في ظل احتدام قضيّة التغيّر المناخي وارتفاع حدة تداعياتها، صدق المثل القائل ” كلّ يغنّي على ليلاه”، وفي حين توصل باحثون إلى أن رياحا تهب عبر الكثبان الثلجية في “Ross Ice Shelf” بأنتاركتيكا تتسبب في انطلاق نوع من “الغناء” من الجليد الضخم ، ألا يمكن اعتبار هذا الصوت “أنين” الجليد لذوبانه السريع بسبب درجات الحرارة المرتفعة؟
وجد الباحثون أن الرياح تؤدي إلى اهتزاز سطح الجليد، ما ينتج مجموعة شبه ثابتة من “النغمات” الزلزالية. ويأمل الباحثون الآن في استخدام هذه الحالة لرصد التغييرات في الجرف الجليدي عن بعد. وتماما مثلما يستطيع الموسيقيون تغيير نوتة ملحوظة على الفلوت، عن طريق تغيير الهواء الذي يتدفق خلاله أو مدى سرعة تدفقه، يمكن لظروف الطقس على الجرف الجليدي أن تغير تردد اهتزازه عن طريق تغيير توبوغرافيا تشبه الكثبان الرملية، وفقا لـ جوليان شابوت، عالم الجيوفيزياء والرياضيات بجامعة Colorado State في Fort Collins، والمعد الرئيسي للدراسة الجديدة المنشورة في تقارير الأبحاث الجيوفيزيائية.
وتوحي النتائج الجديدة بأنه يمكن استخدام محطات رصد الزلازل لمراقبة الظروف المتغيرة باستمرار على الجرف الجليدي، في الوقت الفعلي تقريبا.
وقال دوغلاس ماكاييل، وهو عالم جليدي في جامعة شيكاغو، لم يشارك في الدراسة الجديدة، إن دراسة اهتزازات السطح الجليدي قد تمنح العلماء دليلا على كيفية استجابته للظروف المناخية المتغيرة.
ويمكن أن تشير التغيرات في الهزات الزلزالية للجرف الجليدي، إلى احتمال تشكل البرك أو الشقوق الجليدية، وكذلك تعرض الجرف الجليدي للانهيار. وعندما بدأ الباحثون في تحليل البيانات الزلزالية على الجرف الجليدي “Ross”، لاحظوا أن جزءا منه يهتز باستمرار تقريبا.
ووجد الباحثون أن الجليد اهتز على ترددات مختلفة عندما أعادت العواصف القوية ترتيب الكثبان الثلجية، أو عندما ارتفعت درجات حرارة الهواء على السطح، ما غير سرعة انتقال الموجات الزلزالية عبر السطح.
وأظهرت الملاحظات السابقة أن الرفوف الجليدية في أنتاركتيكا يمكن أن تنهار فجأة ودون علامات تحذير واضحة، والتي حدثت عندما انهار جرف “لارسن B” فجأة في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية عام 2002.
وتجدر الإشارة إلى ترقق الرفوف الجليدية في جميع أنحاء القارة القطبية الجنوبية، وفي بعض الحالات تتفكك أو تتراجع بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات والهواء.