ينتظر الفلاحون والمزارعون المغاربة  موسم جني ثمار الزيتون، بفارغ الصبر ، لأنه مصدر رزق للكثيرين منهم. لكن هذه السنة، عبر الفلاحون عن توجسهم من “ذبابة الزيتون” التي تتلف المحصول وتهدد بضياع مورد رزق المئات  من الفلاحين.

في مزارع إقليم قلعة سراغنة، وسط المغرب، تتواجد أراضي خصبة لزراعة الزيتون، يقول العربي مصباح، وهو أحد الفلاحين في المنطقة، إن “ذبابة الزيتون من بين الحشرات التي تهدد أشجار الزيتون خلال هذا الموسم؛ فبمجرد أن تضع بيضها داخل حبة الزيتون وتتحول إلى يرقة تفسد الحبة وتزيد من نسبة الحموضة في الزيت، وتقلل من إنتاجيته، وهنا بالتأكيد سيصبح  الزيت غير صالح للتصدير ” بحسب تعبيره.

ويؤكد مصباح أنه بالفعل” لاحظ عدد من الفلاحين ما يشبه دودة في أشجار الزيتون، ما تسبب لهم بقلق كبير، وذلك خوفا على محاصلهم، لاسيما أن أغلب الفلاحين هم صغار يواجهون التحديات لوحدهم دون أي مساعدة أو دعم من الجهات المعنية”.

كما أن هذه الحشرة ليست حديثة بالمغرب، فهي متواجدة قبل سنوات، فحسب محمد الغول، فاعل جمعوي، أكد أن “ذبابة الزيتون حشرة تصيب أشجار الزيتون وهي ليست حديثة الظهور في المغرب”.

وأكد المتحدث ذاته، “من أجل محاربة هذه الحشرة طبيعيا، يجب أن يكون الصيف حاراً  لأن الجو المعتدل يعد بيئة مناسبة لتكاثرها”

و كشف محمد الغول  أن” الظروف المناخية التي شهدتها بلادنا خلال فصل الصيف المنصرم والذي تميز بالرطوبة نوعا ما، ساهمت في تطور هذه الدبابة واختراقها لثمار الزيتون في مجموعة من الحقول والضيعات الفلاحية”.

وقال إن “بعض المزارعين عمدوا إلى وضع شباك علي نوافذ معاصر الزيتون لمنع الذبابة من الدخول والخروج، وقاموا بتنظيف أيضا المعاصر من القاذورات وغسيل الأرض والأحواض وسد جميع الثقوب الموجودة في المخزن التي قد يلجأ اليها الذباب”

وحول تأثير هذه “الدودة” على صحة المستهلك، قال محمد  أن “هذه الحشرة ليس لها أية انعكاسات أو أضرار على صحة الإنسان، لكنها تعمل على حموضة في زيت الزيتون”.

من جهة أخرى، توصل عدد من الفلاحين في جهة مراكش آسفي بدورية تحذر من هذه الحشرة، من طرف مصلحة وقاية النباتات بالمديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بجهة مراكش أسفي.

هذه الدورية على شكل نشرات وانذارات للفلاحين بهذا الخصوص، كما هو الشأن  في شهر أيلول – سبتمبر المنصرم، وذلك  من أجل أخذ الإحتياطات اللازمة والإسراع برش أشجار الزيتون بالأدوية للقضاء على هاته الحشرة.

وتم تنظيم أيام  تحسيسية لفائدة الفلاحين خلال آواخر شهر شتنبر وبداية  تشرين الأول – أكتوبر بعدد من المناطق من بينها أيت أورير بالحوز وشيشاوة من أجل تمكين الفلاحين من التعرف على هذه الحشرة المزعجة وكيفية نموها والأدوية الكفيلة بالقضاء عليها تجنبا لتأثيراتها السلبية مستقبلا.

إلى ذلك، كشفت توقعات صادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية بالمغرب أنّ الزيتون سيحقق محاصيل قياسية خلال الموسم الفلاحي الجاري 2018-2019، بفضل المكتسبات المحققة من تطبيق مخطط المغرب الأخضر.

وجاءت هذه التوقعات ضمن مذكرة حول الظرفية لشهر تشرين الثاني – نوفنبر أنجزتها وزارة الاقتصاد والمالية، تضمنت توقعات بوصول إنتاج الزيتون إلى حوالي مليونيْ طن من مساحة منتجة تبلغ 957 ألف هكتار، بنسبة ارتفاع تقدر بـ22.3 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي السابق.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This