ترتفع حدة أزمة التغير المناخي يوماً بعد يوم، مع تقاعس بعض الدول على الإلتزام بمقررات اتفاقيات مناخية من جهة ومحاولة البعض الآخر التخفيف من مسببّات تلك الأزمة، إلا أن الواقع يشير إلى خطورة فعلية تحوم حول صحة البشرية!
فقد حذر علماء من أن تغير المناخ يجعل المزيد من الناس في أنحاء العالم عرضة لارتفاع درجات الحرارة مما يعرضهم أكثر لخطر الإصابة بأمراض القلب والرئة وأمراض أخرى مميتة متصلة بارتفاع درجات الحرارة. وقال العلماء في دراسة نشرت بدورية لانسيت الطبية إن تأثير ارتفاع درجة الحرارة يبدو أكثر خطورة على المسنين وسكان المناطق الحضرية وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، وإن أوروبا ومنطقة شرق البحر المتوسط أكثر عرضة للمخاطر الصحية مقارنة بقارة أفريقيا وجنوب شرق آسيا نظرا لأن الكثير من كبار السن يعيشون في مدن مكتظة بالسكان.
وقالت هيلاري جراهام الأستاذة بجامعة يورك البريطانية والرئيسة المشاركة للدراسة ”تظهر اتجاهات تأثيرات تغير المناخ والتعرض لها مخاطر صحية مرتفعة بصورة غير مقبولة في الوقت الراهن وفي المستقبل“. وشملت الدراسة أعمالا من سبعة وعشرين مؤسسة أكاديمية في تخصصات من الصحة إلى الهندسة والبيئة إضافة إلى خبراء من الأمم المتحدة ووكالات حكومية دولية من كافة انحاء العالم.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يؤثر تغير المناخ في عوامل كثيرة تؤثر بدورها على الصحة وتشمل نقاء الهواء والماء والغذاء والمأوى. وتقدر المنظمة أنه خلال الفترة من عام 2030 إلى عام 2050 قد يتسبب تغير المناخ في 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويا بسبب سوء التغذية والإسهال والملاريا والإجهاد الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة.
ووجدت الدراسة أنه خلال عام 2017 تعرض حوالي 157 مليون شخص من الفئات الضعيفة لموجات حارة وأن نحو 153 مليار ساعة عمل لم تستغل جراء ارتفاع درجات الحرارة.
وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن تغيرات طفيفة في درجات الحرارة وهطول الأمطار قد ينتج عنها تحولات كبيرة في انتقال أمراض معدية معينة تنتشر عبر المياه والبعوض مثل الكوليرا والملاريا وحمى الدنج.