عندما تكون المرأة في موقع القرار وصاحبة نفوذ مهم في عملها هل ينعكس ذلك على اسرتها خصوصا عندما يصبح موقعها اهم من شريكها ؟ هل تنتقل اليها ميزة السلطة والمال في العائلة بعدما كانت  حصراً للرجل؟ و الى اي مدى هناك تأثير مباشر على الاولاد بعد أن  اهتزت صورة الاب الذي كان يلعب دور القيادي؟

انقسمت الاراء،  منها المؤيدة وأخرى تخوفت من الطلاق ليبقى السؤال : ما هي الحلول المعالجة للحد من التدعيات الاجتماعية  لحماية الاسرة ؟

لا تهيئة نفسية لدور المرأة

في هذا السياق اهم ما توقف عنده المستشار النفسي للازواج و البالغين الدكتور فادي الحلبي عبر ال greenarea.info :  “لا شيء يمنع ان تكون المرأة في الموقع القيادي المهم  وتكون  ذات منفعة لعائلتها  وهنا اما الزوج يعيش  هذا الامر بشكل تنافسي مما يولد بينهما نوعا من التوتر في العلاقة  واما يؤمن بدور زوجته في العمل  فيدعمها.  كل ذلك يتوقف على مفهوم  الرجل بدور المراة لموقعها  الريادي وايضا لعلاقته مع ذاته اذا كان عنده ثقة في نفسه  يتقبل موقع زوجته  في عملها من دون ادخال باب التنافس معها  كون ذلك يؤدي  الى تدمير العلاقة  في ما بينهما تدريجيا. كما وان الاهم  في ذلك ان لا تطرح  المرأة مركزها الجديد المتقدم على الرجل  بشكل تحدي  دون ان تنسى دورها كزوجة ومربية لاولادها، بما يعني انه عليها ان تعرف بشكل ذكي  وليونة  لعب الادوار في الحياة والتميز بين العلاقة  الزوجية من العمل  من دون ان ننسى مدى نضوج  الرجل و ايمانه بدور المراة في عملها كموقع قيادي ، الا انه بكل اسف هناك ثقافة  في لبنان اذا كانت المراة راتبها اكثر من الرجل يشكل تحدي للرجل لان لم نجد بعد التهيئة النفسية الكافية لنميز دور الجندرة .”

تفوق المرأة قد يهدد عائلتها الاّ ..

الا ان الاختصاصي في علم النفس الدكتور احمد عويني  اعتبر عبر ال greenarea.info :”  ان اهمية  دعم الرجل للمرأة في مركز القرار او القيادة  تكون نسبية  فاذا كان الرجل ناجحا في حياته و عنده تاريخ مهم في عمله وثقة في  نفسه واستقرار داخلي  وتفوقت  زوجته في عملها  يكون فخور فيها، اما اذا كان يعاني من قلة ثقة  بنفسه وغير مرتاح لوضعه  فاذا صارت زوجته بمركز مهم  اقوى منه خصوصا في حال بدأ المجتمع يعيب عليه هنا الكارثة بحد ذاتها حيث لا تستمر العلاقة بين الشريكين نتيجة تفاقم المشاكل في المنزل وشعوره بالنقص  الى درجة  قد يخونها او  يلجأ الى الطلاق.  لذلك اذا شاءت المرأة حماية عائلتها من تداعيات التفكك العائلي الخطيرة عليها ان تعرف كيف تتعامل مع زوجها في هذا الموضوع و ان تحسسه باهميته كرجل و ان دوره لم يتغير وانه مازال المرجعية  في المنزل، تتحدث عنه بفخر امام الناس حتى و لو كان مركزها اقوى منه في العمل لان عندما  تسوء العلاقة بينهما تكثر المشاكل الزوجية مما يكون ضحيتها الاولاد حيث يبدأ  الولد  يشعر ان امه اهم من ابيه  مما يميل اليها  اكثر و تتغير نظرته لوالده  مما تكون ردة الفعل  في هذه الحال سلبية عند الاب لينقل غضبه على ابنه  نتيجة شعوره بعدم الامان  ليصبح قاسيا معه لذلك دور المراة  مهم في كيفية  معالجة  المشكلة اما تبني عائلتها او تهدمها .”

