كم من عائلات عاشت ولا تزل طعم الغربة نظرا للازمة الاقتصادية الخانقة التي دفعت بشريحة مهمة من اللبنانيين الى الهجرة و ترك الوطن بهدف العمل لتأمين المستقبل للاولاد. فضاعفت الازمة المعيشية من الشرذمة العائلية خصوصا على الاولاد ليبقى السؤال : في ظل غياب الاب عن عائلته بداعي السفر ما هي التداعيات النفسية التي تترك على الاولاد؟
المهم ان يكون الاب على تواصل دائم مع ابنه
في هذا السياق اهم ما توقفت عنده الاختصاصية في علم النفس الدكتورة كارين اليا عبر ال greenarea.info :”ان ظاهرة الهجرة ليست جديدة بل منذ زمن بعيد نشهد اب مسافر لدواعي العمل مما يترك اثرا في التوزان العاطفي عند الولد من دون ان ننسى الزوجة التي هي ايضا بامس الحاجة لوجود زوجها معها و لا تستطيع ان تملأ الفراغ العاطفي لابنها . مع هذا كله لا بد من التوقف حول اهمية التواصل الدائم بين الاب لابنه بشكل دوري كي لا يشعره بالنقص العاطفي اذ ان هناك فرق اذا كان الاب مسافرا دون تواصله الدائم مع ولده و الاب المسافر وهو على تواصل مع ولده بشكل دائم ليشعره انه حاضر دوما في حياة ابنه ياخذ القرارات بموقع السلطة الابوية، عندها التاثيرات النفسية على الولد مغايرة و اقل ضررا عليه . من هنا نقول ليس صحيحا ان كل ولد والده مسافر يعاني نقصا عاطفيا كونه يدرك ان والده سيعود يوما الى المنزل لذلك ففي حالة غياب الاب المسافر من الممكن ان يعاني الولد نقصا عاطفيا واحيانا لا يشعر بذلك كل ذلك متوقف لطبيعة التواصل الدائم بين الاب و ابنه ودور الام الذي ستلعبه لتساعد ابنها على الاستقرار العاطفي واراحته نفسيا في ظل غياب الاب الذي من المفترض عندما يعود الى المنزل بعد فترة غياب ان لا يعوض هذا الشيء بالوسائل المادية لان هذا خطير في اعتقاده انه سيعوض له بينما الذي يطلبه ابنه منه التواصل المباشر والدائم مع ابيه المسافر دون اهماله ايام حيث ان الام هنا تلعب دور الوسيط بين الولد و ابنه بمعنى اذا اراد ابنها ان يقوم باي عمل ما عليه ان يراجع والده حتى و لو كان مسافرا كون النقص العاطفي لا يعوض بالماديات بل في المشاركة الفاعلة بين الاب وابنه .”
الاثر النفسي عند الولد يتفاعل في اي غياب
اما الاختصاصي في علم النفس و الارشاد النفسي الدكتور احمد عويني فاهم ما تحدث عنه عبر ال greenarea.info :”لا شك ان الازمات النفسية التي يعيشها الولد ستؤثر على تركيزه الدراسي و حتى على سلوكه في الصف فالولد الذي يتربى من دون رعاية ابيه سيمر بمعاناة نفسية اذ انه يمكن ان يكون الاب في لبنان و بعيدا عن عائلته ليس ضروري ان يكون في بلد اخر ليعاني الولد من ازمات نفسية و اكثر ما يزعج الولد عند سماعه من اهله العبارات التالية اننا نتعب و نضحي من اجلك كون الولد لا يريد ان يعمل لاجله بل كل ما يريده ان يكون مع اهله سواء مع ابيه ام مع امه وان يتمتع في الوقت معهما و ليس ان يؤمن له شقة او غير ذلك فالاهتمام مهم بالنسبة له لذلك يمكن ان يكون الاب في لبنان نجده محروما من ابيه وفي المقابل ممكن ان يكون الاب مسافرا و هناك تواصل مستمر مع ابنه من خلال التواصل الاجتماعي سواء عبر السكايب او التلفون ليكون جزء من حياته اليومية . لذلك وجود الاهل في حياة الولد امر نسبي وفق ما يقرره الاب تجاه ولده والى اي مدى سيكون جزءا مهما في حياة ولده اليومية ام لا لذلك ليس هناك علاقة مباشرة بين الاداء الدراسي و اب مسافر في الخارج الا عند نتيجة الاهمال منه عندها يصبح الاهمال في الدراسة عند الولد امر محتما الى حد الاصابة بالاكتئاب .”
التداعيات النفسية الصحية الى حد الانعزال
من جهة اخرى ابرز ما توقف عنده الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور ايلي سالم عبر ال greenarea.info:”ان الاضطرابات النفسية لها انعكاسها على صحة الطفل حتى ان لها تأثير مباشر على اكله و نومه كون هناك علاقة وطيدة بين كل ما يتأثر به الدماغ ينعكس على كافة الاعضاء في الجسم خصوصا الجهاز العصبي في الامعاء فكلما شعر الولد بحزن ما ينقطع عن الاكل او يأكل قليلا الى حد الاصابة بالتقيوء و الغثيان مما نلاحظ ايضا تراجع علاماته الدراسية عند اي حالة نفسية تاثر بها كسفر والده او غيره لذلك اهمية تواصل الاب مع ولده باقناعه انها مرحلة قصيرة و ليست طويلة والذي اعمله من اجلك و ساعود قريبا لان اذا كبرت الحالة النفسية عند الولد عن حجمها من الافضل استشارة المعالج النفسي للاطفال ليساعده على التأقلم مع حالته لتخف تدريجيا .”
كما و اكد الاختصاصي في الطب النفسي للاطفال الدكتور منصور حجيلي من خلال ال greenarea.info :” ان الامراض النفسية الجسدية تبدا من الم في البطن الى تقيؤ و غثيان و قلة نوم و حتى تكرار البراز و ادرار البول من وقت لاخر وقضم الاظافر عدا الغيرة من اخيه في ترجمتها بتكرار البراز كلما درست امه اخوه المهم معرفة التأقلم مع الوضع الجديد و ان سفر والده لن يؤثر عليه اذا كانت الام موجودة عدا التواصل المستمر المباشر عبر الانترنت و السكايب ليس مثل ايام زمان كان اصعب .”
الى رأي الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور فيليب شديد الذي اعتبر عبر الgreenarea.info :” كم من المرات نشاهد في العيادة عند المعاينة الطبية ولد في عمر خمس سنوات مصاب في اسهال حاد و كثرة التبول وان وراء ذلك شتى انواع من المشاكل النفسية يمر بها الولد ليس فقط سفر الوالد بل التاثير الطلاق عليه حيث ياتي الينا مزعوجا حزينا اكثر من الاولاد في المدرسة مما يتطلب الامر احتضانه اكثر .”