كلنا نعلم ان نسبة مهمة من حوادث السير تطال شريحة كبيرة من عنصر الشباب الا اننا لا نعلم انها تطال ايضا المتقدمين بالسن بسبب التخوف في قيادتهم السيارة في حال لم يتم الكشف على صحتهم سواء في العيون او القلب قبل الحصول على دفتر السوق اي اجازة السوق. استوقفنا هذا الموضوع في اخر حادثة حصلت لمرأة مسنة في السبعين من عمرها فقدت السيطرة على سيارتها فاصطدمت بالفاصل الحديدي على جسر ساحة أنطلياس باتجاه الأوتوستراد الساحلي. في المقابل، صدرت دراسة حديثة من “الجمعية الأميركية للسيارات” بأنه في عام 2014 ، قتل ما يقارب 5،709 سائقاً متقدماً في العمر (أي ما فوق الـ 65 سنة) فإنّ معدلات الوفيات لدى الأكبر سناً هي أعلى بـ 17 مرة من الأطفال والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 64 سنة، وذلك لكونهم أكثر هشاشة. ومن هذه التغييرات: النظر، السمع، تناول أدوية تحدّ من القدرة على التركيز . اما في لبنان فلا احصاءات و بالكاد يطبق قانون السير والنظر في دفتر السوق، فما هو تعليق الاطباء من ذوي الاختصاص في طب الشيخوخة والعيون والقلب على اعطاء التوجيهات الطبية اللازمة للحد من خطر حوادث السير لكبار السن والحفاظ على سلامتهم ؟
صعوبة القيادة و لا دراسات
في هذا الاطار ابرز ما توقف عنده الاختصاصي في طب الشيخوخة الدكتور نبيل نجا عبر الgreenarea.info :” هناك تعليمات يجب الاخذ بها عند المسّن لان بفعل التقدم في العمر يخف نظره فيؤثر ذلك على قيادته السيارة، كما تصبح ردة الفعل بطيئة تجاه اي حدث طارئ اذ ياخذ وقت اكثر عند استعمال المقود اذا كان يريد الالتفاف باتجاه اليمين ام الى الشمال عدا اصابته في اوجاع المفاصل التي من الممكن ان تسبب له صعوبة في القيادة خصوصا عند ترقرق في العظم . لذلك ننصح كل متقدم في العمر اجراء فحص طبي شامل بدءا من النظر و السمع اقله مرة في السنة والتنبه إلى بعض الادوية التي يتناولونها وقد تؤثر على كهرباء القلب و بالتالي على الوعي والمفعول نفسه عند تناول ادوية السكري التي قد تسبب هبوطا في السكري الحاد فيغيب المسّن عن الوعي وهو يقود السيارة، فضلاً عن الارهاق الذي يصاب به في العمل وقلة النوم فقد ياخذ غفوة على مقود السيارة ويكبر احتمال حصول الحادث”.
و تابع الدكتور نجا :” المشكلة غياب الدراسات في لبنان لمعرفة عدد الاصابات من المتقدمين بالسّن اثناء قيادة السيارة كما ان الشهادات الصحية للمتقدمين بالسن غير دقيقة التي يتم تجديدها كل خمس سنوات كونها لا تشمل جميع الفحوصات الطبية اهمها فحص النظر للتأكد من سلام صحة العيون عند المتقدم في العمر والتي هي ضرورية جدا مع اهمية التوجيه وتكثيف الارشادات بمعدل 15 ساعة يوميا لتوعية المتقدمين بالسن عند قيادة السيارة حيث اننا على استعداد كجمعية لطب الشيخوخة للمساعدة.”
الراحة النفسية هي الاساس
كما و ان الاختصاصي في طب الشيحوخة الدكتور ناظم باسيل و المسؤول الطبي لمركز المسنين Le DOMAINE DU ROCHER GERIATRIC CARE CENTER الذي اوضح ل greenarea.info :” بكل اسف ليس هناك من التزام نهائي في الفحوصات الطبية عند اعطاء الشهادة الصحية لدفتر السوق التي تسمح للمسن قيادة السيارة لان ورقة المعاينة الصحية التي يعطيها الطبيب بشكل عام تفيد بان المريض بصحة جيدة دون التوقف الى فحص القدرات العقلية لمعرفة مدى اصابته بالخرف عدا اهمية فحص العيون والتركيز مثلما هو عليه في اميركا حيث يعمل كل سنتين فحص للمتقدم بالسن في عمر ما فوق 45 سنة للتأكد اذا كان مؤهلا ام لا لقيادة السيارة حيث للاسف في لبنان يعطى له ورقة بصحة جيدة و هي غير كافية . فالمركز لوروشيه الذي هو مخصص لرعاية المسنين مميز في تقديم الخدمات الصحية لهم بهدف تأمين لهم الراحة النفسية للمريض المسن حيث يعمل له فحص سنوي لتقييم الذاكرة والوضع النفسي و التأكد من حالات الضياع عنده و تعليمه ان لا يقع كي لا يصاب بالكسور وغير ذلك بالنهاية المهم الكشف الدوري على صحة المسنّ.”
