تكثر خلال الصيف الإجازات السنويّة، التي تتضمن في أغلب الأحيان السفر إلى البلد الأم، بالنسبة إلى المغتربين، أو إلى بلدان سياحية بالنسبة إلى المقيمين. وعلى الرغم من الفوائد التي تنعكس على نفسية المسافرين، سواء نتيجة لقاء الأهل والأحبة ، أو نتيجة الإسترخاء والتعرف إلى مناطق جديدة. إلاّ أنّه في المقابل، يشكل السفر سبباُ رئيسياً لإنتقال العديد من الأمراض خاصة على أرض المطارات.
المطارات مرتعاً للفيروسات
في هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أن المطارات، تعدّ مرتعاً لفيروسات كثيرة. إذ توصلت الدراسة إلى أن أوعية الأمتعة البلاستيكية في أمن المطارات، تحتوي الكثير منها على الأقل على مرض تنفسي واحد، مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا.
في الإطار عينه، كشت الدراسة التي أعدها فريق من الخبراء بجامعة “نوتنغهام” البريطانية، والمعهد الوطني الفنلندي للصحة والرعاية، أن هذه الأوعية التي غالبا ما تحوي الأحذية والأحزمة، التي تُلامس بإستمرار ولكن نادرا ما تُغسل، بالإضافة إلى مخلفات الجيوب مثل المناديل الورقية المستعملة، التي تحوي جراثيم أكثر من تلك الموجودة في مناطق المراحيض.
كذلك أكد الباحثون أن هذه الأوعية قد تكون سيئة بشكل خاص لنقل الأمراض، لأن مئات الأشخاص يستخدمونها يومياً ولأنها غير مسامية مما يساعد على بقاء الفيروسات فيها لفترة أطول، ولأنها عادة ما تمسك براحة الكف وبقبضة قوية.
وأضافوا أن “هذه الإحتياطات البسيطة يمكن أن تساعد في منع إنتشار الأوبئة، وأنها تكون في غاية الأهمية في المناطق المزدحمة، مثل المطارات التي بها أعداد غفيرة من البشر المسافرين في كل إتجاه من بقاع الأرض”.
في حين، وجدت الدراسة أن أكثر الفيروسات شيوعاً في هذه الأوعية، هي الفيروس الأنفي المسبب الرئيسي للزكام ونزلات البرد، كذلك إلتقطت عينات الإختبار أيضا فيروس الأنفلونزا أي.
… بينما تخلو المراحيض منها
على عكس ما هو شائع بالنسبة إلى إحتواء المراحيض على العدد الأكبر من الفيروسات. فقد أشارت الأبحاث إلى أماكن أكثر خطورة في هذا الصدد. فقد أظهرت الإختبارات، وفق الدراسة عينها، وجود فيروسات في واحد من كل ثلاث مكاتب لجوازات السفر، وكذلك في ملاعب الأطفال وفي الطائرات أيضا. فضلا عن هذا فقد وجدت الدراسة أن نصف أزرار أجهزة الصراف الآلي، في المطار تحتوي على فيروسات، تسبّب أمراض الجهاز التنفسي.
أما المفراقة، أنّه لم يتم العثور على فيروسات على مقابض مياه تنظيف المراحيض أو المقاعد أو الأبواب، ربما بسبب تنظيفها بشكل متكرر.
في حين أشارت دراسة أخرى، إلى ان الأشخاص الذين يجلسون بجانب شخص مريض، أكثر عرضة للإصابة بالمرض. لذا ينصح الباحثون بالجلوس بجانب النافذة والبقاء هكذا طوال مدّة الرحلة. كما جاءت المقاعد التي في المنتصف في المرتبة الثانية، في حين أن مقاعد الممرات كانت الأكثر خطورةً، لنشر وإلتقاط الجراثيم.
المسافر أكثر نقلا للأمراض من البعوض
لا يقتصر الأمر على إصابة المسافر بالأمراض، بل قد يكون هو ناقل للمرض بحد ذاته. هذا ما أظهرته دراسة أخرى ، إذ إعتبرت أن المسافرين جواً أكثر نقلاً لأمراض من البعوض.
إذ يقول باحثون إن المسافرين جواً، ينقلون الأمراض مثل فيروس زيكا، والحمى الصفراء، والملاريا، وحمى الدنج أكثر بكثير من البعوض. وتوصلت الدراسة إلى أن المسافرين جواً، ينقلون فيروس حمى الدنج بواقع 200 مرة أكثر من البعوض، وينقلون طفيل المتصورة المنجلية، المسبب لمرض الملاريا بواقع ألف مرة أكثر منها.
وفي المجال عينه، كتب الباحثون في دورية (بلوس للأمراض الاستوائية المهملة)، إن الحشرات التي تنقل الأمراض مثل البعوض، إنتقلت عن طريق الطائرات إلى مناطق جغرافية لم تكن تعيش فيها. وتطبق المطارات سياسات للقضاء على الحشرات أو سياسات “تطهير” وفقا للوائح الصحية الدولية للأمم المتحدة. وعادة ما تستخدم المبيدات الحشرية لقتل الحشرات في الحقائب، وغرف الشحن، والحاويات، وأجهزة نقل الأمتعة إلا أن العدوى تحدث.