في كل مرة يخطف الانظار نظرا لخطورته على البيئة خصوصا اذا تم رميه مع بقايا النفايات  من دون معالجة، الا ان الاراء العلمية الطبية  حوله مازالت متناقضة حول مدى تأثيره السلبي على صحة الاسنان خصوصا وانه يستعمل في حشوة الاسنان. انه “الزئبق” الذي شغل دول  العالم بخطورته للاعلان عن اتفاقية ميناماتا، الا ان لبنان بالرغم من توقيع هذه الاتفاقية  لا يزال  عاجزا عن التخلص من مساوىء الزئبق، فأطلقت حملة وطنية للحد من سمومه ليبقى السؤال :الى اي مدى تلك الحملة التوعية لها وقعها الفعال الايجابي لحث المسؤولين المعنيين للحد  من تلوث البيئة بالزئبق  ؟

تعرف اليه و تخلص من سمومه

ان الزئبق  له آثاراً سامة على الجهازين العصبي والهضمي وجهاز المناعة كما و انه يشكل تهديداً لنمو الطفل داخل رحم أمه وفي أولى مراحل حياته، ورغم  مصادقة لبنان على اتفاقية ميناماتا في 13 تشرين الاول 2017، لا يزال يستعمل الزئبق في أجهزة القياس في قطاع العناية الصحية وطب الأسنان في حشوة الملغم، وفي العديد من المنتجات المستوردة مثل البطاريات ومصابيح التوفير وبعض الأجهزة والمنتجات الكهربائية، وكذلك في بعض منتجات التجميل ولا سيما مراهم تبييض البشرة وغيره من المنتجات واسعة الإستعمال.

انطلاقا من ذلك كان لا بد من اطلاق الحملة الوطنية للحد من مخاطر الزئبق و التلوث الكيميائي التي اطلقتها جمعية اينودف INNODEV  حيث تحدثت عنها رئيسة الجمعية ليال نعمة ل greenarea.info: ” كوننا  من أعضاء في التحالف العالمي لطب أسنان خال من الزئبق ونشغل فيه مسؤوليات على المستويين الوطني والإقليمي، من أجل تطبيق اتفاقية ميناماتا بشأن حماية البيئة وصحة الإنسان من مخاطر الزئبق، بهدف التخلص النهائي من استعمال الزئبق في طب الأسنان اطلقنا الحملة الوطنية للحد من خطورة الزئبق ومركباته السامة  تماشيا للاتفاقية ميناماتا التي تشدد  انه في  حلول سنة  2020  نهاية استعمال الزئبق في الملغم خصوصا كون الخطورة  فيه تكمن عند الاطفال من دون عمر 15 سنة و النساء الحوامل و كبار السن،  مع العلم  ان لبنان وقّع على الاتفاقية سنة  2017  الا انه ليس هناك قرارا رسميا  بعد لكي تصبح سارية المفعول و تنفذ فعليا  خصوصا على صعيد  الملغم مما علينا ان نفسر للناس انهم يعيشون  في دائرة الخطر  ويجب توحيد الجهود  في المجتمع المحلي بالتعاون مع الجهات المعنية لتسليط الضوء على الحملة لاظهار خطر الاستعمال الكيمائي دوليا اخذين هذه المواضيع بجدية والعمل على تشجيع نقابة أطباء الأسنان وأطباء الأسنان عموما في كل لبنان على الإمتناع طوعا عن استعمال الملغم الزئبقي في حشوة الأسنان عند الأطفال ما دون الخامسة عشرة والأمهات الحوامل والمرضعات، وتشجيع الإنخراط الطوعي في هذه الحملة الوطنية، لنشر الوعي عند كل فئات المجتمع بشأن ضرورة الإمتناع عن استعمال الأجهزة والمنتجات المحتوية على الزئبق، مما على الحكومة اللبنانية ان تضع خطة وطنية تنفيذية لتطبيق إلتزامات اتفاقية ميناماتا بشأن لائحة المنتجات الواجب التوقف عن استيرادها واستعمالها بحلول العام 2020 .”

اما على صعيد  تأثير الزئبق على  البيئة  فاوضح الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح ل greenarea.info:”ان الملغم  الذي يوضع في حشوة الاسنان يحتوي على 50% من الزئبق  قابل للتبخر  يعرّض المريض وطبيب الاسنان  الذي يستعمله  للخطر الصحي،  لذلك كخبراء بيئة ضد استعمال الزئبق لعدة اسباب  منها كونه  ملوث عالمي سام ويسبب مخاطر كبيرة  على الجهاز العصبي  وخصوصا النمو العقلي للاطفال، كما ان هناك اتفاقية ميناماتا وقع عليها لبنان صدقها دخلت حيز التنفيذ سنة 2017  تشدد على ضرورة التخلص من استخدام الزئبق في كل المجالات و انطلاقا من ذلك نشدد على استعمال البدائل  في طب الاسنان كالسيراميك  عدا ان استعمال الزئبق في حشوة الاسنان يشكل مصدرا مهما  لتلويث البيئة  خصوصا اذا تم رميه عشوائيا في الصرف الصحي  او في البحر والنهر. عدا ذلك ان  الزئبق لا يختفي بل ينتقل  من مكان الى اخر و يتحول  الى مواد عضوية زئبقية عالية السمية ليتراكم في الاوساط البحرية والاسماك مما يدخل في السلسلة الغذائية للانسان وبالتالي  يسبب مخاطر صحية على المستهلكين.  من هنا نشدد على اهمية تطبيق اتفاقية ميناماتا التي تشدد على تخفيف من استعمال الزئبق في طب الاسنان وصولا الى التخلص   النهائي  منه حيث  اجرينا عدة  اتصالات مع نقابة اطباء الاسنان و الوزارات المعنية من الصحة و البيئة على امل ان يكون هناك تحرك ايجابي  للتجاوب معنا في وقف استخدام الزئبق في  طب الاسنان .”

