تشكلت في سماء مدينة صور أمس غيوم دائرية متلاحقة، في مشهد غريب جذب اهتمام المواطنين، نظرا لفرادة وجمال المشهد، ويطلق عليها في علم الأرصاد الجوية “غيوم عنقودية”، وتعرف علميا باسم غيوم الـ “ماماتوس” Mammatus، ومن المتوقع أن نشهد حدوثها أكثر مستقبلا مع ما نشهد من تغيرات مناخية، ينجم عنها طقس متطرف لم نعهد مثيلا له من قبل في لبنان.

لعل الصور التي زُودنا بها من قبل كريس قشوع تفسر سبب استهجان المواطنين، غير أن لكل ظاهرة سبب، لذلك آثرنا في greenarea.info مقاربتها علميا، لنقدم أجوبة ومعلومات واضحة حيالها إلى المواطن.

افرام

وللوقوف على هذه الظاهرة وغيرها مما له صلة بالطقس، توجهنا ببعض الأسئلة إلى رئيس مصلحة الابحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام، فقال لـgreenarea.info: “بداية أود أن أشير الى أننا في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية نعمل بشكل مكثف على المواضيع المرتبطة بالمناخ وتغيراته، ونغطي لبنان عبر 80 محطة رصد جوي موزعة في مختلف المناطق وقد أطلقنا تطبيقا وهو LARI-LEB يستطيع من خلالها كل من يرغب بإتباع التفاصيل المتعلقة بالمصلحة والمعلومات عنها وعن الطقس والأحوال الجوية، درجات الحرارة، والمتساقطات من أمطار وثلوج وبرد والعواصف والسيول والأخبار جديدة والإنذارات المبكرة والإرشادات والمخاطر المحتملة في الأحوال الطبيعية والمستجدة، حتى الأمراض والحشرات منها التي تصيب المزروعات”.

وأضاف افرام: “إن لبنان اليوم يتعرض لتقلبات مناخية غير معهودة، قادمة في الايام المقبلة ويعود ذلك الى منخفض جوي دافىء يتمركز فوق ليبيا ويدفع الرياح الجنوبية الحارة مع الغبار، وفي المقابل هناك تأثيرات منخفض جوي بارد أخر يتمركز فوق البحر الاسود ويدفع باتجاه لبنان رياح شمالية غربية باردة ورطبة”.

ظاهرة طبيعية

وعن غيوم الـ “ماماتوس”Mammatus التي ظهرت في مدينة صور، قال: “هي ظاهرة طبيعية، ولحدوثها وتشكلها، يجب ان تكون طبقات الجو العليا والمتوسطة رطبه وغير مستقرة وتحت هذه الطبقات طبقه جافه جدا، ثم يجب حدوث التيار الصاعد وهو الذي يعطي لتلك الغيوم شكلها المميز، وتلعب الرياح دورا مهما في تحديد طريقة تشكلها، كما أن هذه الظاهرة هي مؤشر على أن الطقس ماطر وعاصف، ولا داع للخوف أو الذعر منها”.

وبالنسبة للطيران وحركة الملاحة الجوية، قال افرام: “لا يوجد أي خطر عليها او لا داع لتوقف حركته لأن الرياح لن تتجاوز سرعة 70 كلم وهذه السرعة لا تشكل خطرا على سلامة الطيران، وهذه الظاهرة جديدة على لبنان مردها إلى التغيرات المناخية، وحتما هي نادرة وغريبة على الكثير من الناس، وهذا سبب الاستهجان من الكثيرين، وقد نشهدها أكثر في المستقبل، تتخذ الغيوم ألوانها بحسب انعكاس أشعة الشمس وفقا لأوقات ظهورها، تحمل بداخلها المياه وحبيبات كبيرة من البرد تستمر هذه الظاهرة لساعات قليلة كحد أقصى، ثم تنتهي مع إفراغ ما تحمله على شكل حبيبات برد أو أمطار بحسب فترة ظهورها من السنة”.

التغير المناخي

وأضاف: “صباح أمس انتهت هذه الظاهرة بتساقط الأمطار، ولكن لو شهدناها في كانون الثاني (يناير) مثلا سيتساقط منها حبيبات البرد، ولاحظنا مؤخرا ازديادا في ظاهرة الغبار والعواصف الرعدية والسيول التي لم نكن نراها في مثل هذه الأوقات، ويعود سبب ازدياد هذه الظواهر الى التغير المناخي، فقد شهد لبنان طقسا متطرفا، فالبرد مثلا لم نكن نشاهده بهذه الأحجام، وأمطار رعدية يطلق عليها اسم “أمطار قمعية” والتي من خلالها نلحظ الرعد في مكان معين وكذلك الأمطار التي تهطل في محيط محدد بغزارة فتسبب بالسيول التي شهدناها والتي أحدثت أضرارا في البنى التحتية والمزروعات”.

وتابع افرام: “معظم هذه الظواهر هي جديدة على لبنان لم نعهدها بهذا الشكل في أوقات سابقة، وفقا للسنوات الأخيرة بدا واضحا التراجع في نسبة الثلوج مع تضخم في العوامل المناخية”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This