حذرَّت جميع المنظمات البيئية حول العالم مراراً، ولاتزال، من خطر انقراض طائر”الحبارى”، نتيجة الصيد الجائر وفقدان الموائل، إلا أن القطريين، ينصبون خيامهم في منطقة “البيض” في الصحراء الجزائرية، في أشهر تزواج الحبارى، بهدف مُعلن هو إصطياد طائر “الحبارى” وأخر سري يكمن في إجراء عمليات مسح لتلك الصحراء الغنية جداً بالنفط (تبلغ الطاقة الإنتاجية للجزائر نحو 1,5 مليون برميل يومياً من البترول، و152مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً)، تمهيداً لمشاريع إستثمارية تُخطط لها إسرائيل ومعها كل الدول الإستعمارية.
هؤلاء القطريون الذين يخيمون اليوم في الجزائر، سبق وأن خيموا في ليبيا وبعدها خيموا في سوريا، لابل أرسلت حكوماتهم ودعمت، منذ بداية الحرب علينا، بكل قوتها الفصائل الإرهابية لتدمير البلاد وتهجير العباد. وذلك وفاءً منهم للصداقة العميقة مع الكيان الصهيوني الذي يعتبر أن سوريا ومعها محور المقاومة، هي العدو الأكبر له في المنطقة، ولعل الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس، والمديرالسابق لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل، الإسرائيلي “سامي ريفيل” قد فضح في كتابه “قطر وإسرائيل- ملف العلاقات السرية”،الدور الكبير الذي لعبته الحكومة القطرية، في تذليل كل الصعاب التي واجهت ترتيب العلاقات العربية مع اسرائيل،حيث يقول: “إن الشيء الرئيسي لعلو شأن دولة قطر يعود إلى الدور التي تلعبه كجسر بينها وبين إسرائيل، ملمحاً إلى الدور الذي لعبته قطر في دعوة الكثير من الدول العربية ولا سيما دول المغرب العربي لفتح العلاقات تجاه الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية”.
وتعود العلاقات القطرية مع دولة الإحتلال الإسرائيلي، مباشرةً، الى ما بعد “مؤتمر مدريد”عام 1991، حيث لم يخجل حينها أميرقطر من لقاء شمعون بيريز، لابل أعلنت قطر بعدها رسمياً افتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، ووقعت إتفاقيات لبيع الغاز الطبيعي لإسرائيل، تلاها إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.
ولم يخجل القطريون عندما وقعوا على معاهدة التجارة الحرة “الغات” والتي من أبرز شروطها، عدم مقاطعة اسرائيل، معلنين جهاراً و دون أدنى خجلٍ عن علاقات وطيدة مع الكيان الغاصب.
كما لم يخجلوا حين نقلوا، بعد اندلاع الحرب في اليمن، على متن الخطوط الجوية القطرية ما تبقى من يهود اليمن، الى تل أبيب.
لايختلف أصحاب تلك الخيم عن أقرانهم في السعودية، التي قامت ولاتزال بإرسال الإرهابيين الى سوريا وتدعمهم بالمال والسلاح، كما ترسل الويلات يومياً الى الشعب اليمني، بحجة أنها تدافع عن نفسها ضد المد الفارسي(الإيراني) والذي تخيفها به الولايات المتحدة الأميركية، بحثاً منها عن مورد رزقٍ تبتز من خلاله كل دول الخليج العربي، فالحديث الذي دار بين اللواء السعودي المتقاعد ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية في جدة، “أنور عشقي” والمدير العام لوزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية “دور جولد”، في المؤتمر الذي عُقِدَ عام 2015 في واشنطن، ونظمه مجلس الشؤون الخارجية الأمريكي، دار بأكمله حول إيران كعدوٍ مشترك للسعودية وإسرائيل معاً، علماً أن هذا اللقاء جاء بعد خمسة لقاءات دارت حول ذات القضية(بحسب صحيفة بلومبيرغ).
وليس أهل البحرين أقل إمعاناً في التطبيع مع العدو، فالتقرير الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، مؤخراً، يكشف عن أن دولة البحرين تُجري حواراً سرياً مع “إسرائيل”، للإعلان عن إقامة علاقات علنية بين الجانبين، تدشنها زيارة مرتقبة يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المنامة. تقرير الصحيفة الاسرائيلية، لم ينفه وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، لا بل أكده قائلاً : “إن التحالف الأمني الإقليمي المقترح بين الولايات المتحدة وحلفاء خليجيين ومصر والأردن سيكون مفتوحاً أمام من يقبلون بمبادئه”.
وقِسّ على الخيم القطرية التجسسية، خيماً أَخرى للإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، الكويت والأردن وغيرها، وكلها تقدم، وبتوجيه أميركي واضح وفاضح، خدماتها الجيوسياسية المختلفة للكيان الإسرائيلي.
كل الخيم تسرق بلدنا وتعمل على كسر اقتصادنا لقتل كل أشكال الحياة في سوريا، فيما تورِّد النفط والغاز، بشكل يومي الى صديقتها “إسرائيل”، لابل تدفع وتدعم إقتصادها، بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تشير تقديرات معهد التصدير الإسرائيلي، علناً، إلى أن الصادرات الإسرائيلية إلى دول الخليج العربى، فى مجالات متنوعة مثل ، أجهزة التبريد والتكييف، تكنولوجيا الإتصالات، تجهيزات طبية، ومواد البناء ،البتروكيماويات، الأغذية والمنتجات الزراعية، تكاد اليوم تقارب المليار دولار(دون أن تشمل ذلك تجارة السلاح).
يساهمون بشكل مباشر في تهجير الشعب السوري، وخاصةً ورثة الحضارات من سريان وآشوريين والكلدان وغيرهم، فيما يهتمون إهتماماً كبيراً بإنقاذ بقايا الشعب يهود اليمن وإعادتهم الى بلدهم(إسرائيل) الذي اغتصبوه يوماً.
كل خيمة فيها ملك وامراء، يحرسون ابار النفط ،يخدمون الكيان الصهيوني، يسهلون المهمة أمام الولايات المتحدة لتنهب بلادننا، فلايستغربن أحدكم أن يرحب قابوس السلطنة بالقاتل نتنياهو…أقل من عادي في زمن لاحياءَ عربي فيه.