الى رأي الخبير البيئي  الدكتور  جميل ريما   الذي شدد  عبر ال greenarea.info : “ان  الزئبق خطيرجدا و من اهم تداعياته  يؤدي الى الاصابة بمرض اسمه saturnism  الذي هو  اخطر من السرطان  اذا دخل في الجسم  يؤدي الى الترهل في الوجه كما و تساقط الشعر لذلك لا يجوز استعمال الزئبق في حشوة الاسنان حتى بكميات قليلة  وعلى المنظمات العالمية  ان لا تسمح  بذلك .”

لا شيء بعد  يثبت سموم الزئبق في الملغم ؟!

في المقابل اكد الطبيب الاسنان الدكتور ضومط كامل  ل greenarea.info:” حسب المعلومات  العلمية المبنية على دراسات صادرة من كل من منظمة الصحة العالمية  ومن  إدارة الغذاء والدواء FDA حتى اليوم، لا شيء يثبت  ان استعمال الزئبق داخل الحشوة الاسنان الملغم التي عمرها منذ 120 سنة يعتبر مسما لانه مختلطا مع عدة مركبات من الزنك و النحاس في حشوة الملغم التي هي على شكل بودرة صلبة انما الضرر يكمن في سائل الزئبق لوحده  خصوصا عند رميه عشوائيا في  مياه الصرف الصحي .”

من جهة اخرى اعتبر طبيب الاسنان الدكتور دانيال  كحالة عبر الgreenarea.info :” لا شك ان الزئبق  كمعدن ثقيل يستعمل في الصناعات يعتبر سببا لتلوث اساسي للبيئة  خصوصا عندما يرمى عشوائيا  في البحر او الانهر مما يؤدي الى كوارث بيئية  لذلك تلجا دول العالم المتحضرة الى تدويره . اما في ما يتعلق باستعماله  في حشوة الاسنان الملغم  فهناك فيلتر  خاص  يتم تركيبه  مع الة  لطب الاسنان تفصل الملغم عن بقايا الزئبق المستعملة لتأخذها شركة خاصة  لاعادة التدوير كي لا ترمى البقايا من الزئبق  في  الصرف الصحي تجنبا لاي تلوث قد  يحصل .”

واضاف الدكتور كحالة :” اما بالنسبة لتأثير الزئبق  في حشوة  الاسنان على صحة  الانسان  فليس هناك من اثر واضح رغم ما قيل انه سبب مشاكل عند بعض الاشخاص اذ حكي انه عندما  تمّ نزع الزئبق من الملغم تحسنت صحتهم  الا ان ذلك قد  تحصل عند واحد على المليون نسمة   كما هو الحال عند  تناول  البنادول حيث انه  بقدر ما يفيد عند اشخاص بقدر ما يضر عند البعض من دون ان ننسى ان بعض الحملات الدعائية  لمحاربة الملغم  قد يكون هدفها تجاري للتزاحم   وتسويق مادة الكبوزيت مع العلم ان الملغم خف استعمالها تدريجيا في طب الاسنان  من الباب التجميلي .”

المهم كيفية التخلص منه

في المقلب الاخر تحدث رئيس لجنة التعليم المستمر في كلية طب الاسنان  في جامعة القديس يوسف النقيب الاسبق  لاطباء الاسنان الدكتورغسان يارد عبر ال greenarea.info :” ان الملغم في الفم لا تؤذي لان نسبة الزئبق فيها قليلة  عكس مما هو عليه السمك الذي يحتوي على مادة الزئبق بكمية اكثر  وحتى الان  وفق الدراسات العلمية  العالمية لم يسجل حالات وفيات من الاطباء الاسنان عند استعمالهم الملغم اي الزئبق في حشوة الاسنان الا ان  الخطورة تكمن عند استعمال الفضلات من  الزئبق  التي لا يجب رميها فورا في مياه الصرف الصحي  بل يجب وضعها في الة مخصصة للشفط وبعدها  تسلم الى الجهات المختصة  لتلفها بطريقة علمية  كي لا تختلط بالمياه الجوفية و تلوثها .مع الاشارة  الى انه ليس هناك من دراسات  تثبت ان الزئبق  مؤذ لوحده  .”

