في ظل خسارة العالم أجزاء كبيرة من مواردها الطبيعية، وفي حين يغلب التخوّف من مستقبل جاف ومظلم للبشرية، نجحت اليابان في استخراج وقود غير مستغلّ من قاع المحيط يعرف باسم «هيدرات الميثان» أو «الثلج الناري»، إذ يجادل الكثيرون بأن هذه المادة ستعطي حلا لأزمة الطاقة.
وتوجد تحت قاع البحار في اليابان كمية كبيرة من غاز الميثان المحاصرة بين الثلوج، والتي تعطي الجليد لونا رماديا، وبعد فحص عينة من الثلج، وجد الباحثون أنه يشتعل عند إشعال عود ثقاب بالقرب منه.
وتتسابق شركات الأبحاث الدولية الكبيرة في اليابان للاستفادة من هذه المادة الغريبة المعروفة باسم «الجليد الناري»، واستخراجها من قاع البحر لاستخدام الميثان كوقود، وفقا إلى تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وأوضح التقرير أن «هيدرات الميثان» يمكن أن توفر مصدرا رئيسيا للوقود، حيث تشير التقديرات الأخيرة إلى أنها تشكّل نحو ثلث إجمالي الكربون المحتجز في أنواع الوقود الأحفوري الأخرى مثل النفط والغاز والفحم.
ويفيد التقرير أيضا بأنه من الصعب العثور على هيدرات الميثان بالعادة، رغم سهولة اكتشافها بواسطة سفن الأبحاث، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في طرق استخراج الغاز.
وصرّحت كارولين روبل التي تقود مشروع هيدرات الغاز التابع لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية: «من الأمور الواضحة جدا أنه لا يمكننا النزول والغوص للتنقيب عن الغاز».
وأوضحت أن السبب يعود لمقاربة فيزيائية، حيث إن «هيدرات الميثان» حسّاسة للغاية، وتتكون عادةً على عمق عدة مئات من الأمتار تحت قاع البحر، حيث يكون الضغط أعلى بكثير من على السطح، وتصل درجات الحرارة إلى الصفر. وبمجرد إخراج المادة من قاع البحر، ستبدأ تلقائياً بالانهيار والتفكك.
وتابعت روبل: «بدلاً من ذلك، علينا إجبار الثلج على إطلاق غاز الميثان من قاع البحر، ومن ثم استخراجه»