مسحت حرائق”كامب فاير”التي اندلعت، مؤخراً، في غابات ولاية كاليفورنيا الأميركية بلدة “بارادايز” الواقعة في شمال الولاية، عن بكرة أبيها، كما تركت حوالى ألف شخص في عداد المفقودين، وقتلت 71 شخصا على الأقل، إضافة الى تدمير أكثر من 500 ألف كلم مربع.
ويرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على عكس ما يرى خبراء وأصدقاء البيئة، أنّه: “لا يوجد سبب لهذه الحرائق الضخمة سوى أن إدارة الغابات سيئة للغاية”، كلام ترامب هذا صحيح، على إعتبار أنه لا يزال يعتبر أن عملية التغيُّر المناخي والإحتباس الحراري، التي تكاد تقضي على كوكبنا، هي مجرد خدعة اخترعها الصينيون، وصدَّروها إلى العالم.
رجل مثل ترامب، بهذا المستوى من الخُبث، إستطاع الكَذِب على شعبه، في قضية الحرائق، مدّعياً أنّ “مليارات من الدولارات يتمّ إعطاؤها سنويا لإدارة الغابات ومع ذلك يفقد الكثيرون حياتهم، وكل هذا بسبب الإدارة السيئة”..وعلى عادته هدّد ترامب المسؤولين بقوله: “أصلحوا هذا الآن وإلا لن يكون هناك أموال من الحكومة”.
تماماً كما يكذب كل المستعمرين على شعوبهم وعلى شعوب العالم يومياً، فمن الوهم الكبير والكذبة العظيمة التي أسموها (المد الشيعي أو الفارسي “الإيراني”)، الى كذبة مقتل “الخاشقجي” التي يخيفون بها دول الخليج العربي، يومياً ويبتزون ممالكهم وينهبون ثرواتها، بطرقٍ مباشرةٍ وغير مباشرة،ولا يزالون، ومع أن ملوك الرمال يدفعون دون أدنى إعتراض إلا أنهم مهددون، ويتعرضون للإساءة، في الصباح والمساء.
كذلك إخترعوا كذبة سكريبال الرّوسي، وكذبة إستقلال “القِرم” عن أوكرانيا، وكذبة التجسس والأمن السيبراني على هولندا. وحاولوا جاهدين إخافة الروس بها،وقبلها كذبوا في ما يخص فنزويلا ودعمها للقوات المسلحة الثورية الكولومبية(FARC) ، وكذبة حقوق الإنسان في كوبا وكذبة “جزر المالفيناس” في الأرجنتين، وكذبة المشاريع العملاقة لتطوير الدول الإفريقية، وكذبة “كشمير” بين الهند وباكستان، وكذبة استقلال جنوب السودان، وأخيراً كذبة كبيرة بحجم ادّعاء أحقية الكيان الصهيوني بــ”القدس” كعاصمة له.
بكذبهم شرعنوا دولياً حربهم على العراق، التي طحنت كل أشكال الحياة، حيث مات مليون عراقي، شُرِدَ الملايين واغتصبت آلاف النساء وفُتِحت أسواق النخاسة، ووقع ملايين الأطفال في الأمراض، وتدهورت مقومات الحياة كلها، وعندما اعترف “كولن باول” في كتابٍ له بعد الحرب، أن أجهزة الإستخبارات الأميركية، قد كذبت عليه، وهو بدوره كذب على الرئيسين بوش(الأب والأبن) كان “السيف قد سبق العَزَل”.
ذاته الحلف الإستعماري الذي تقوده بلاد الرئيس ترامب (الولايات المتحدة الأميركية)، حيث يوجد ما يقرب من خمسين مليون إنسان يعيشون تحت خط الفقر،ويفتقرون للمأوى،حوَّلَ العراق، مستنداً على كذبة أسلحة الدمار الشامل، الى مقبرة كبيرة، يستند اليوم على كذبة السلاح الكيماوي، ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان، فتراه يعمل اليوم على دعم وإمداد مختلف الفصائل الإرهابية المقاتلة في اليمن وسورية، ليُمعِن هؤلاء في تدمير كل أشكال الحياة في البلدين، حيث جعلت كذبة حقوق الإنسان، قرابة الـ 18 مليون يمني في جميع أنحاء البلاد، يواجهون اليوم أسوأ أزمة جوع في العالم، بينهم خمسة ملايين طفل، في حين هجرَّت ذات “الكذبة الإستعمارية”، ستة ملايين سوري خارج البلاد ومثلهم داخلها، وحرمت ثلاثة ملايين طفل من الذهاب الى المدرسة، ودمرت الجزء الأعظم من البنى التّحتية فتدهور مستوى الحياة السّورية الى القاع.
تكلفة كذبهم تدفعها الشّعوب، فنفقات الحروب على العراق وسوريا، والتي بلغت حوالي سبعة آلاف مليار دولار(أي ما يعادل عائدات إيران والعراق من النفط، على مدى مئة عام)، كانوا يجلبونها، ولايزالون، من مملكة الرمال وأخواتها(أيضاً بالكذب والترهيب والإبتزاز)، لذلك ترى الرئيس ترامب ذاته ودون أدنى شعور بالخجل، يؤكد في كلمته بمناسبة ذكرى إنتهاء الحرب العالمية الأولى، أنه “أبلغ قادة ورؤساء الدول بضرورة أن تدفع البلدان الغنية للولايات المتحدة مقابل حمايتها العسكرية”.
نعم لم يتحدث ترامب في خطابه ذاك عن إعادة إعمار حجر واحد في كل البلدان التي دمرتها حروبهم الفظيعة، ولم يُسمي أي شعب من شعوب العالم نال حريته على يد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، كما لم يُشِر الى أي حق من حقوق الإنسان، التي وبفضل حروبهم، قتلوا الشعوب في سوريا،العراق واليمن.
المشهدية الدولية، التي تُميّزها الفضائح والكذب الإستعماري، أصبحت واضحة، حيث يكذب ترامب (في السر والعلن)، فيخاف ملوك الخليج من الكذبة، مصدقين إياها بغبائهم الموصوف، قائلين آمــين، ثم آمين!!!.