اما نقيب اطباء الاسنان السابق الدكتور كارلوس خير الله فابرز ما توقف عنده عبر ال greenarea  : “ان المشكلة في الزئبق ليست عند طبيب الاسنان  في استعماله  الملغم انما هي اين يرمى الزئبق  في حال ترك  دون معالجة في مياه الصرف الصحي .فاستعمال الملغم  التي فيها من الزئبق خف استعمالها عند اطباء الاسنان  منذ قبل عشر سنوات وخصوصا في المدن  الكبيرة  اي بنسبة حوالي اكثر من 90 %  لان الناس  لم تعد ترغب  الملغم  اي ما يعرف في العامية الرصاصة السوداء كمسالة تجميلية  رب ضارة نافعة  هذه الخطوة ساعدت في تقليل تلوث البيئة.  كما و انه  عندما  يستعمل طبيب الاسنان الملغم هناك  الة تفصل بقايا الزئبق كي لا يلوث المياه الجوفية عند رميه، عدا ذلك اثبتت الدراسات العلمية الصادرة سواء من  المنظمة الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء انه ليس هناك ضرر من  وجود الزئبق في حشوة الاسنان في الفم على الانسان حيث انه  لا يزال استعماله  ساريا في اميركا  لان لو كان هناك خطر منه لكانت نقابة اطباء الاسنان تطلب من وزارة الصحة  الحد منه  لذلك لا نستطيع منع استعماله عند طبيب الاسنان .”

لا يستعمل في مختبرات طب الاسنان

في المقلب الاخر اوضح الإختصاصي في علوم مختبرات طب الأسنان رودني عبدالله  ل greenarea.info : ” ان مختبرات طب الاسنان لا تستعمل الزئبق في موادها الطبية  للاسنان، فقط هو  طبيب الاسنان الذي يستعمل الملغم  التي فيها  كمية كبيرة  من الزئبق، مما اطلقت حملات التوعية للحد من استعمالها عند اطباء الاسنان الذين  يستعملوها عند الناس  نظرا لرخص اسعارها .انما الملفت للنظر ان بعض عيادات  اطباء الاسنان مجهزة  بمكنة شفط لبقايا الزئبق  كي لا تلحق الاذى الصحي .”

والامر نفسه عند نقيب المختبرات لطب الاسنان جمال الحاج  الذي اكد عير ال greenarea.info انه  ليس هناك من استعمال الزئبق في المختبرات طب الاسنان حتى انه بات استعماله قليلاً في عيادات اطباء الاسنان.”

وزارة الصحة تنتظر ووزارة البيئة تذكرّ

في هذا السياق اوضح  مدير العناية الطبية في وزارة الصّحة الدكتور جوزف حلو ل greenarea.info:”عندما يكون هناك حملة وطنية يعني وزارة الصحة مشاركة الا انه لا احد حتى اليوم قدم طلب للمشاركة في التوعية ضد استعمال الزئبق في طب الاسنان، انما الذي حصل  انه منذ سنوات عملنا تحركا للحد من استعمال الزئبق  حيث شكلنا لجنة صحية  منذ  حوالي ست سنوات  مؤلفة من من وزارة التربية  ونقابة  اطباء الاسنان و اصدرنا توصيات في استعمال الزئبق  ومخاطره ، بعد ذلك لم يحصل اي جديد من هذا النوع  حيث على نقابة اطباء الاسنان  مراقبة  ذلك لاعلامنا  باي  جديد الا انها لم تات  حتى اليوم باي جديد  في هذا المضمار .”

اما المستشار الاعلامي لوزير البيئة   سعد الياس  فعدد لgreenarea.info   سلسلة تدابير متخذة في وزارة البيئة  للحد من تلوث الزئبق الا وهي :

1- قدم لبنان الى منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية خطاب الضمان المتضمن التفاصيل المالية بشأن تنفيذ مشروع اعداد التقييم الاولي لاتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق.

2- صادق مجلس النواب على الانضمام لإتفاقية ميناماتا بموجب القانون رقم 2 “الموافقة على ابرام انضمام لبنان الى اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق” الصادر في 3/2/2017.

3- المشاركة في مؤتمر الاطراف الاول لاتفاقية ميناماتا

4- مشروع “إستعراض وتشجيع إستخدام أفضل التقنيّات والممارسات المتاحة لتخفيض إنتاج النفايات الصحيّة بغيّة تجنّب وخفض إنبعاثات الديوكسين والزئبق” 2010-2013

5- يتناول المرسوم 13389/2004 تاريخ 18/9/2004 والصادر في الجريدة الرسمية عدد 52 تاريخ 30/9/2004 والمتعلق بـ “تعديل المرسوم رقم 8006 تاريخ 11/6/2002 تحديد أنواع نفايات المؤسسات الصحية وكيفية تصريفها” وللتعميم رقم 11/1 تاريخ 24/3/2011 المتعلق بـ “التقرير الدوري لمعالجة النفايات الطبية الخطرة والمعدية”، موضوع الادارة السليمة بيئيا للنفايات الصحية بما فيها نفايات الزئبق

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This