الخوف من ان تترك وحيدة دون عناية

عن مدى نقل تردد هذه الواقعة  اجتماعيا  فكان ان  شرح الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور محمد بدرا  ل greenarea.info:” اذا عدنا الى التاريخ نجد  كل من الرجل و المراة لهما دورهما الاساسي في العائلة  اي من يملك المال وقوة القرار  هو الرجل  اما تربية الاولاد  تعود للمراة  الا ان لعبة الادوار تغيرت  بعد الثورة الصناعية الكبرى  في اوروبا مما ساهمت المراة  دورا مهما في العمل اثبتت في التجربة والبرهان انها قادرة ايضا على خوض معركة الانتاج و بالتالي صار لديها قدرة على جلب القوة  المادية الى المنزل. هذا الشيء رتب على الاسرة ديناميكية جديدة من حيث تبادل الادوار فصارت المراة مساهمة في الانتاج وايضا في صناعة القرار. هذه التجربة حاول المجتمع العربي ان يسقطها اسقاطا عليه اي يستعيرها من اوروبا حيث بدات المراة تستعير المكتسبات التي حصلت عليها المراة الغربية لتسقطها مثلما  هي على المجتمع العربي حيث ان الاسرة فيه ليست جاهزة لتبادل الادوار داخل الاسرة مما ادى  الى خلل في نشوء الاسرة و حتى في العلاقة بين افرادها كون الرجل الشرقي مقتنع انه هو من يملك  حرية صناعة القرار ويعتقد ان ذلك نتيجة موروث ديني او ثقافي او عائلي مناطقي  انه قائم  بحد ذاته وعنده السلطة على الاسرة وعلى المراة و في لاوعيه لا يتقبل ان المراة  تتجه  لان تأخذ مكانها في صناعة القرار مما تذهب الاسرة  حينها الى مشاكل قد تؤدي الى تفكك  اسري . الا انه بالمقابل بعض من الرجال  يرون  المرأة ليس فقط حاضنة لاطفال  بل  شريك اساسي  في دورها الاجتماعي و قدرتها على الانتاج . ”

و اضاف بدرا :” ان المراة هي مديرة المختبر التي تصنع منها  الاجيال التي تبني الدولة  و المجتمع انما الذي يساهم بتشويه صورتها  واقصاء دورها هم النساء انفسهن لان البعض منهن عندما ذهبن لسوق العمل صار عندهن تضخيم الذات لدرجة الغاء دور الرجل  وهذا لا يتقبله اي رجل ان  كان غربيا ام شرقيا، مع العلم ان هناك الكثير من النساء حافظن على تماسكهن في الاسرة حتى لو تفوقن في  العمل كونهن  احترمن بالدور الريادي للرجل في المنزل لان اي اهمال في ذلك يساعد على تفكيك الاسرة  وهذا خطير جدا . اذ ان  التجربة الاوروبية بات الكتير من النساء  في دور العجزة دون عناية من اسرتهن  ونحن قادمون للوضع نفسه في مجتمعنا العربي نتيجة تضخيم الذات عند المراة وايمانها ان دورها اهم من حفظ الاسرة الى حد الذهاب الى الطلاق مما عند تصبح  في عمر ال 70 سنة و يبعد عنها اولادها نتيجة ابتعادها عن المنزل كونهم  يعتبروها شريكة في تفكيك الاسرة و بالتالي يتركونها  في دور العجزة  دون العناية بها و هذا الشيء نتخوف منه  مستقبلا .”

اما عن التاثير  النفسي على الاولاد فرأى بدرا :”  لا شك ان الاولاد  يصنعون من الاهل اول رموز لهم  للمجتمع الخارجي اي انهما القدوة الرئيسية  في تشكيل شخصية الطفل مما ياخذ من الاب السلطة والنظرة للقانون والقوة و من الام العطف والاهتمام وبالتالي عندما يصبح  هناك تبادر للادوار داخل الاسرة  فمن الطبيعي ينعكس سلبا  على  نفسية الولد .”

الاطفال هم الضحية

من جهة اخرى كشف الاختصاصي في العلاج النفسي الدكتور ميسر سري الدين ل greenarea.info :” اذا استلمت  المراة مركز مهما واصبحت في موقع القيادة اقوى من زوجها سيترك لها ابعاد نفسية  كوننا نعيش في مجتمع ذكوري حيث ان الرجل يجب ان يكون في موقع القيادي و للاسف يعتبر المراة اقل منه شأنا لذلك اي اهتزاز في العلاقة بين الاثنين ستؤثر كتيراً على علاقتهما وفي مع بعض الاحيان  قد تؤدي الى الطلاق الذي  يكون وقعه سلبيا على الاولاد نتيجة الخلل  في مفهوم السلطة في العائلة  كون الاب  له دور السلطة و ليس الامّ التي هي منبع الحنان وعندما يرى الطفل  ان ابوه  يصبح ضعيفا امام امه تتغير نظرته تجاهه.  من هنا نقول لاشك كلنا ندعم حقوق المراة مهما كان موقعها قياديا او غير ذلك  الا انه في الوقت نفسه عليها عدم الاستخفاف  من  موقف الرجل في البيت امام نظر ولده لتظل الصورة نفسها  في اهمية دور الرجل في منزله  وعليها  دائما ان تبرز الصورة الحقيقية للاب و دوره  شرط ان تحل هي مكان هذه الصورة الابوية كي لا تترك اثار نفسية سلبية عند ابنها  .”

