تتعالى الصرخات التي تطالب بحماية الأرض من تداعيات تغيّر المناخ التي باتت تتوالى تباعاً وبشكل كبير جداً، وفي حين بات تغيّر الطقس واضحاً للعيان في مختلف أصقاع العالم ، يبدو أن الإحترار المناخي، إذا استمرّ بالتطوّر على النحو الذي هو عليه اليوم، سيقضي على كل معالم الحياة على هذه الأرض.
فقد أصدر مقدم البرامج التلفزيونية والكنز الوطني، ديفيد أتينبورو، تحذيرًا صارخًا للعالم بشأن مخاطر تغير المناخ. ودعا سفير الحياة البرية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري، ووصفها بأنها كارثة من صنع الإنسان وتشكل “أكبر تهديد لنا منذ آلاف السنين” , وتحدث أتينبورو في Katowice، بولندا، داعيًا القادة وصناع القرار إلى تحمل مسؤولية خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقال السير ديفيد “إن أعظم خطر خلال آلاف السنين هو تغير المناخ , إذا لم نتخذ إجراءً صارمًا، فإن انهيار حضاراتنا وانقراض جزء كبير من العالم الطبيعي هو في الأفق” , وتحدث ديفيد نيابة عن مبادرة “مقعد الشعب” للأمم المتحدة، لإعطاء الناس العاديين صوتًا في المحادثات الدولية من خلال جمع أفكارهم ومخاوفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاستطلاعات في الأسبوعين الماضيين.
وأطلقت الأمم المتحدة ما يسمى بـ “ActNow.bot”، لمساعدة الناس على اكتشاف الإجراءات اليومية البسيطة، التي يمكنهم اتخاذها لمعالجة تغير المناخ , وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن العالم “بعيد عن مسار” منع حدوث تغير مناخي كارثي، وإننا “نقع في مشاكل عميقة يصعب حلها”.
وحذّر غوتيريش المفاوضين في الاجتماع من أن العالم “في ورطة عميقة” مع تغير المناخ , وأشار أيضًا إلى أن العمل على خفض الانبعاثات سيحد من الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء، ويولد الملايين من الوظائف وتريليونات الدولارات.
ودعا الخبراء إلى اتخاذ قرارات طموحة مفصلة وشاملة بما فيه الكفاية، لتمكين التشغيل الفعال لاتفاقية باريس، التي تم عقدها قبل 3 سنوات في العاصمة الفرنسية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري , كما قال الخبراء إنه يجب إطلاق عملية لتمكين البلدان من إعلان بذل الجهود بحلول عام 2020، لتكثيف طموحها المحلي في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، حيث أن الجهود الحالية ليست كافية لمنع ارتفاع درجات الحرارة الخطير.
وأعلن البنك الدولي أنه يضاعف استثماراته في مجال المناخ مقابل 200 مليار دولار، للفترة بين 2021-2025، بما في ذلك 50 مليار دولار لمساعدة البلدان على التكيف مع آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتهدف المحادثات في بولندا أيضًا إلى وضع القواعد التي تحكم تنفيذ صفقة باريس، وستتطلع البلدان الفقيرة إلى تعزيز التمويل المتاح لمساعدتها على التطور بشكل جيد.