حماية القلب بالصادم الكهربائي على الطرقات
من جهة اخرى شدد الاختصاصي في امراض القلب الدكتور نيكولا مسلم عبر ال greenarea.info :”ما نلاحظه انه في الخارج يطلب كل من يقود السيارة خصوصا عند كبار السن الخضوع لسلسلة فحوصات طبية من بعد عمر معين لكي يتم تجديد لهم دفتر السوق بعد فترة معينة فاذا كان لدى المسّن مشاكل في القلب من الصعب القيادة لان هناك خوف من ان يتوقف قلبه فجأة عندها يعرض حياته للخطر اثناء قيادة السيارة لذلك يشترط وضع الات صادم كهربائي للقلب على الطرقات مثل ما هو الحال في دول الخارج كاوروبا و كندا و اميركا و حتى في المطارات لاسعاف مريض القلب عند شعوره باي نوبة قلبية مفاجئة . الا ان ذلك للاسف غير متوفر في لبنان حتى في المطار من دون ان ننسى اهمية الكشف الطبي على مشاكل في امراض العيون و شبكة العين واي خلل صحي في ذلك ممنوع التجديد الدفتر السوق اي كان وضع المريض المتقدم في السن .”
كما و ان الاختصاصي في امراض القلب الدكتور سلام معماري اوضح ل greenarea.info : “اكثر ما نتخوف منه هو الموت المفاجىء عند المتقدم في السن لان من الممكن ان يحصل في اي وقت سواء كان يقود السيارة ام غير ذلك من هنا ضرورة التأكد من صحته قبل قيادته السيارة خصوصا اذا كان مصابا في مشاكل بالشرايين فاي ضغط نفسي في القيادة قد يصاب في ارتفاع في ضغطه الى حد اصابته في النزيف و الشلل حتى في انخفاض الضغط مما ينصح الاشخاص عندهم عضلة قلب ضعيف يجب ان لا يلجأوا الى قيادة السيارة تفاديا اي من التداعيات الصحية الطارئة .”
صحة العيون من صحة القيادة
في المقابل شدد الاختصاصي في طب العيون الدكتور جهاد منسى عبر ال greenarea.info :” انه قبل اعطاء رخصة السير يجب ان يعمل المتقدم في السن فحص للعيون للتأكد من نظره اذا سليما ام لا حتى يسمح له قيادة السيارة كونه متقدما في العمر يعاني من مشاكل كتيرة في النظر مما نشدد ان كل شخص فوق عمر 60 سنة يجب ان يعمل له فحصا لعيونه مرة كل سنة عند طبيب العيون ليسمح له قيادة السيارة لان اي ضعف في النظر سواء نتيجة مياه زرقا او سوداء او نشاف في الشبكة قد يعرضه لكثير من حوادث السير الى حد كسر في الورك.”
الى رأي الاختصاصي في طب العيون الدكتور مارون خوري الذي اعتبر ان للقيادة عند المسنّ لها دقتها مما قال ل greenarea.info : ” ما يجب معرفته ان المتقدمين بالسن لديهم مشكلة دائمة في شبكة العين واخرين في مشاكل في النظر لذلك لا يستحسن قيادة السيارة قبل التأكد من سلامة صحة العيون انما بكل اسف ما نواجهه في لبنان ان الذي لا يرى بشكل صحيح يقود السيارة مما على الدولة ان تجبر كل شخص بعد عمر معين خصوصا من بعد عمر 60 سنة او 65 سنة باجراء فحص للعيون قبل اعطائه رخصة سوق لان ما يحصل اليوم عكس ذلك تعطى له رخصة قيادة من دون فحص طبي شامل دقيق .”
التشديد على دفتر القيادة السوق
ماذا عن رأي اليازا ؟ حيث تحدث جوزف دكاش ل greenarea.info : “بكل اسف ليس هناك من حماية للمتقدمين بالسن من القيادة في فترة معينة فهذه مشكلة بحد ذاتها اذا نظرنا على غرار دول العالم المتطور فالمتقدم بالسن الذي يقود السيارة محاطا بكثير من الاهتمام اما اذا نظرنا الى لبنان فليس هناك من حواجز على الطرقات للكشف عن هوية السائقين و من سلامة دفاتر السوق و اذا سئل عنها فقط عند حصول حادث سيارة مع العلم انه من بعد عمر الخمسين سنة و ما فوق ياخذ دفتر سوق كل خمس سنين دون الكشف الطبي الدقيق.بالمقابل نظرا لتطور عمل شركات التأمين في العالم باتت تطلب من زبائنها دفاتر سوق لكي تعمل لهم التأمين الصحي بينما اغلبية شركات التامين في لبنان تعمل تامين للناس من دون النظر الى دفتر السواقة بما يعني بالمبدا ليس هناك رقابة على دفاتر السوق في لبنان عكس مما هو عليه على سبيل المثال في كندا اذا تم تخطي الشخص السرعة يتم توقيفه و ينزعوا منه دفتر السوق للاسف في لبنان غير ابهين لذلك حتى في التشديد على دفتر السوق . انطلاقا من ذلك طلبنا في اليازا ان يطبق قانون السير الجديد شرط ان يكون هناك سجل مروري يتم التركيز على دقتر السوق لكي يعمل تامين لاي شخص الا ان ذلك لم ينفذ بعد . و الدليل على ذلك الحادث الاخير في ضبيه حيث ان هناك سيدة عمرها فوق 70 سنة تفاجئت بحفة الجسر و حصل حادث السير بينما في الامارات تم الغاء هذه الهوامش على الطرقات فصحيح ان نسبة ارتكاب الحوادث عند المتقدمين بالسن ليست كثيرة او مميتة الا انه يجب الاخذ بعين الاعتبار طريقة استحصال للدفاتر السوق و التدقيق بها خصوصا لدى الشباب ما بين 18 و 25 سنة كونهم الحصة الاكبر من الضحايا و الحوادث الميتة .”