورها رأت الاختصاصية في المتابعة النفسية و الجسدية شنتال خليل عن ما وراء الخوف مما قالت ل greenarea.info : “ان الخوف هو شعور طبيعي عند الانسان فالذي لا يخاف ممكن ان يعرض حاله لكثير من المخاطر مما يعني هو شعور جيد او سلبي مثل ما نحن نتصوره حتى الولد الصغير قبل ان يضع يده على الماء الساخن يبتعد عن النار اذ ان الخوف في هذه الحالة شعور يحمي الانسان انما يكون على درجات كالخوف من الاصوات المفاجئة من شدة ضرب الباب بسرعة او الخوف من الحيوانات الى ان تأتي المرحلة التصورية اي المخيلة عند الولد من عمر 3 سنوات او خمس سنوات حيث يعتقد ان هناك شبح في الغرفة نتيجة الافلام التي تاثر بها او القصص التي نخبره عنها مثل الساحرة او غير ذلك حيث يمر الخوف بمراحل عند الانسان بطريقة سليمة اما عندما يصبح مرضيا كأن تصرخ الام من دون وعي امام اولادها عند رؤيتها حشرة لتنقل هذا الخوف الى ولدها هنا يصبح مرضيا نتيجة ردة الفعل المبالغة من دون ان ننسى عندما تجعل الام من والد ابنها ذلك البعبع بانها ستخبره عنه في حال اقترف اي خطأ ما .هذه السياسة التخويفة ليست صحية بل تؤثر على الصحة النفسية و الجسدية للولد حيث يعيش القلق و الخوف فبدل احترام أباه يخاف منه لدرجة انه يصاب بكوابيس ومع الوقت قد يدفع الخوف الولد الى الكذب على اهله ليحمي حاله منهم لذلك التربية التي تعتمد على الخوف تؤدي الى الكذب مما تولد المشاكل و تفقد الثقة بين الاهل و الاولاد من هنا يجب ان نوثق بالاولاد في التربية السليمة دون مبالغ في الخوف فالمهم ان لا نكبل قدرات الولد بل ان نعطيه ثقة بقدراته دون تخويفه من دون ان ننسى خوف الولد من ان يفقد اهله نتيجة ما يسمع من اصحابه من طلاق او التفكك الاسري ليصاب بالقلق من سيحتضنه و يهتم فيه في حال خسر اهله .”