كما و ان الاختصاصية في العلاج النفسي الدكتورة نورما الاشقر فاوضحت عبر ال greenarea.info :”عندما تكون المراة بموقع القيادة  فيجب التوقف  حول كيفية  نظرتها لزوجها  اذا  كان اقل منها شأنا او اذا هي  اختارت ذلك  عن قناعة لاسباب عدة تعود اليها كما و انه ايضا قد يرغب الرجل بالمراة القوية  ليتباهى بها  بذلك  من دون ان ننسى  في هذه الحال اهمية نظرة الولد لوالده بعدما يشعر ان والدته اهم من ابيه مما يكون  ذلك تاثير سلبي  عليه  لذلك  اهمية العلاج  له وفق المشكلة التي يعاني  فيه .”

الى رأي الاختصاصية في العلاج النفسي الدكتورة ديالا حلو  التي قالت عبر greenarea.info: ” ان المراة تستطيع ان تلعب  عدة ادوار منها دور الام ّ والزوجة كمركز مهم في عملها و لكن يبقى الامر كيف الشريك ينظر الى كل هذه الادوار خصوصا اذا كانت اعلى منه شأنا في العمل فاذا شعر بتوتر و قلق  تجاهها فهذا يعني انه  غير مستقر نفسيا وعاطفيا اوحتى  اقتصاديا مما تولد فيه الزعزعة في شخصيته  نتيجة عقدة النقص التي يشعر بها  نتيجة التفاوت في العلاقة  الزوجية  مما يزيد من النزاع في ما بينهما مما يكون له  تأثير  على الاولاد نتيجة غياب الاستقرارفي الحياة الزوجية  اما اذا عرف الشريكان عزل مشاكلهما فلن  يؤثر ذلك  على الاولاد .”

 الطلاق والانحرفات الاخلاقية  

في المقلب الاخر توقفت الاختصاصية  في المتابعة النفسية الجسدية شنتال خليل عند اهم نقاط ذكرتها عبر ال  greenarea.info :”   ان الاب رمز السلطة والقوانين والام هي امّ لا تستطيع ان تاخذ دور الاب بمعنى لا احد يستطيع ان ياخذ دور الاخر كي لا يكون هناك تاثير سلبي على الاولاد اما اذا كان الاب متسلطا كثيرا  في المنزل فسيعكس  ذلك مباشرا على الاولاد خصوصا  في عمر 3 الى 5 سنوات و هذه الفترة اساسية  عنده للنمو النفسي خصوصا اذا كان هناك هيمنة عليه سواء من امه او ابيه فسيؤثر ذلك  سلبا عليه . اما اذا حصل   الفروقات في التحصيل العلمي  بين الشريكين  فسيحصل الغيرة  عند الزوج حسب تكوين شخصيته و مدى انفتاحه و تقبل المساواة  و باي بيئة تربى فيها اما يتقبل نجاح زوجته  واما سيولد عنده  ازمة  نفسية او الشعور بالنقص مما يبدأ الخلل في  العلاقة بين الشريكين و تكون نتائجها  ماساوية على الاولاد خصوصا عندما يصبح البيت مثل ساحة حرب  لان الرجل في هذه الحالة يرفض ان زوجته  تتعالى عليه  اكثر لدرجة قد يصل الامر الى الطلاق بسرعة و هذا الشيء مدمر للولد لان نتيجة نقص العاطفي  الذي يعيشه  في الطفولة يصل في المراهقة  الى الانحرافات الاجتماعية .”

الى رأي الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور سمير جاموس ل : greenarea.info” لاشك ان الشجار يزداد  بين الشريكين عند اختلاف المستوى التعليمي ام العملي  حيث يكون الضحية  الولد الذي يعيش  تدعيات الخلافات الزوجية كاهمال الولد ابيه دون  ان  يطيعه  حيث يكون له  امه هي منبع القوة له .”

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This